أثارت مجموعة من الوصايا لخطيب جمعة
شيعي بالعراق حملة سخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، جراء تقديمه لاقتراحات لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تمر منها البلاد من بينها ترك شراء الشوكولاتة، مشيرا إلى أن الوضع الحالي "لن يشهد تغييرا حتى لو جيء بالأنبياء ليكونوا وزراء في هذه الحكومة".
وتحدث إمام وخطيب حسينية "براثا" في بغداد والقيادي في حزب المجلس الإسلامي الأعلى، الشيخ
جلال الدين الصغير، الجمعة، عن استمرار الأزمات، وأهمية تعامل المواطن معها بجدية؛ لأنه "هو من سيكتوي بها في النهاية".
وطرح الخطيب عدة مقترحات لتجاوز الأزمة الاقتصادية ومنها الاستغناء عن شراء النستله (الشوكولاتة) فضلا عن اللجوء إلى الادخار، مبينا أن من يتقاضى مبلغ 100 ألف دينار بإمكانه أن ينفق منها، ويدخر في الوقت نفسه.
ورأى الخطيب والقيادي السياسي أن "الأوضاع وصعوباتها لن ينفع معها شيء حتى لو تم تعيين وزراء من الأنبياء في الحكومة"، على حد تعبيره.
وفور انتشار المقطع، سادت بمواقع التواصل الاجتماعي موجة من السخرية اللاذعة، وأجمع عدد كبير من المستخدمين أن الموضوع هو جزء من مشكلة كبيرة تتمثل في محاولة رجال الدين إقحام أنفسهم في كل مجالات الحياة ومنها الاقتصاد والسياسة.
وفي موقع (جمهورية بغداد) على "فيسبوك" كتب حيدر الحجامي أن "السيد الخطيب كان الأولى به أن يحث حزبه النافذ على إيجاد آلية وخطة لاستعادة الأموال المنهوبة من خزنة الدولة، والمسربة خارج
العراق بدلا من نصحنا بترك شراء النستله".
وأعرب مقداد رضا الحمداني في الموقع ذاته عن دهشته لأن "رجل دين وسياسة تسلم مجموعة مناصب يقوم بتقديم مثل هذه النصائح المضحكة"، داعيا إياه إلى "تشخيص الأسباب الحقيقة لهذا الانهيار المالي، وأن يسمي الأشياء والأشخاص بأسمائهم".
من جهته، طالب ميثم الخفاجي صاحب الخطبة بأن "يبدأ بنفسه فيقلص جيش الحمايات الذي يتمتع به، ويتقاضى أجوره من الخزينة قبل أن يطالبنا بأن نحرم أطفالنا من النستله"، مذكرا إياه بأن "حزبه متهم بالاستيلاء على أكبر مجمع منازل فاخرة في بغداد في الجادرية".
واقترح أبو مقتدى الطائي في حساب (يوميات حشاش) أن "يتم اعتماد هذه الخطبة في برنامج حكومي يسمى خطة النستله، ويعمل كأساس لإصلاح عموم الاقتصاد العراقي"، مبينا عدم ممانعته "في إعارة هذه الخطة لدول المنطقة والعالم التي تعاني من صعوبات اقتصادية".
ولوحظ أن الكثير من الحسابات المروجة والساخرة من مقطع الفيديو كانت تتبع لفصائل عسكرية وأحزاب سياسية شيعية مثلت الخصم التقليدي لحزب المجلس الأعلى الإسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم وينتمي إليه الخطيب جلال الدين الصغير.
وكانت مصادر حكومية قد لوحت بمجموعة اقتراحات لمواجهة أزمة تأمين الرواتب للموظفين ومنها تقليصها بنسبة كبيرة أو إجبار قسم من الموظفين على التمتع بإجازات دون مقابل في ظل مخاوف حقيقة من العجز عن دفع المرتبات خلال الشهرين المقبلين.
ويرى الخبراء أن العراق يواجه الآثار السلبية الأكبر من الأزمة المالية التي تجتاح المنطقة بسبب اعتماده المطلق على الواردات النفطية، بالإضافة إلى وجود جيش ضخم من الموظفين لا مثيل له في بقية الدول وهو ما يعزونه إلى المحسوبيات الحزبية والمحاصصة الطائفية التي ساهمت بتضخم حجم العمالة في القطاع الحكومي.