دعا الرئيس
التونسي الباجي قائد
السبسي الأحد التونسيين إلى "الوحدة الوطنية" لمجابهة "التحديات" الكبيرة التي تواجهها البلاد وفي مقدمتها "الإرهاب"، وأعلن قرارا بخصوص إعادة نصب رئيس البلاد الراحل "الحبيب
بورقيبة"، إلى مكانه السابق، في شارع رئيسي يحمل اسم الأخير، وسط العاصمة تونس.
وقال السبسي في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال بلاده من الاستعمار الفرنسي في 20 آذار/ مارس 1956 "لا بد أن نحقق الوحدة الوطنية (..) من دون سقف الوطنية لا يمكن لأي حركة أن تنجح".
وأفاد "أعرف أن هناك حساسيات سياسية، هناك مرجعيات ذهنية ومرجعيات عقائدية (مختلفة)، لكن المرجعية الحقيقية الوحيدة (التي) بدونها لا نجاح لأي مرجعية هي الوطنية.. الوطنية".
وأضاف "نحن نضمن حرية التعبير لكل تونسي وتونسية مهما كان اختلافنا معهم، ونحن نقبل الرأي المخالف، لكن بدون سقف الوطنية ليس هناك أي حركة يمكن أن تنجح. وأنا أنبههم من الآن إلى أنهم لن ينجحوا" من دون ذكر الجهة التي توجه إليها بالخطاب.
وتابع أن بلاده تواجه عدة تحديات "أولها الإرهاب الذي قاسينا منه في 2015" قائلا إن "الحرب ضد الإرهاب متواصلة".
في 2015، قتل 59 سائحا أجنبيا و13 عنصر أمن في ثلاث هجمات دامية استهدفت متحف باردو وسط العاصمة تونس وفندقا في سوسة (وسط) وحافلة لعناصر الأمن الرئاسي في العاصمة، تبناها تنظيم الدولة المتطرف.
ومضى الرئيس التونسي يقول "ثانيا لدينا تحدي الأمور الاجتماعية (..) لنا بطالة خانقة (..) لنا فقر وجهات مهمشة (..)، ثالثا التحدي الاقتصادي، وضعنا الاقتصادي صعب (..)، والتحدي الرابع وهو الأهم والأصعب هو تحدي تكريس الديمقراطية في واقعنا التونسي ونحن مضينا في هذا الاتجاه".
وفيما يخص الملف الاقتصادي والصعوبات التي يواجها، كشف الرئيس التونسي، أن "نسب البطالة ستسقر ولن ترتفع"، مشددا في الوقت ذاته، على "ضرورة خلق مناخ مناسب لجلب الاستثمار والعودة للعمل".
ويمثل ملف البطالة، أهم الصعوبات التي تواجهها الحكومة التونسية، ووفقا لآخر الإحصائيات الرسمية، فإن هناك ما يقرب من 613 ألف عاطل عن العمل، من بينهم 240 ألفًا من حاملي الشهادات العليا.
وأعلن السبسي قرارا بخصوص إعادة نصب رئيس البلاد الراحل "الحبيب بورقيبة"، إلى مكانه السابق، في شارع رئيسي يحمل اسم الأخير، وسط العاصمة تونس.
وقال: ''أمامكم أريد أن ألتزم بقرار، وافقني فيه رئيس الحكومة، وهو إعادة تمثال الحبيب بورقيبة لمكانه السابق بالشارع الذي يحمل اسمه''.
وتم نقل التمثال من مكانه في الشارع المذكور، منذ 29 عاما خلال حكم الرئيس الأسبق "زين العابدين بن علي" الذي أطيح به عام 2011.
وتابع الرئيس التونسي قائلا، "أعرف أن هذا (القرار) لن يعجب بعض الأطراف (لم يحددها)''، مبينا أن ''هذا (أي إعادة النصب لمكانه) يرمز إلى أن تونس تحررت (في إشارة إلى أن بورقيبة كان رمزا لتحرير البلاد من المستعمر الفرنسي)".
ونالت تونس، استقلالها من فرنسا عام 1956، وأصبح "بورقيبة" أول رئيس للبلاد، بعد الاستقلال.
وعرّج "السبسي" في حديثه، على العلاقات التي تربط بلاده بليبيا، وقال في هذا الصدد ''تونس لا تتدخل في الشأن الداخلي للدول الشقيقة والصديقة، ونتمنى أن يتوصل الليبيون إلى حل، وسيصلون له عاجلا أم آجلا".
وتشهد ليبيا المجاورة لتونس، وتشاركها حدودا يبلغ طولها 490 كيلوا متر، حالة من الاضطرابات الأمنية، التي كان لها تأثيرها على الجارة، وهذا ما عكسه الحادث الذي وقع قبل أسبوعين، حينما استهدف مسلحون ثكنات عسكرية وأمنية في مدينة "بنقردان" الحدودية، وأسفر عن مقتل 49 مسلحا و12 من القوات الحكومية، و7 مدنيي.