سياسة دولية

ما هي دلالات فوز الإصلاحيين؟ مركز دراسات إيراني مهم يجيب

نجاح الإصلاحيين في إيران يجب أن يغير من سياستها الخارجية- عربي21
ما زالت ردود الأفعال في داخل إيران تتواصل حول نتائج الانتخابات الأخيرة التي شهدت تفوق الإصلاحيين، في وقت انتقلت فيه الكثير من المدن والمناطق الإيرانية إلى المرحلة الثانية منها، في معركة جديدة تنتظر التيار الإصلاحي لمواجهة المحافظين. 
  
ومن بين ردود الفعل هذه، فقد أصدر "مركز الدراسات الدبلوماسية الإيرانية"، الذي يعدّ مقربا من الخارجية الإيرانية، تقريرا له أورد فيه أن "مشاركة الإيرانيين في هذه الانتخابات، وتصويتهم للإصلاحيين تمثل تعبيرا قويا وصارخا، يقول بصوت عال إننا نصوت للاتفاق النووي الذي أنجزه فريق الرئيس الإيراني، الإصلاحي حسن روحاني".
 
ومعلّقا على نجاح التيار الإصلاحي في الانتخابات الأخيرة، قال المركز الدبلوماسي إن "نجاح الإصلاحيين في هذه الانتخابات أثبت أن المشروع الإصلاحي رغم ما تعرض له من فشل ونجاحات تكللت فيها مسيرته الطويلة، ما زال يحظى بتأييد وقبول الشارع الإيراني المتعطش للخروج من مرحلة الجمود السياسي والاقتصادي في البلاد".
 
وأضاف المركز المقرّب من دوائر صنع القرار في إيران أن "التيار الإصلاحي استخدم الشعارات الصحيحة التي تلامس شعور المواطن الإيراني القلق والمهموم منذ عشرات السنين، وهي الازدهار الاقتصادي والسلام والأمل"، مشيرا إلى أن "هذه الشعارات حملت في طياتها العديد من الرسائل، فهمها الناخب الإيراني جيدا، وصوّت لها حتى تتحقق مطالبه التي عبّر عنها الرئيس الإيراني في الاتفاق النووي".
 
وأشار "مركز الدراسات الدبلوماسية الإيرانية" إلى أن "التيار الإصلاحي قدّم في العاصمة طهران قائمة انتخابية عرفت بـ (30+16)، أي 30 مرشحا للبرلمان و16 مرشحا لمجلس خبراء القيادة، ونجحت هذه القائمة بنسبة مئة في المئة"، واصفا هذا النجاح بـ"المدهش"، مقابل عدم التصويت للمحافظين في العاصمة طهران، "ما يحمل لاءات كثيرة، يجب أن تصل إلى المعني بها"، بحسب المركز.
 
وأكد في تقريره أن الـ"لا" الصارخة للمحافظين في الانتخابات الإيرانية "حملت رسالة واضحة للتيار الإصلاحي في إيران ولروحاني، مفادها أن الشارع الإيراني مهد الطريق أمامه لأخذ قرارات قوية وتطبيق مشروع جديد يساهم في تغيير الوضع السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي في إيران". 
 
وربط المركز نجاح الإصلاحيين في الانتخابات الإيرانية، بالاتفاق النووي الذي تحقق في عهد الرئيس الإيراني حسن روحاني وفريقه المفاوض، قائلا إن "النجاح الدبلوماسي في الساحة الدولية انعكس بشكل كبير على الساحة الداخلية، وهذا ما يؤكد أن النجاح أو الفشل في الخارج ينعكس سلبا أو إيجابا على الداخل الإيراني، ما يؤكد أن الحكومة الإيرانية ليست وحدها التي تقود معركة الدبلوماسية الخارجية وتتأثر بها؛ بل إن الشارع الإيراني أصبح جزءا من هذه المعركة الدبلوماسية الخارجية".

واعتبر المركز أنه "لولا نجاح الإصلاحيين في المفاوضات النووية، لما استطاع تيارهم النجاح في هذه الانتخابات".
 
وتابع المركز الإيراني بأن استبعاد المتشددين من البرلمان الإيراني يهيئ أرضية سياسية لم تكن تتوفر في المرحلة السابقة لأخذ قرارات اقتصادية قوية تجذب من خلالها الاستثمارات الخارجية للبلاد، مضيفا أن "نتائج الانتخابات الإيرانية يجب أن تغير من سياسات إيران الخارجية، إذ إن رفض الوجوه المتشددة التي كانت تسيطر على البرلمان الإيراني تعني أيضا رفضا لسياساتهم الخارجية". 
 
وفي السياق ذاته، يرى المراقبون للشأن الإيراني أن المرحلة القادمة في إيران قد تكون مرحلة صدام حقيقي بين الحرس الثوري الإيراني من جهة، والإصلاحيين من جهة أخرى، مشيرين إلى أن ملامح هذا الصدام بدأت بالظهور عبر خروج نشاط نجل المرشد الإيراني مجتبى خامنئي إلى العلن، بعد فشل المحافظين في الانتخابات الإيرانية.