تناول محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية، تسفي برئيل، في مقال له تأثر
مصر بموقف
السعودية من
حزب الله اللبناني، إذ قال إن طلب المملكة اعتباره منظمة إرهابية يضع دولا عربية في موقف محرج ومربك، أبرزها مصر.
وأوضح برئيل في مقاله تحت عنوان "عندما تطلب السعودية"، أن "الدولة التي أُحرجت هي مصر، التي انضمت إلى القرار العربي باعتبار حزب الله منظمة إرهابية"، فهناك تساؤلات أثيرت مؤخرا عن علاقة النظام المصري بحزب الله وإيران.
وأضاف أن "مصر لم تقرر بعد كيفية تطبيق القرار بشكل قانوني. فهي محتارة بين أن تكون المنظمة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية مثلما فعلت مع حركة الإخوان المسلمين، أو إبقاء القرار على الورق دون اتخاذ أي إجراءات".
ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أن مصر استقبلت قبل أسبوعين وفدا رفيع المستوى من حزب الله، وذلك من أجل تقديم العزاء لموت الصحفي محمد حسنين هيكل.
وأضاف أن الزيارة أثارت بعض الفرضيات حول علاقة الحزب مع مصر، وذهب إلى أكثر من ذلك ليتساءل عن علاقة مصر بإيران، وما إذا كانت مصر ستغير سياستها تجاه إيران على خلفية الخلاف بينها وبين السعودية بخصوص رئيس النظام السوري بشار الأسد، أو بسبب التقارب بين السعودية والإخوان المسلمين.
وأشار إلى أن محللين عرب -لم يسمهم- كتبوا في نهاية الأسبوع أن مصر "اضطرت" للانضمام إلى الموقف السعودي، لأنها تخوض في الوقت الحالي الصراع من أجل تعيين أمين عام مصري لجامعة الدول العربية.. وبدون تأييد السعودية ودول الخليج فإنه ليست هناك فرصة لمصر لتحقق ذلك.
من هنا جاءت الحاجة لإرضاء السعودية في موضوع حزب الله. ويبدو أن مصر وضعت أمام خيارين، إما التصالح مع تركيا ومع الإخوان المسلمين واتخاذ موقف مناهض لإيران، أو التصالح مع إيران ضد الإخوان المسلمين، وفق برئيل.
وأوضح أن "مصر التي حصلت خلال السنتين الماضيتين على أكثر من 16.5 مليار دولار من السعودية ودول الخليج، لا يحق لها الوقوف على الحياد، لا سيما بعد فرض السعودية العقوبات الاقتصادية على لبنان. وهذه تعدّ رسالة لجميع الدول العربية التي تحصل على الدعم من السعودية، بأن عليها معرفة الثمن الذي قد تدفعه إذا وقفت ضد سياساتها".
وفي معرض حديثه، أشار برئيل إلى أن قرار اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، أظهر خلافات عميقة بين الدول العربية. ولهذا اضطرت السعودية إلى الاكتفاء بصيغة مخففة أكثر من التي كانت تطمح إليها. فتونس المضيفة لمؤتمر وزراء خارجية العرب عارضت القرار. أما الجزائر فتنصلت منه. وأما وزير الخارجية العراقي فقد غادر المؤتمر احتجاجا على نشر القرار بين المشاركين، قائلا: "لم ير أحد منا هذا القرار من قبل. ونحن نعارض فرض رأي طرف واحد".
وأشار أخيرا إلى أن العراق توجد لديه مشكلة في اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، "لأن المنظمة تتعاون مع مليشيات التنظيم الشيعي في العراق، التي تحارب تنظيم الدولة"، إلى جانب أن إيران التي تدعم الحزب اللبناني تعدّ شريكا مهما بالنسبة للعراق. وتحفظ كذلك لبنان كما هو متوقع على القرار، لكن الحزب نجح في أن يفرض على الحكومة نشر إعلان تنديد بالقرار.