أعلنت الأحزاب الإسلامية
المعارضة بالجزائر، الجمعة، رفضها موقف الحكومة، الذي عبرت عنه خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب، في الثالث آذار/ مارس الجاري بتونس، والقاضي برفضها تصنيف
حزب الله اللبناني، منظمة إرهابية.
وقال "تكتل
الجزائر الخضراء" المتآلف من ثلاثة أحزاب إسلامية، بالجزائر، الجمعة: "نعارض رفض الجزائر الانخراط في موقف العرب المجرّم لحزب الله اللبناني".
ذلك ما تضمنته شكوى بعثت بها الأحزاب الإسلامية الثلاثة، وهي حركة مجتمع السلم وحركة النهضة، وحركة الإصلاح الوطني، لوزير العدل الجزائري، الطيب لوح، بمناسبة بدء مناقشة تعديل قانون العقوبات، في شقه المتعلق بتجريم إلتحاق الجزائريين بالتنظيمات الجهادية خارج الحدود الجزائرية.
وكان وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي، رفض الخميس 3 آذار/ مارس الجاري، التوقيع على قرار عربي، يعتبر حزب الله تنظيما إرهابيا باجتماع وزراء الداخلية العرب بتونس، وقال: "إن المسألة من صميم اختصاص وزارة السلطات العليا الجزائرية ووزارة الخارجية بالجزائر".
كما أفاد وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أن: "حزب الله حركة سياسية وعسكرية تعد عنصرا فاعلا في الساحة السياسية الداخلية لبلد شقيق وهو لبنان، وهو وضع نتج من ترتيبات قامت بها الأمة العربية قاطبة من خلال اتفاق الطائف"، الذي ساهمت الجزائر في بلورته وتنفيذه إلى جانب السعودية والمغرب.
وأكد ناصر حمدادوش، النائب عن حركة مجتمع السلم، المعارضة في تصريح لـ"
عربي21"، الجمعة "أن السلطات الجزائرية كان ينبغي عليها التفريق بين الفعل المقاوم الموجه ضد الصهاينة، وبين جريمة التدخل العسكري لحزب الله الذي انتهك سيادة الدول وزعزعة الأمن والاستقرار فيها مثل: التدخل في
سوريا والعراق والبحرين واليمن".
وصعب على أحزاب التيار الإسلامي، اتخاذ موقف حيال قرار الحكومة الجزائرية، على الفور، الخميس الماضي، لأنها كانت تعتبر حزب الله رمزا للمقاومة.
والأحزاب الإسلامية نفسها بالجزائر، كانت طالبت سلطات البلاد، بتحرير تنظيم المسيرات لنصرة حزب الله في حربه ضد إسرائيل عام 2006.
لكن خيارات حزب الله، علاقة بتطورات الأوضاع العربية و الإقليمية، ومشاركة جنود حسن نصر الله إلى جانب قوات نظام الأسد، ودوره بالعراق، دفع هذه الأحزاب إلى مراجعة مواقفها من حزب الله.
وقالت الإعلامية الجزائرية المختصة بالشؤون السياسية حكيمة ذهبي، في تصريح لـ"
عربي21"، الجمعة: "الإسلاميون في الجزائر بعيدون عما يحدث في الشرق الأوسط، إنهم يتخذون مواقفهم انطلاقا من مواقف تنظيم الإخوان والسلطة في الجزائر على دراية أكثر منهم بما يحدث هناك".
وتابعت ذهبي: "أعتقد أن مثل هذه المواقف الكبرى التي تصنف فيها الدول على أساس التحالفات في المعسكر الشرقي بقيادة الروس والمعسكر الغربي بقيادة الأمريكان ليست سهلة لدرجة أن يتخذ فيها فصيل إسلامي موقفا من خيار السلطة الرسمية في الجزائر".
وأضافت: "حتى أنهم عبّروا عنه باحتشام".
بدوره، فضل عبد المجيد مناصرة، رئيس حزب "جبهة التغيير"، المعتدل بالجزائر، شد العصا من الوسط، وقال خلال تنشيطه تجمعا شعبيا بمحافظة معسكر، غرب الجزائر، الجمعة: "نؤيد موقف الجزائر بخصوص رفضها تصنيف حزب الله منظمة إرهابية".
لكنه بالمقابل "انتقد عدم إدانة الجزائر التدخل السافر لحزب الله في سوريا والذي يتحمل مسؤولية تعفن الوضع بهذا البلد ومشاركته في الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية ووقوفه بالسلاح ضد الشعب السوري".
واعتبر مناصرة الذي انشق عن حركة مجتمع السلم، الإسلامية، وأسس حزبا مستقلا، أن "مشاركة حزب الله فيما يحدث في سوريا، اعتداء سافر على هذا البلد وشعبه وهذا من خلال نقل نشاطه خارج الأراضي اللبنانية، وكذا تدخله في اليمن".