سيطرت على اهتمامات وسائل الإعلام والصحف
المصرية الصادرة الخميس، الأزمات الاقتصادية والسياسية الجديدة، التي تتزايد مع الوقت، يأتي آخرها تراجع الجنيه المصري أمام الدولار إلى أرقام قياسية جديدة، وإسقاط مجلس النواب عضوية توفيق
عكاشة، الملقب بـ"نائب التطبيع"، إلى جانب تغطيتها زيارة رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي إلى
كوريا الجنوبية، حيث زعم قبل انتقاله إليها من اليابان أن "مصر تشهد ثورة اقتصادية كبيرة".
يوم سقوط "نائب التطبيع"
جاء الاهتمام الأول لصحف الخميس منصبا على إسقاط البرلمان عضوية عكاشة، إذ علّقت عليه صحيفة "اليوم السابع" بمانشيتها: "البرلمان ينتصر لإرادة المصريين".
وقالت "الوطن": "الأول.. التطبيع يسقط عضوية عكاشة.. توفيق على باب القاعة: "أبوس إيديكم أدخل أعتذر".
وقالت "المصري اليوم": "البرلمان لعكاشة: اطلع بره.. 465 نائبا يقررون إسقاط عضويته ومطالب بحرمانه من الجنسية".
أما "الشروق" فقالت: "البرلمان يسقط عضوية نائب التطبيع.. 465 نائيا يصوتون بنعم.. وعكاشة يعرض الفراعين للبيع.. وعبد العال: نحترم الاتفاقيات الدولية".
من جهتها، قالت الأهرام: "البرلمان يسقط عضوية توفيق عكاشة بأغلبية ساحقة".
وبدت الصحف وكأنها تتنافس على إطلاق الأوصاف على الحادثة، فتارة تكبت "يوم سقوط نائب التطبيع"، وتارة أخرى تصفها بـ"جلسة تاريخية"، وتذكر "إسقاط عضوية نائب التطبيع"، وذلك على خلفية استقباله للسفير الإسرائيلي في منزله بالدقهلية.
"ماذا بعد إسقاط عضوية توفيق عكاشة؟"
هذا السؤال طرحته "اليوم السابع"، وأجابت: "العليا للانتخابات تفتح باب الترشح على مقعد طلخا ونبروه خلال 60 يوما من سقوط عضويته.. والنيابة تستدعى نائب التطبيع بتهمة تزوير أوراق رسمية.. وعدم جواز خوضه الانتخابات مرة أخرى، وفقا للقانون".
وفي التفاصيل التي أسهبت الصحف في ذكرها، جاء أن مجلس النواب برئاسة علي عبد العال، أسقط العضوية عن النائب توفيق عكاشة عضو المجلس عن دائرة طلخا ونبروه بأغلبية ساحقة، إذ وافق 465 نائبا على إسقاط العضوية، ورفض 16، وامتنع تسعة أعضاء فقط.
وحاول عكاشة دخول قاعة الرئيسة للبرلمان أربع مرات، إلا أن رئيسه رفض دخوله القاعة بسبب العقوبة الموقعة عليه بحرمانه من حضور 10 جلسات.
ولجأ عكاشة للنواب الذين خرجوا من القاعة من أجل التوسط له لدى رئيس المجلس للسماح له بالدخول إلى قاعة الجلسة، من أجل أن يقدم اعتذاره للجميع، والعفو عنه عن الخطأ الذي ارتكبه.
زيادة سعر الدولار وارتفاع الأسعار
اهتمت صحف الخميس، تاليا، ضمن المشهد المصري الراهن، بارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه.
وقالت "الوطن": "الدولار يقترب من الـ10 جنيهات.. وطيران بريطانيا يوقف بيع التذاكر بالجنيه الكاش".
وأجمعت الصحف على ارتفاع أسعار الدولار في السوق السوداء، إلى سعر 9.45، الأربعاء، مقابل 9.35، الثلاثاء، بزيادة قدرها عشرة قروش، بينما استمر سعره ثابتا في البنوك عند 7.80 للشراء، و7.83 للبيع.
ونقلت "اليوم السابع" عن عضو بغرفة القاهرة التجارية قوله إن ارتفاع سعر الدولار، وتراجع قيمة الجنيه، غير مفاجئ للمستوردين، مشيرا إلى أن هناك توقعات بوصوله إلى 10 جنيهات، مع استمرار نقص المعروض منه فى البنوك المصرية.
وأضاف أن الدولار متاح بالأسواق الموازية، وبزيادات مستمرة لسعره مقابل الجنيه، وأن هناك نقصا شديد في البنوك، يجبر المستوردين على اللجوء لشركات الصرافة في السوق السوداء.
وحذّرت صحف من أن الأسعار في مصر قد ترتفع تأثرا بالدولار، نتيجة استيراد مصر كثير من السلع من الخارج، لاسيما مع بدء موسم الصيف، الذي يزيد فيه استهلاك المواطنين.
وفي هذا السياق، حذّر رئيس شعبة البقالة بمحافظة الدقهلية، من ارتفاع أسعار السلع التموينية، مؤكدا أنه ما لم يتم خفض سعر الدولار، فسوف يرتفع سعر كل سلعة تموينية بما يقارب الجنيهين (ربع دولار) زيادة عن سعرها الأصلي في وقت يحاول فيه البنك المركزي السيطرة على الوضع بإصدار شهادات بنكية تحت اسم "شهادة بلادي الدولارية"، تبدأ بفائدة 3.5 في المئة إلى 5.5 في المئة.
وفي الوقت ذاته، أشارت الصحف إلى نقص السلع التموينية، واختفاء الأرز.
ونقلت "الوطن" عن مسؤول في الغرفة التجارية للإسكندرية، قوله إن نقص المقررات التموينية أسهم بشكل كبير في ارتفاع الأسعار في السوق الحرة، في وقت تستمر فيه أزمة نقص الأرز التمويني.
ومن السلع التموينية إلى الأدوية إذ قررت وزارة الصحة رفع أسعار 54 دواء، فيما رفضت نقابة الصيادلة تلك الزيادة، مشيرة إلى أن وجود سعرين على الدواء يحدث مشكلات كبيرة داخل سوق الدواء.
ولم تقف مشكلة ارتفع الدولار عند حد رفع أسعار السلع والأدوية، إذ أثرت على حركة الاستثمار ذاتها، فأوقف شركة الطيران البريطانية "بريتش إير وايز" التعامل بالجنيه، وقررت بيع تذاكرها داخل مصر من خلال بطاقات الائتمان فقط، لفترة مؤقتة، للتغلب على صعوبة تحويل الجنيه إلى الدولار.
السيسي يبشر بثورة اقتصادية في كوريا
وفي ظل هذا الزخم، أصرت الصحف القومية (الحكومية) وحدها، على أن يتصدر خبر زيارة السيسي إلى كوريا الجنوبية مانشيتاتها، في حين تجاهلت صحيفة "الوطن" التي تعدّ مقربة من نظام السيسي، الإشارة إلى تلك الزيارة، بصفحتها الأولى.
وذكرت "المصري اليوم" من جهتها، أن السيسي قال أمام منتدى الأعمال المصري الياباني إن مصر تشهد ثورة اقتصادية كبيرة، متعهدا بتذليل جميع العقبات التي تواجه المستثمرين الأجانب.. جاء مانشيت "الأهرام" كالتالي: "مصر تشهد عصرا تنمويا وتتعاون مع الأصدقاء".. الرئيس: "عازمون على إزالة المعوقات أمام الاستثمار بشكل دائم"، مع صورة للسيسي وهو يستعرض حرس الشرف لدى وصوله إلى سول، عاصمة كوريا الجنوبية.
وبحسب "الأهرام": "اختتم السيسي زيارته المهمة إلى اليابان، ووصل إلى كوريا الجنوبية، في المحطة الأخيرة لجولته الآسيوية".
وقبيل مغادرته طوكيو، شارك السيسي في المنتدى الاقتصادي لمجلس الأعمال المصري- الياباني، مؤكدا أن مصر تشهد حاليا عصرا تنمويا جديدا، وتتطلع لتعزيز التعاون مع شركائها وأصدقائها في العالم، وعلى رأسهم اليابان.
وصرّح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، السفير علاء يوسف، بأن الحكومة بدأت بالفعل في تنفيذ برنامج شامل للتنمية حتى عام 2030 من خلال النظر فى جميع التشريعات المتعلقة بالاستثمار.
وأضافت "الأهرام" أن السيسي شهد خلال أعمال المنتدى مراسم توقيع ثلاث اتفاقيات في مجال الكهرباء، و12 مذكرة تفاهم حول الطاقة وتنمية منطقة قناة السويس الاقتصادية.
من جهتها، سلطت صحيفة "الأخبار" الضوء على ما اعتبرته "القمة المصرية الكورية الجنوبية"، التي تعقد الخميس في العاصمة الكورية سيئول، بين السيسي، وبارك جون هيه رئيسة كوريا الجنوبية.
ووفق الصحف: "يستهل السيسي يستهل اليوم الأول لزيارته إلى كوريا الجنوبية بإجراء لقاءات مع وسائل الإعلام والصحف الكورية الكبرى، كما أنه يعقد لقاءين مع ممثلي شركتين من كبريات الشركات الكورية، ثم يتوجه إلى قصر الرئاسة لإجراء مباحثات موسعة مع الرئيسة الكورية".
ويشهد الجانبان توقيع تسع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، ثم يلتقى السيسي رئيس الوزراء الكوري ورئيس البرلمان، ثم يشارك في الجلسة الختامية لمجلس الأعمال المصري- الكوري، الذي كان قد بدأ منذ يومين، ويشهد توقيع ست اتفاقيات، وفق الصحف.
القاع ازدحم بسكانه
هذا المشهد الشامل دفع بعض الناشطين إلى انتقاد الأوضاع في مصر التي تزداد سوءا، من بينهم على سبيل المثال الناشط الحقوقي، حازم منير، الذي علّق بالقول: "هناك حالة تخبّط هيستيرية تضرب أغلب أركان الوطن، وتكشف عن ارتباك شديد في أوساط أغلب الدوائر المعنية بالقرار من قريب أو من بعيد، لأنها لا تملك رؤية".
وبجملة وصفها المعلّقون بأنها "معبّرة"، اختتم مقاله في صحيفة "الوطن" بالقول: "القاع ازدحم بسكانه".