احتشد الآلاف من أنصار "التيار
الصدري" في
العراق، الجمعة، عند مداخل
المنطقة الخضراء وسط
بغداد، استجابة لدعوة زعيم التيار، مقتدى الصدر، بالاعتصام احتجاجا على "الفساد".
وبدأ أنصار التيار منذ ساعات الصباح بالتوافد، بعد أن نجحوا في اجتياز جسري "السنط"، و"الجمهورية" المؤديين إلى المنطقة الخضراء التي تضم مقار حكومية، دون تسجيل أية صدامات مع قوات الأمن.
وقال أحمد خلف، ضابط في الشرطة العراقية، إن "التعليمات الأمنية التي وصلت إلينا حتى قبل منتصف النهار، تؤكد عدم السماح للمعتصمين بالعبور من الجسور باتجاه المنطقة الخضراء، لكن مع ازدياد أعداد المحتجين، وجدت القوات الأمنية صعوبة في السيطرة على الموقف، حيث تمكن هؤلاء من العبور".
وكانت وزارة الداخلية العراقية، أعلنت في بيان لها عدم منحها أي ترخيص لأتباع مقتدى الصدر، لإقامة اعتصام عند مداخل المنطقة الخضراء، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى اشتباكات مع قوات الأمن.
وهدد الصدر في بيان سابق له، باقتحام المنطقة في حال أخفق رئيس الحكومة، حيدر
العبادي في تشكيل حكومة "تكنوقراط" خلال مدة 45 يوما ابتدأت من الـ12 من شباط/فبراير الماضي، وتعهد الأول بعدم التعرض للسفارات والبعثات الأجنبية في حال نفذ الاقتحام.
من جانبه وجه الصدر المعتصمين قائلا:" أيها المعتصمون الأحبة المطلوب منكم التعقّل وعدم الانجرار خلف الاستفزازات، فاعتصامنا من أجل إنقاذ الوطن لا من أجل إغراقه في وحل الدماء وإرجاعه إلى نقطة الصفر... اعتصامنا من أجل الشعب وإرجاع حقوقه، اليوم نعتصم بالله وحبا بالوطن لنبيّن للعالم أجمع مدى انضباطنا وتنظيمنا وحبنا للسلم والسلام، وتعقلنا أمام جميع المخاوف ونبذنا للعنف".
وفي وقت سابق تلقى الصدر اتصالا هاتفيا من رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم، الخميس، وجرى خلال الاتصال التباحث حول مشروع الإصلاح الشامل والاعتصام الذي دعا إليه الصدر، بحسب الموقع الرسمي له.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي شدد على عدم سماح القانون بإقامة الاعتصام دون تراخيص، وأكد عدم إمكانية "تأمين وحماية التجمعات بصورة دائمة في حين تنهمك القوات الأمنية في المعارك مع تنظيم الدولة"، بحسب بيان لمكتبه.
أما زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، فقد هاجم في بيان شديد اللهجة، الاعتصامات، ملوّحا باستخدام القوة، من خلال التهديد بأنّ "الرجال بالرجال والسلاح بالسلاح".
وقال المالكي في بيان له، الأربعاء، موجها كلامه إلى العراقيين: "تبرز أمامنا ظاهرة غريبة في ظرف حرج وهي الطريقة التي يريد البعض بها إجراء عملية الإصلاح وفق قناعاته وسياقات تفكيره حصرا، دون مراعاة الآليات الدستورية"، في إشارة إلى اعتصامات الصدر.