نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الطريق الذي قطعه زين الدين
زيدان قبل أن يصبح مدربا في
ريال مدريد، والذي يؤهله لقيادة المشروع الطموح للنادي الملكي رغم الخيبات التي واجهته في هذا الموسم.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن آمالا كبيرة يعلقها الجمهور الرياضي على اللاعب السابق للمنتخب الفرنسي، زين الدين زيدان، لتكرار الإنجاز الأسطوري الذي حققه ألفريد دي ستيفانو، الذي قاد ريال مدريد للسيطرة على دوري أبطال أوروبا في الخمسينيات.
وذكرت الصحيفة أن عشر سنوات مضت على إعلان زيدان اعتزاله لعب
كرة القدم، بعد تألقه لسنوات في المنتخب الفرنسي وفريق ريال مدريد. اعتقد الكثيرون يومها أن
أسطورة زيدان غادرت عالم كرة القدم من الباب الكبير، لكن يبدو أنها كانت "استراحة مقاتل" للاعب ذي الأصول الجزائرية الذي اقتحم عالم التدريب بإشرافه على ريال مدريد.
لم ينس أحد الضربة الرأسية التي سددها زيدان خلال نهائي كأس العالم في سنة 2006 للاعب الإيطالي، ماركو ماتيرازي، وقد حاول المصور الفوتوغرافي والكاتب فيليب بورداس تخليد المائة يوم الأخيرة من مسيرة زيدان في ريال مدريد عبر عرض فوتوغرافي احتضنته العاصمة الإسبانية مدريد، خلال شهر شباط/فبراير الماضي.
وأضافت الصحيفة أن المعرض الذي حضره زيدان وزوجته تعبيرا عن امتنانهما لهذه البادرة، اختتم عروضه يوم 18 آذار/مارس الجاري، وتضمن العرض الفوتوغرافي الذي حمل عنوان "زاي، زاي: زيدان بكل حروفه" عرضا حصريا لـ38 صورة وثقت آخر الأيام في المسيرة الحافلة بالألقاب التي شهدها زيدان.
وذكرت الصحيفة أن "المدريديين" يدركون جيدا أن الرياضة فن، فلذلك فهم يعلقون آمالا كبيرة على زيدان لاستعادة أمجاد الفريق الذي سيطر دائما على البطولات محليا، وقاريا، فمشجعو النادي الملكي ينظرون لفريقهم بإحساس هو مزيج من الفخر والنخوة منذ أن تولى زيدان الإشراف عليه يوم 4 كانون الثاني/يناير.
أحد المشجعين الأوفياء لفريق ريال مدريد منذ سنوات، إيفن يوستا، ذكر للصحيفة أنه لم يشاهد لاعبا مبدعا مثل زيدان طيلة حياته، وأضاف أنه في المباريات الأخيرة من مسيرة زيدان في ريال مدريد رأى عديد الجماهير ترفع لافتات كتب عليها "سيدي الحكم، لا تنهي المباراة، لازال هناك لزيدان ما يريد قوله".
وأضافت الصحيفة أن زيدان يمتلك من المؤهلات والتجربة ما يجعله جديرا بالحصول على فرصته كاملة في ريال مدريد، لكن البعض يتهمه بالفشل في إدارة الفريق بعد أشهر قليلة من توليه الإشراف على حظوظه، ويتذرع هؤلاء المشككون بالسلوكيات "المتغطرسة" لكرستيانو والفضائح الأخلاقية التي تلاحق كريم بنزيمة.
ويحظى زيدان بتوافق الجماهير "المدريدية" رغم بعض الانتقادات التي وجهت إليه، فالمدرب الفرنسي ذو الأصول الجزائرية "يلعب كرة القدم لأجل كرة القدم"، على حد تعبير أحد المعجبين بالفريق، في الوقت الذي يفكر فيه الكثيرون في جني المال فقط.
وذكرت الصحيفة أن زيدان يحمل مشروعا طموحا في ريال مدريد، يهدف من خلاله إلى استعادة أمجاد الفريق الذي يواجه بعض الصعوبات وإن نجح في كل موسم في تجديد العهد مع الألقاب. لذلك فإن وجود زيدان في النادي الملكي يعتبر مهما، خاصة وأنه في حاجة لأن يأخذ فرصته كاملة، فزيدان لم يمض على إشرافه على الفريق سوى شهرين تقريبا.
يعتقد أحد مشجعي الفريق، إيفن، أن "'زيدان هو بيب غوارديولا ريال مدريد. فزيدان هو تماما مثل غوارديولا لم يدرب سوى فريق في الدرجة الثالثة، وأول فريق يدربه في الدرجة الأولى هو الفريق نفسه الذي تقمص زيه وتألق معه لسنوات".
وفي الختام، قالت الصحيفة إن مشجعي الفريق يدركون جيدا أن زيدان أفضل رجل لتدريب ريال مدريد، فاللاعب السابق لديه معرفة جيدة بإمكانيات كل اللاعبين، ويحمل مشروعا طموحا لتحقيق "معجزة النادي الملكي مجددا".