سعى دبلوماسي روسي إلى طمأنة
إسرائيل يوم الثلاثاء بأن أمنها لن يمسه ضرر إذا ما بدأت موسكو إنهاء تدخلها العسكري في الحرب الأهلية السورية، لكن قائد القوات المسلحة الإسرائيلية قال إن التداعيات لم تتضح بعد.
وقال المسؤولون الإسرائيليون في أحاديث خاصة إن القوات الروسية التي تدخلت في العام الماضي لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في قلب الموازين لصالحه في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات أسهمت أيضا في كبح جماح حليفيه المعاديين لإسرائيل وهما إيران وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة.
كما ساعدت
روسيا إسرائيل عبر إقامة خط ساخن مباشر بينها وبين القاعدة الروسية الجوية في حميميم في
سوريا مما أتاح لها الاستمرار في ضرباتها الخفية لإحباط ما تشتبه بأن يكون عمليات ضدها لحزب الله أو إيران من الجانب السوري من دون الخوف من الاشتباك العرضي مع موسكو.
وذرت موسكو الرماد في عيون القوى الدولية يوم الاثنين عندما أعلنت أن جزءا رئيسيا من قواتها العاملة في سوريا سيبدأ في
الانسحاب. وأكد ألكسي دروبينين، مساعد السفير الروسي في إسرائيل، يوم الثلاثاء، أن التنسيق بين البلدين بشأن سوريا باق كما هو.
وقال دروبينين لموقع (واي نت) "سنحاول أن نضمن حل الأزمة السورية وسنفعل أيضا كل ما بوسعنا كي لا تتضرر المصالح الأمنية الإسرائيلية في هذه الأثناء".
وفي تصريحات منفصلة إلى راديو الجيش الإسرائيلي قال دروبينين إن روسيا ستحافظ على تواجدها العسكري في حميميم فضلا عن القاعدة البحرية في مدينة طرطوس الساحلية.
وقال "إسرائيل دولة مجاورة ولا يمكن أن تكون غير مهتمة بما حصل في سوريا، نأخذ هذا الأمر في الاعتبار بالطبع".
وأضاف "نخوض حوار مستمرا مع الجانب الإسرائيلي على جميع المستويات: المستويان العسكري والدبلوماسي".
وكانت إسرائيل نفذت عددا من الضربات العسكرية عبر مرتفعات الجولان في عدة مناسبات ردا على توسع القصف المدفعي أو بغية قصف شحنات أسلحة متقدمة كانت تشتبه في أن النظام السوري ينقلها إلى جماعة حزب الله.
وقتلت الغارات الإسرائيلية الماضية في سوريا جنودا سوريين فضلا عن مقاتلين في حزب الله وفقا للبلدين والجماعة اللبنانية على الرغم من أن الرقم المحدد للضحايا ما زال غير واضح.
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الأربعاء.
وقال دروبينين إن الاجتماع سيكون "فرصة جيدة للغاية لتبادل الآراء وتوفير الإجابات على أي أسئلة يمكن أن يطرحها الجانب الإسرائيلي".
ويعتبر دور ريفلين رمزيا إلى حد كبير، وكانت رحلته إلى روسيا قد تقررت قبيل إعلان روسيا نيتها الانسحاب من سوريا.
ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على الموضوع، غير أن قائد الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال غادي إيزنكوت قال لأعضاء الكنيست إن إسرائيل لم يكن لديها أي علم مسبق بخطة روسيا للانسحاب التي سيصعب توقع تأثيرها.
وقال إيزنكوت في جلسة الاستماع المغلقة، وفقا لمتحدث باسم الكنيست، "التواضع والحذر مطلوبان في هذه المرحلة لمحاولة فهم الأطر التي سيتطور المسرح السوري على أساسها مع خروج القوات الروسية".
وأضاف إيزنكورت أن التدخل الروسي قوّى حتى الآن موقف الأسد في محادثات وقف إطلاق النار مع الفصائل المسلحة المعارضة لحكمه.
وعبرت إسرائيل عن شكوكها حيال توقعات
الهدنة في سوريا التي تتوقع أن ينتهي بها الأمر بالتقسيم وفق خطوط طائفية.
وتوقع إيزنكورت أن يحصل الانسحاب الروسي بالتدريج ولكن ليس بشكل كامل، على أن تحافظ روسيا على قاعدتين في سوريا وسط تخفيف عدد جنودها المنتشرين في أنحائها.