في تطور غير مسبوق.. أصدر عدد كبير من المثقفين
المصريين، غالبيتهم كانت مؤيدة لرئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، بيانا، الثلاثاء، تضامن معه الإعلامي باسم يوسف، وأدانوا فيه الحكم الصادر بحبس الروائي
أحمد ناجي، بتهمة خدش الحياء العام، معربين عن فزعهم من "اغتيال المجال العام للتعبير"، ومما اعتبروه "مسارا مرعبا يسير فيه النظام، دافعا البلاد بأكملها إلى الهاوية".
وقال المثقفون في بيانهم -الذي حصلت "
عربي21" على نسخة منه-: "إن دفاعنا عن ناجي -وغيره من الملاحقين- ليس مجرد دفاع عن حق المبدعين وأصحاب الرأي في التعبير عن آرائهم -أيا كانت، وبأي لغة كانت- دون التعرض للتنكيل، وليس مجرد مناصرة لحقوق جماعة الأدباء والمثقفين، بل هو جرس إنذار على مسار مرعب يسير فيه النظام، دافعا البلاد بأكملها إلى الهاوية، بـ"اغتيال" المجال العام للتعبير، ومصادرة المجال السياسي".
وأضاف المثقفون: "إن رسالتنا واضحة، وهي أن الحجب والمنع، وقتل السياسة، وإطلاق يد القوى المتطرفة، وغض النظر عن الانتهاكات التي ترتكبها أجهزة الدولة، ستؤدي إلى صدامات كارثية لا تتحملها البلاد".
وتابع البيان -الذي حمل عنوان: "افتحوا المجال العام"- بقوله: "نحن الموقعون أدناه من كتاب ومثقفين ومبدعين، ظللنا نتابع بقلق حالة التدهور المستمرة في أداء أجهزة الدولة، وتزايد الممارسات القمعية، وما نتج عن ذلك من عصف بالحريات العامة والشخصية والأكاديمية والإبداعية، إضافة إلى الحوادث المتواصلة التي تضع البلاد في موقف شديد الحرج أمام المجتمع الدولي، في وقت تحتاج فيه مصر إلى القبول والاندماج في ذلك المجتمع".
وأردف الموقعون على البيان بقولهم: "نحن، من واقع إحساسنا بالمسؤولية تجاه هذا البلد، نشعر بخوف شديد على مستقبله، في ظل استمرار هذه الرعونة والاستخفاف في التعامل مع الحريات، وتسييد خطاب قمعي يتشدق بمفردات مثل "الأخلاق"، بينما يفرغها -بأفعاله هو- من معناها في كل دقيقة، وينتهك الدستور يوما بعد يوم".
وأشار البيان إلى أنه "في هذا السياق، حُكم بالحبس على الروائي والصحفي الشاب أحمد ناجي لمدة سنتين؛ على خلفية نشر فصل من روايته في جريدة أدبية متخصصة، وذلك بعد هجمة متعددة الأذرع على عدد من الكتاب والصحفيين؛ بسبب آرائهم، وهو ما يدل على استهانة كاملة بدستور 2014 الذي استفتي عليه الشعب، والذي نص صراحة على منع الحبس في قضايا النشر والإبداع"، وفق البيان.
وأصدر المثقفون بيانهم كأثر من آثار ندوة نظمتها دار "ميريت" للنشر، مساء الاثنين، تضامنا مع الروائي أحمد ناجي.
نحن أمام حاكم مريض
إلى ذلك، هاجم صاحب الدار الناشر محمد هاشم، السيسي بضراوة، قائلا: "نحن نتعامل مع حاكم مريض، والبلد في أزمة أنه يحكمها، وأنه لا يؤمن إلا بالقتل والعنف والاعتقال".
وتابع: "إحنا حطينا على حسني مبارك.. الغلبان اللي ماكانش ممكن يحصل كده في عهده"، وفق رأيه.
العدل: دولة السيسي الأكثر تخلفا
ومن جهته، هاجم المنتج والسيناريست محمد العدل دولة السيسي، قائلا: "إننا نعيش في دولة أكثر تخلفا من الدولة التي كانت موجودة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي"، قائلا إن ما يحدث هو تطور طبيعي لكل الأحداث التي نعاصرها، وفق وصفه.
وسخر العدل من محافظة المنيا التي أصدرت بيانا للاحتفاء بالبيضة المكتوب عليها لفظ الجلالة، ومن قول وزير الآثار إن تعامد الشمس على وجه رمسيس ما هو إلا صدفة.
قضاء السيسي يخالف دستوره
ومن جهته، شرح المحامي خالد علي الجانب القانوني من القضية، قائلا إن هذه القضية بالتحديد تخالف نص المادة 71 فقرة 2 من الدستور (دستور 2014 الذي وضعته لجنة "الخمسين" المعينة من قبل العسكر)، التي تنص بشكل واضح على أنه لا يجوز الحبس في قضايا النشر، وفق قوله.
وكانت محكمة جنح بولاق أبو العلا، أصدرت حكمها يوم السبت الماضي، بحبس الكاتب الصحفي والروائي أحمد ناجي سنتين، وبغرامة مالية 10 آلاف جنيه لطارق الطاهر، رئيس تحرير جريدة "أخبار الأدب"، في القضية رقم 9292 جنح بولاق أبو العلا، بتهمة خدش الحياء العام؛ لنشره فصلا من روايته "استخدام الحياة" في الجريدة.