نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا للصحافي أندي مكسميث، قال فيه إن الإعلام نشر اقتباسا من أقوال رئيس سابق للخدمات المدنية، يدين فيها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني
بلير بذنب "الخداع"، وليس بالكذب، عندما أبقى زملاءه الوزراء في الحكومة في الظلام، بخصوص
الحرب على
العراق.
ويشير التقرير إلى أن أندرو تيرنبل، الذي تسلم منصب سكرتير الحكومة قبل ستة أشهر من غزو العراق عام 2003، كان واحدا من عشرات استجوبهم الكاتب توم باور، الذي سينشر هذا الشهر كتابا حول توني بلير اسمه "بروكن فاوز"، الذي يعني "العهود المنقوضة"، ويأتي نشره سابقا لتقرير لجنة تشيلكوت حول حرب العراق، الذي يتوقع نشره في حزيران/ يونيو أو تموز/ يوليو، بعد أن استغرق خمس سنوات لإنهائه.
ويذكر مكسميث أن باور يستشهد بقول للورد تيرنبل حول اجتماع الحكومة الذي عقد قبل عام من حرب العراق، وتمت فيه مناقشة موضوع العراق، لكن بلير لم يخبر زملاءه عن احتمال القيام بعمل عسكري للإطاحة بالرئيس العراقي السابق
صدام حسين.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن اللورد تيرنبل قوله: "لا أسميها كذبة.. خداع هي الكلمة الأنسب، حيث تستطيع الخداع دون أن تكذب، بأن تترك تفسيرا خاطئا دون تصحيح".
وتلفت الصحيفة إلى أن المؤلف يزعم أن المسؤولين كانوا "مصدومين" بالعلاقة "القريبة بشكل غير عادي" بين بلير ورئيس المخابرات العسكرية الخارجية (MI6)، السير ريتشارد ديرلوف، الذي كان أول من تحدث بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، عن احتمال امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وعن احتمال تفجير انتحاري لقنبلة نووية في لندن.
ويكشف الكاتب عن أن الرئيس الجديد للأركان في وقتها الأدميرال مايك بويس، حذر بلير أكثر من مرة حول مخاطر التورط في الحرب، وتوقع بدقة بأن الحرب المعقدة في أفغانستان قد تدوم عشر سنوات، كما أنه حذر من أن الجيش قد يحتاج للمزيد من المعدات قبل الذهاب إلى العراق.
ويفيد التقرير بأنه أشيع أن مدير الاتصالات لدى بلير أليستير كامبل وبخ الأدميرال لكونه "متشائما"، فرد عليه الأدميرال بأنه "لا يقول للناس ما يحبون سماعه"، وأزعج موقف الأدميرال بلير، فقرر في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2002 أن يعزله، لكنه أدرك أن شكل العزل قبيل الحرب سيبدو سيئا.
وتورد الصحيفة أن المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية مايكل ويليامز، حذر بلير في أيلول/ سبتمبر 2002، من أن الإطاحة بصدام قد تؤدي إلى "فوضى"؛ بسبب التوتر بين السنة والشيعة، ويذكر الكتاب أن بلير أجابه بالقول: "كل ذلك تاريخ يا مايكل، لكن هذا يتعلق بالمستقبل".
ويقول مكسميث إن بلير كتب رسالة خاصة لجورج بوش في وقت مبكر من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2001، حول احتمال "تغيير النظام"، بحسب الكتاب، وخلال زيارة لمزرعة بوش في تكساس في نيسان/ أبريل 2002، وعد "بدعم أي جهد عسكري يؤدي إلى تغيير النظام"، لكنه لم يخبر الحكومة؛ لأنه "لم يثق بهم"، كما زعم باور.
وبحسب التقرير، فقد استمر بلير بالقول في العلن إنه لم يتم التوصل إلى قرار نهائي، ويقول باور: "لم يحصل في التاريخ أن خطط رئيس وزراء آخر للحرب، وكان لا يثق برئيس أركانه ولا سكرتير حكومته ولا وزير الخارجية (جاك سترو) ولا وزير الدفاع (جيف هون) ولا معظم حكومته، وبحسب اللورد تيرنبل، فإن عادة بلير في تجاوز حكومته، وتفضيل العمل من خلال مسؤول الموظفين جوناثان باول لم يكن شيئا جديدا".
وتستدرك الصحيفة بأنه باستثناء روبين كوك، الذي استقال من الحكومة، فإن معظم الوزراء كانوا راضين بألا يعرفوا ماذا كان يخطط.
وينوه الكاتب إلى أن الكتاب يسبر العلاقة بين توني بلير وويندي دنغ، الزوجة السابقة لتايكون الإعلام روبرت ميردوخ، ويشير إلى أن سبب انفصال ميردوخ عن زوجته يعود إلى أن بلير بات ليلة في بيتهما في كاليفورنيا، حيث كانت دنغ في البيت، لكنه لم يقل لميردوخ ذلك عندما رآه في اليوم التالي.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن باور استشهد بقول أحد داعمي مؤسسة توني بلير السابقين الملياردير الأمريكي تيم كولنز: "لقد كشف موضوع ويندي ميردوخ (بتوني بلير)، حقيقة هذا الرجل".