نشرت صحيفة "سو فوت" الفرنسية تقريرا، سلطت فيه الضوء على دور الأموال
القطرية التي يضخها رجال الأعمال والسياسة في البطولات الأوروبية والمسابقات العالمية، في التأثير على مصير
كرة القدم العالمية.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته
"عربي21"، إن الأموال التي قام رجال الأعمال القطريين بضخها في البطولات الأوروبية خلال السنوات الأخيرة؛ ساهمت في إنقاذ الدوري الأوروبي من العجز الهيكلي الذي دفع بعديد الفرق الأوروبية إلى حافة الإفلاس، لكن هذه "النعمة سرعان ما تحولت إلى سيف مسلط على رقاب هذه الفرق".
وذكرت الصحيفة أن تأثير الأموال القطرية على كرة القدم العالمية يبدو واضحا في ثلاثة مجالات؛ يتعلق المجال الأول باحتكارحقوق البث التلفزي، ويرتبط المجال الثاني بشراء بعض الأندية الأوروبية، بينما يتعلق المجال الثالث بالمسابقات العالمية، وتحديدا كأس العالم الذي تستضيفه قطر في سنة 2022.
وقالت الصحيفة إن القناة الفرنسية المشفرة "كنال بلوس" هيمنت لسنوات على المشهد الإعلامي الرياضي في أوروبا، وكانت تعتبر المساند الرسمي لأقوى البطولات الأوروبية التي احتكرت أغلب حقوق بث مبارياتها في السنوات الأخيرة، لكن اقتحام قناة "بي أن سبورت" التابعة لقناة الجزيرة مضمار المنافسة على حقوق البث، دفع القناة الفرنسية للتنازل عن امتيازاتها لصالح القناة التي استثمرت 748 مليون يورو لاحتكار حقوق بث أقوى البطولات الأوروبية.
وأضافت الصحيفة أن قناة "بي أن سبورت" لم تعد قادرة على فرض قواعدها الخاصة، فيما يتعلق باحتكار حقوق البث التي تمثل شكلا من أشكال "القوة الناعمة"، وهو ما دفعها لإعادة تقييم خياراتها، والتي من بينها التخلي عن سياسة احتكار حقوق البث، والدخول في شراكة مع قناة "كنال بلوس".
وذكرت الصحيفة أن النفوذ القطري يتخذ شكلا مختلفا بالنسبة للشركات، وتحديدا شركة الخطوط الجوية القطرية، التي حافظت دائما على مكانتها كمساند رسمي لأبرز الفرق الأوروبية، وخاصة فريق برشلونة الذي يضع شعار شركة النقل الجوي القطري جنبا إلى جنب مع شعار اليونيسف، لكن هناك عديد المشاكل التي تلوح في الأفق والتي تنذر بفك الارتباط بين الطرفين قريبا.
وأضافت الصحيفة أن عديد الفرق الأوروبية لم تعد تستطيع مقاومة سلطة المال الخليجي، وتحديدا الأموال القطرية، التي وظفها رجال الأعمال القطريين لامتلاك عديد الفرق في الدوري الإنجليزي والفرنسي، ولعل أبرزها نادي باريس سان جرمان الذي اشتراه ناصر الخليفي منذ سنة 2011.