فازت
هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، على منافسها بيرني ساندرز في الانتخابات الأولية للحزب الديمقراطي التي جرت بولاية ساوث كارولاينا يوم السبت؛ ليمنحها ذلك زخما قبل انتخابات "الثلاثاء العظيم" الحاسمة التي تجري في 11 ولاية.
وهذا ثالث فوز تحققه كلينتون في أول أربع منافسات ديمقراطية؛ ليعزز ذلك وضعها، بوصفها المرشحة الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب لها في انتخابات الرئاسة، التي تجري في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر.
وعزز أيضا فوز وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة قوتها بين الناخبين السود، وهم جمهور ديمقراطي حاسم يشكل أكثر من نصف الهيئة الانتخابية الأولية للحزب الديمقراطي في ساوث كارولاينا.
وأثارت هذه النتيجة تساؤلات بشأن ما إذا كان ساندرز السناتور الديمقراطي الاشتراكي الذي يمثل ولاية فيرمونت سيكون قادرا على توسيع نطاق تأييده إلى خارج قاعدته من الليبراليين البيض بشكل أساسي. وأصبح السباق الديمقراطي الآن منافسة قومية أوسع.
وستصوت 11 ولاية يوم الثلاثاء العظيم، ثم أربع ولايات أخرى في مطلع نهاية الأسبوع المقبل. ومن بين الولايات التي ستصوت يوم الثلاثاء ست ولايات في الجنوب بها عدد كبير من الأقليات، وأظهرت استطلاعات الرأي تقدم كلينتون فيها بشكل كبير.
ساندرز يعترف بالهزيمة
وأقر ساندرز بهزيمته في بيان صادر عنه، وقال: "هذه الحملة لا تزال في بدايتها. لقد اقتلعنا فوزا حاسما في نيوهامشير. وهي اقتلعت فوزا حاسما في كارولاينا الجنوبية. الآن إلى الثلاثاء الكبير".
ومثّل الناخبون السود، وكانوا أكثر من نصف الناخبين في الانتخابات التمهيدية لعام 2008، بالتأكيد العنصر الحاسم في فوز كلينتون. وستعرف نتائج التصويت في الساعات القادمة، لكن توقعات القنوات الأمريكية لا تترك مجالا للشك في فوز كلينتون.
ويجوب ساندرز ولايات الوسط الغربي والشمال الشرقي التي ستصوت في آذار/ مارس. وأمضى يوم السبت في أوستين ودالاس في التكساس، حيث سيتم إسناد أكبر عدد من المندوبين الثلاثاء.
وتم السبت اختيار ثلاثة في المئة فقط من مندوبي مؤتمر الحزب الديموقراطي في تموز/ يوليو في فيلادلفيا.
لكن الولايات الـ11 التي ستشهد انتخابات ديموقراطية يوم "الثلاثاء الكبير"، سترسل 18 بالمئة من المندوبين إلى فيلادلفيا في يوم واحد (مقابل 24 بالمئة لدى الجمهوريين).
ويتقدم ساندرز في ماساشوستس وفيرمونت، لكن الكثير من ولايات الجنوب ستصوت أيضا وتركيبتها الديمغرافية قريبة من تركيبة كارولاينا الجنوبية على غرار الأباما وجورجيا وأركنساس.
تبادل شتائم لدى الجمهوريين
واتخذت الحملة في معسكر الجمهوريين طابعا عنيفا، خصوصا بين رجل الأعمال دونالد ترامب وسيناتور فلوريدا ماركو روبيو.
وبعد نقاش حاد الخميس، واصل المرشحان تبادل الشتائم في الاجتماعات السبت.
وقال روبيو ساخرا من ترامب أمام أنصاره في جورجيا: "الشخص الذي لديه أسوأ تلوين (برونزاج) اصطناعي في أمريكا يهاجمني بسبب مكياجي". وكان ترامب قال الجمعة إن خصمه روبيو يعيد تعديل مكياجه أثناء الحوارات.
واختار روبيو (44 عاما) منذ الخميس مهاجمة ترامب (69 عاما) بطريقة هذا الأخير ذاتها. وتهكم من الأخطاء اللغوية للملياردير على تويتر ،وشكك في قدراته في مجال الأعمال ونعته بالنصاب؛ بسبب قضية مع طلاب بشأن مشروع جامعة ترامب.
ورد ترامب السبت من أركنساس، قائلا: "شاهدت وزن الريشة روبيو"، وتهكم على أذنيه الكبيرتين وتعرقه. وأضاف "أنا نصاب؟ لقد أقمت شركة كبيرة".
وألمح إلى أن الملاحقات القضائية ضده مؤامرة دبرها أوباما، وقال إن قاضيا "من أصول إسبانية كان معاديا" له.
لكن ترامب -المعزز بفوزه في ثلاث من الولايات الأربع التي شهدت انتخابات تمهيدية للجمهوريين- يبقى الأوفر حظا الثلاثاء. وقد انضم لحملة تأييده منذ 24 ساعة حاكم نيوجرسي كريس كريستي والحاكمة السابقة لاريزونا جين بريور.
ويجسد ذلك تنامي الولاء للملياردير في الحزب الجمهوري، رغم سعي العديد من القيادات وأعضاء الكونغرس الجمهوريين في الكواليس إلى عرقلة ترشحه.