كشف الاجتماع الذي عقدته أبرز زعامات التحالف الوطني (الشيعي) في
كربلاء، حجم الخلافات التي تعصف بالبيت الشيعي
العراقي الذي يسيطر على القرار السياسي للبلاد. ورغم أن الاجتماع جاء بوساطة خارجية، فإنه فشل في لملمة الشتات السياسي الشيعي.
وعقد "التحالف الوطني"، الأحد، اجتماعا مغلقا لقياداته في كربلاء، استمر لثلاث ساعات، أُعلن عقبها الاتفاق على نقاط عدة، منها رفض تفرد أي فصيل أو كتلة في التحالف بالقرار، ورفض حمل السلاح في بغداد وباقي المحافظات، خارج إطار الدولة، والاتفاق على دعم الإصلاحات والاستمرار في التشاور، بحسب بيان للتحالف.
وبعد ساعات من انتهاء اجتماع كربلاء، خرج زعيم التيار
الصدر ببيان شديد اللهجة انتقد فيه الاجتماع وكل ما نتج عنه، وقال إن بيان اجتماع كربلاء لا يمثله، وإنه لم يخرج بأي نتائج تذكر، رافضا في الوقت ذاته "رغبة المجتمعين في تشكيل حكومة حزبية".
وقال الصدر في بيانه، إنّي "أجد لزاما أن أجعل الشعب في الصورة، فأقول إن البيان الختامي لم يكن بحضوري، ولا بحضور السيد عمار الحكيم (رئيس المجلس الإسلامي العراقي الأعلى) ".
وتابع بأن "عددا من قيادات التحالف لم يكن على علم بمعاناة الشعب ووضعه، وأطلعتهم، لكن لا تجاوب"، لافتا إلى أنه "بعد هذا الاجتماع، سأوعز إلى أعضاء وممثلي التيار الصدري بتعليق حضورهم في التحالف الوطني، وكنت أول الخارجين من الاجتماع والألم يعتصرني على مستقبل العراق المجهول"، متهما رئيس الحكومة، حيدر العبادي، بأنه "ليس لديه أي مشروع".
وختم بقول: "أنا وإياكم نستمر في التظاهر على أعتاب المنطقة الخضراء سلميا".
ويثبت بيان الصدر هذا، ما كشفت عنه مصادر عراقية، في وقت سابق من أن زعيم التيار الصدري انسحب من اجتماع التحالف الوطني في كربلاء "غاضبا"، بينما نفى رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري، في بيان له، الانسحاب، وزعم أن "الاجتماع قرب وجهات النظر إلى حد كبير".
نصر الله لم يفلح
إلى ذلك كشف النائب في البرلمان العراقي فائق الشيخ علي، أن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله هو الذي دعا قادة التحالف الشيعي في العراق إلى ضرورة الاجتماع في مدينة كربلاء، من أجل التماسك وعدم انفراط عقد هذا التحالف.
وقال النائب في مقابلة مع قناة "هنا بغداد" العراقية، إن "حسن نصر الله اتصل بقادة التحالف الشيعي، وأكد ضرورة عقد اجتماع لهم في كربلاء عقب تصاعد المطالبات الشعبية بضرورة تغيير حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، وتلويح زعيم التيار الصدري باقتحام المنطقة الخضراء".
من جهته، يرى المحلل السياسي العراقي سرمد الطائي، أن استيلاء حزب الدعوة على السلطة، بات أمرا واقعا من خلال تمسك الحزب الذي ينتمي إليه حيدر العبادي، إذ يقول إن "التحالف الوطني أمام مشكلة كبيرة تتمثل في رغبة حزب الدعوة السيطرة على السلطة، وإلغاء التوافقات التي باتت تقلق الجناح الشيعي المعتدل الذي يؤمن بالحوار السياسي".