قالت صحيفة "ديلي تلغراف"، إن بريطانيا لديها أدلة مثيرة للقلق عن التعاون والتنسيق بين أكراد
سوريا من جهة، ونظام بشار
الأسد والطيران الروسي من جهة أخرى.
وكتبت لويزا لافلاك في الصحيفة قائلة إن
الأكراد أصبحوا الحليف المهم في الحرب ضد تنظيم الدولة، خاصة ما يطلق عليها وحدات حماية الشعب الكردية، مستدركة بأن الأخيرة استفادت من الفوضى التي تسببت بها الحملة العسكرية للقوات التابعة للنظام والمليشيات الشيعية المدعومة إيراني،ا واستولت على مناطق خاضعة لجماعات المعارضة التي تلقى دعما من الغرب.
ويورد التقرير نقلا عن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قوله: "ما رأيناه خلال الأسابيع الماضية هي أدلة مثيرة للقلق عن التنسيق بين القوات الكردية السورية وقوات النظام السوري والطيران الروسي، وهو ما يشعرنا بعدم الراحة حول الدور الكردي في هذا كله".
وتعلق الصحيفة بأن الأكراد تحولوا في الأزمة السورية إلى عرابي السلطة، حيث لقوا دعما من واشنطن وموسكو، رغم الخلافات بين الدولتين، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي وافقت فيه حكومة النظام السوري وقوات المعارضة على الهدنة، التي أعلن عنها وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي يوم الاثنين، فإن مشاركة وحدات حماية الشعب تصبح محل شك، ويقول قيادي كردي إن جماعته تقوم بدراسة المقترح الأمريكي الروسي.
وتشير الكاتبة إلى أن حماية الشعب تقترب من بلدة أعزاز، التي أصبحت المكافأة الكبيرة في الحرب الجارية شمال سوريا، وفي حالة سقوطها فإن ذلك سيؤدي إلى هجرة جماعية للسكان، الذين سيفرون أبعد شمالا، بشكل سيزيد من المعاناة الإنسانية، التي توصف بأنها الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن وحدات حماية الشعب، وبدعم من الطيران الأمريكي ودول التحالف ضد تنظيم الدولة، عملت على إخراج مقاتلي تنظيم الدولة من التجمعات الكردية القريبة من الحدود من
تركيا، وهي المناطق التي تطمح بإقامة دولة كردية عليها.
وتستدرك الصحيفة بأن وحدات الحماية بدأت في الاشهر الماضية بالاعتماد على الدعم الجوي الروسي، وكافأت
روسيا الأكراد بفتح بعثة دبلوماسية لهم في موسكو هذا الشهر، بشكل أغضب السلطات التركية، التي رأت في هذه الخطوة استفزازا ومحاولة لتوسيع التأثير الروسي في المنطقة.
وتعلق لافلاك قائلة إن روسيا وبعد ستة أشهر من التدخل العسكري في سوريا تقوم بضرب شديد للمعارضة السورية، وتحاول إيقاع تركيا الغاضبة من النشاطات الكردية على حدودها في مصيدة النزاع السوري، بالإضافة إلى جر أنقرة إلى عملية برية داخل الحدود السورية.
ويلفت التقرير إلى أن تركيا ردت على ما رأته استفزازا كرديا بقصف مواقعهم في عملية "دفاع عن النفس"، وقال نائب رئيس الوزراء نعمان قرطملس إن بلاده ستواصل هجمات كهذه في حالة الضرورة.
وتذكر الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حذر من تفكك البلاد السورية، في حال استمرت الحرب، وقال: "سيكون الوقت متأخرا للحفاظ على سوريا موحدة لو انتظرنا مدة أطول"، وتحدث كيري عن خطة بديلة في حال لم تلتزم موسكو ودمشق حول التفاو ض لنقل السلطة.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن قادة في الغرب يرون أن اتفاق وقف إطلاق النار لن ينجح، إلا إذا غير النظام من سلوكه، وتوقف القصف الروسي على مواقع المدنيين.