قال مسؤولون مطلعون، إن
الاتحاد الأوروبي يخشى أن تكون عصابات تهريب البشر عبر البحر المتوسط قد أعادت إحياء طريق من
مصر، إذ أرسلت آلاف المهاجرين عبر البحر في الأشهر القليلة الماضية يواجهون مشاكل في ليبيا وتركيا.
ويعاني الاتحاد الأوروبي من ظاهرة تزايد أعداد المهاجرين خلال الأشهر القليلة الماضية، ما دفع بريطانيا وفرنسا إلى توقيع اتفاق لمواجهة تدفق المهاجرين غير القانونيين الراغبين في التوجه لبريطانيا من ميناء كاليه الفرنسي.
ومن المتوقع أن آلاف المهاجرين غير القانونيين قد نجحوا في دخول بريطانيا خلال الأشهر الماضية عبر نفق القنال الذي يربط بين بريطانيا وفرنسا.
وقال مسؤول كبير "إنها مشكلة تتفاقم" في إشارة إلى تزايد أنشطة المهربين بعد عام هادئ حول الإسكندرية وهو ما أثار مخاوف كبيرة في أوروبا من أن يستغل إسلاميون متشددون يتخذون من شبه جزيرة سيناء قاعدة لهم هذا الطريق للوصول إلى اليونان أو إيطاليا.
ومثل
المهاجرون من مصر نسبة ضئيلة من مليون شخص وصلوا إلى أوروبا عن طريق البحر العام الماضي، وجاء أكثر من 80 بالمئة منهم من تركيا إلى اليونان وكثيرون غيرهم من ليبيا إلى إيطاليا. ولا توجد تفاصيل عن أعداد من رحلوا من مصر.
لكن المسؤولين بالاتحاد الأوروبي يقولون إنه مع تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا يفضل المزيد من المهربين نقل اللاجئين والمهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط إلى الساحل المصري.
وفي الخريف الماضي قرر الاتحاد الأوروبي إيقاف عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط اعتقادا بأن إجراء تلك العمليات يشجع المهاجرين أكثر على رحلتهم من ليبيا إلى أوروبا، لكن ذلك لم يمنع أو يقلل عمليات الهجرة التي تزداد بنسبة 4% سنويا.
والرحلة من مصر طويلة لكن المهربين يعتمدون أساسا على أن المهاجرين سيتم إنقاذهم عند الوصول إلى الممرات الملاحية الدولية.
وتشعر بروكسل التي تجري مساومات مع تركيا لمحاولة وقف تدفق اللاجئين منها بالقلق من عدم سعي السلطات المصرية لوقف عمليات التهريب. لكنها تحجم عن استخدام المساعدات والعلاقات التجارية للضغط على القاهرة لبذل المزيد من الجهد في ظل أن مصر حليفة بمنطقة تشهد اضطرابات متزايدة.
وقال مسؤول آخر من الاتحاد الأوروبي "مبعث القلق الرئيسي لدينا هو أنه قد يكون بين المهربين والمهاجرين متشددون من سيناء يرتبطون بصلات بتنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية".
وأضاف "القيود في مصر صارمة وهو ما يحد من أنشطة المهربين... لكن في بعض الأحيان نشك في أنها تغض الطرف حتى يتسنى للمهاجرين الذهاب إلى مكان آخر".
وقال مسؤول أمني مصري إن لدى القاهرة مشاكل أكثر إلحاحا مما يحد من الموارد التي يمكن توجيهها للرقابة على المهاجرين. وأضاف "تهريب البشر يتزايد في مصر.. والسلطات منشغلة بمشاكل أخرى بدرجة لا تسمح بالتعامل مع هذا".
لكن متحدثة باسم فيديريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي رفضت التعليق.
وكانت دراسة نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية، أكدت أن 62% من المهاجرين لم يغادروا بلادهم لأسباب اقتصادية، ولكنها تتعلق في الغالب باللاجئين، حيث بلغت نسبة الذين وصلوا إلى أوروبا نحو 62% و كانوا من سوريا، وإريتريا، وأفغانستان حتى نهاية يوليو الماضي وذلك وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة.