عبرت مجموعة من دول العالم عن استنكارها وإدانتها الشديدة للهجمات التي وقعت في العاصمة البلجيكية بروكسل، الثلاثاء، وأدت، بحسب حصيلة أولية، إلى مقتل 34 شخصا وإصابة أزيد من 200 في المطار وعلى متن أحد قطارات المترو، ودعوا للتصدي لما وصفوه بـ"الإرهاب الإسلامي".
أوباما: أمريكا ستعمل ما بوسعها لملاحقة المسؤولين
في هذا الصدد، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولايات المتحدة ستفعل كل ما بوسعها لملاحقة المسؤولين عن تلك الاعتداءات.
وصرح أوباما من العاصمة الكوبية هافانا: "يجب أن نقف معا بغض النظر عن جنسيتنا أو عرقنا أو ديننا لمكافحة آفة الإرهاب. ونستطيع هزيمة من يهددون سلامة وأمن الناس في جميع أنحاء العالم وسنهزمهم".
وأضاف أن "مشاعر وصلوات الشعب الأمريكي مع الشعب البلجيكي، ونقف متضامنين معهم في إدانة هذه الهجمات المشينة ضد الأبرياء". وتابع: "سنفعل كل ما هو ضروري لدعم صديقتنا وحليفتا
بلجيكا في محاكمة كل المسؤولين، وهذا دليل آخر على أن على العالم أن يتحد".
بدوره قال أشتون كارتر، وزير الدفاع الأمريكي، للكونغرس، إن الهجمات التي ضربت العاصمة البلجيكية بروكسل يوم الثلاثاء لن تقوض عزم الولايات المتحدة وحلفائها على تصعيد الحملة العسكرية ضد
تنظيم الدولة.
وأضاف كارتر في جلسة للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: "لن يؤثر أي هجوم في عزمنا تسريع جهود هزيمة داعش". لكن الوزير الأمريكي لم يحمل أي جماعة بعينها المسؤولية عن الهجمات.
وقال كارتر إن الولايات المتحدة تراقب الموقف في بروكسل. وتابع: "نقف أيضا على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة لأصدقائنا وحلفائنا في أوروبا إذا اقتضت الضرورة".
اقرأ أيضا: "الدولة" يتبنى تفجيرات ببروكسل أودت بحياة العشرات (شاهد)
ترامب: يجب تصعيد الحرب على المتشددين
في حين قال مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، إن على الولايات المتحدة والدول الغربية أن "تصعد حربها على المتشددين الإسلاميين".
وأضاف ترامب لقناة "فوكس نيوز" في مقابلة إنه لو كان المسؤول "لأغلقت حدودنا"، وتابع: "نحن متساهلون ومغفلون".
تيد كروز: "الإسلام المتطرف في حرب معنا"
في السياق ذاته، قال تيد كروز، المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية، يوم الثلاثاء إن
تفجيرات بروكسل "أحدث حلقات سلسلة هجمات منسقة نفذها إرهابيون إسلاميون متطرفون"، وإنها ليست "حوادث فردية".
وأضاف في بيان على الأنترنت: "الإسلام المتطرف في حرب معنا".
بان كي مون يصف الاعتداءات بـ"البغيضة" ويأمل بمحاكمة المسؤولين بسرعة
ندد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الثلاثاء بالاعتداءات الدامية التي شهدتها العاصمة البلجيكية ووصفها بأنها "بغيضة"، مطالبا بمحاكمة المسؤولين عنها.
وقال بان كي مون في بيان أصدره مكتبه "لقد ضربت الهجمات البغيضة اليوم قلب بلجيكا ومركز
الاتحاد الأوروبي"، مضيفا أنه "يأمل أن تتم محاكمة المسؤولين عن الاعتداءات بسرعة".
وأعرب عن ثقته "بأن التزام بلجيكا وأوروبا بحقوق الإنسان والديمقراطية والتعايش السلمي سيبقى على الدوام الرد الحقيقي والمستمر على الكراهية والعنف اللذين نحن ضحيتهما اليوم".
الدول 15 الأعضاء بمجلس الأمن تشدد على ضرورة تكثيف الجهود للتغلب على الإرهاب
وفي بيان بالإجماع، نددت الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي "بأكبر قدر من الشدة" باعتداءات بروكسل، و"أعربت عن تضامنها مع بلجيكا في مكافحتها للإرهاب".
وشددت الدول على "ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية للتغلب على الإرهاب والتطرف العنيف الذي يمكن أن يؤدي إلى الإرهاب".
رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة يعتبر الأعمال الإرهابية "غير مبررة"
بدوره، أدان رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، موغنز ليكيتوفت، "الهجمات الإرهابية" في بروكسل، معتبرا في بيان أن "الأعمال الإرهابية غير مبررة مهما كانت دوافعها".
وكرر "ضرورة أن تتصدى كل الدول بكل السبل (...) للأعمال الإرهابية التي تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين".
قادة الاتحاد الأوروبي: اعتداءات بلجيكا هجوم على "مجتمعنا الديمقراطي"
اعتبر قادة الدول الثماني والعشرين في الاتحاد الأوروبي ورؤساء المؤسسات الأوروبية في بيان مشترك الثلاثاء أن تفجيرات بروكسل هي "هجوم على مجتمعنا الديمقراطي المنفتح".
وقال القادة إن "الاتحاد الأوروبي ينعي ضحايا تفجيرات اليوم الإرهابية في بروكسل. كانت هجوما على مجتمعنا الديمقراطي المنفتح".
وأضاف البيان أن "الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء تقف وقفة قوية تضامنا مع بلجيكا وهي مصممة على مواجهة هذا التهديد معا بكل الوسائل اللازمة".
وأضاف أن "الهجوم الأخير ليس من شأنه سوى تقوية تصميمنا من أجل الدفاع عن القيم الأوروبية والتسامح (الأوروبي) في وجه هجمات أعداء التسامح. سنكون موحدين وحازمين في الحرب ضد الكراهية والتطرف العنيف والإرهاب".
كاميرون سيرأس اجتماعا للجنة لمعالجة الأزمات بعد التفجيرات
قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه سيرأس اجتماعا للجنة لمعالجة الأزمات بعد التفجيرات في بروكسل.
وقال كاميرون على حسابه بـ"تويتر": "أشعر بالصدمة والقلق عقب أحداث بروكسل. سنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة"، وأضاف أنه سيرأس اجتماعا للجنة التعامل مع حالات الطوارئ المعروفة باسم "كوبرا".
وتابع: "سأتولى رئاسة اجتماع لكوبرا بشأن الأحداث في بروكسل في وقت لاحق هذا الصباح".
ألمانيا: الهجمات لم توجه لبلجيكا فقط بل للاتحاد الأوروبي وحرياته
قال وزير الداخلية الألماني، توماس دي مايتسيره، إن الهجمات التي وقعت في بروكسل يوم الثلاثاء موجهة على ما يبدو ليس لبلجيكا وحسب وإنما للاتحاد الأوروبي وحرياته بالكامل.
وأضاف في مؤتمر صحفي في برلين: "يبدو أن الأهداف الواضحة للهجمات - مطار دولي ومحطة مترو قرب مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي - تشير إلى أن هذا الهجوم الإرهابي ليس موجها لبلجيكا وحسب، وإنما موجه لحريتنا وحرية حركة وتنقل الجميع في الاتحاد الأوروبي".
هولاند يدعو لاجتماع طارئ لكبار وزراء حكومته
دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لعقد اجتماع طارئ لكبار وزراء حكومته الثلاثاء، بعد سلسلة التفجيرات التي شهدتها بروكسل.
وقالت رئاسة الجمهورية إن رئيس الوزراء مانويل فالس، ووزير الداخلية برنار كازنوف، ووزير الدفاع جان إيف لو دريان، كانوا من بين المشاركين في الاجتماع.
أردوغان: لا فرق بين المنظمات الإرهابية التي تستهدف أنقرة ومهاجمي بروكسل
أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجمات بروكسل وقال إنه لا فرق بين المنظمات الإرهابية سواء المسلحين الأكراد الذين يستهدفون أنقرة أو المهاجمين الذين نفذوا الهجمات في العاصمة البلجيكية.
وقال أردوغان في بيان مكتوب: "تؤكد الهجمات البشعة في بروكسل مجددا أن الإرهاب لا يمكن أن يكون أسلوبا للكفاح من أجل الحرية، ويؤكد مرة أخرى الحاجة إلى كفاح مشترك ضد كل أشكال الإرهاب".
كما أدان كل من رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو والمتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان بقوة هذه الهجمات التي جاءت بعد ثلاثة أيام من تفجير شخص - يُشتبه بأنه من تنظيم الدولة - نفسه في إسطنبول مما أدى إلى قتل أربعة سائحين.
وأوضح رئيس الوزراء أن تركيا تمر بمرحلة في غاية الصعوبة، حيث إن عدة منظمات إرهابية وبتنسيق فيما بينها، تستهدف الشعب التركي وحكومته.
برج إيفل يضيء بألوان علم بلجيكا
يُضاء برج إيفل الشهير في العاصمة الفرنسية يوم الثلاثاء بألوان علم بلجيكا في تضامن رمزي من باريس مع أهل بروكسل.
وكتبت آن إيدالغو، رئيسة بلدية باريس، في تغريدة على حسابها في "تويتر": "تضامنا مع أهل بروكسل ستضيء باريس برج إيفل هذا المساء بألوان العلم البلجيكي".
الأزهر: الهجوم يخالف تعاليم الإسلام السمحة وكافة الشرائع السماوية
قال الأزهر في بيان، الثلاثاء، إن "الإقدام على هذه الجرائم النكراء يخالف تعاليم الإسلام السمحة وكافة الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية".
وحذرت المؤسسة الدينية العريقة مجددا من أنه "إذا لم تتوحد جهود المجتمع الدولي للتصدي لهذا الوباء اللعين فلن يكف المفسدون عن جرائمهم البشعة بحق الأبرياء الآمنين".
كما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا أدانت فيه "بأشد العبارات" هجمات بروكسل.
وجددت مصر دعوتها إلى "ضرورة تضامن المجتمع الدولي لمواجهة هذه الظاهرة البغيضة وانتشارها إلى الحد الذي نراه الآن".
"إخوان مصر": ندين هذه الجرائم البشعة كيفما كانت جنسية مرتكبيها
أدان نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، بكل قوة الهجمات "الإرهابية"، التي وقعت صباح اليوم الثلاثاء، في مطار العاصمة البلجيكية بروكسل وإحدى محطات المترو بها، وما أسفرت عنه من وقوع ضحايا "أبرياء" بين قتيل وجريح.
وقدم "منير"، في بيان له الثلاثاء، خالص التعازي للشعب والحكومة البلجيكية في "مصابهم الأليم من هذه الأحداث الغادرة، وعميق المواساة لأسر الضحايا، وخالص التمنيات بسرعة الشفاء للمصابين".
وقال: "الجماعة إذ تعلن إدانتها الكاملة لتلك الجرائم البشعة، مهما كانت جنسية مرتكبيها، فإنها تنطلق من مبادئها التي تقدس النفس الإنسانية البريئة التي حرم الله النيل منها إلا بالحق، وصانتها كافة الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، وجعلت قتل النفس الواحدة بمثابة قتل الناس جميعا، وإحياءها إحياء الناس جميعا كما قال سبحانه وتعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفساً بِغَيْرِ نفَسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بعَدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)".
المنظمات الإسلامية بأوروبا: الاعتداءات لن تنجح في ترهيب الشعب البلجيكي
كما ندد اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا بشدة بسلسلة التفجيرات التي ضربت العاصمة البلجيكية بروكسل، معربا عن تضامنه مع "بلجيكا" وشعبها في وجه الإرهاب وأعماله الإجرامية.
واستنكر الاتحاد، في بيان له الثلاثاء، بأقصى العبارات هذه "الاعتداءات الإرهابية"، مؤكدا ثقته بأنها لن تنجح في ترهيب الشعب البلجيكي أو النيل من معنوياته.
وأشار اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا إلى أنه يشاطر الشعب البلجيكي شعوره بالألم في هذا المصاب، متقدما بالتعازي الحارة للضحايا الأبرياء، ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
مجلس التعاون الخليجي يبدي دعمه لبلجيكا
في حين قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، في بيان إن المجلس أبدى دعمه لبلجيكا.
سوريا: الهجمات نتيجة حتمية للسياسات الخاطئة والتماهي مع الإرهاب
أدانت الحكومة السورية هجمات العاصمة البلجيكية، وقالت إنها "نتيجة حتمية للسياسات الخاطئة والتماهي مع الإرهاب لتحقيق أجندات معينة".
وجاء في بيان عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية نقلته وكالة (سانا): "إن هذه التفجيرات التي وقعت في بروكسل وقبلها في باريس وأماكن أخرى من العالم تؤكد من جديد أن الإرهاب لا حدود له، كما أن هذه الاعتداءات هي نتيجة حتمية للسياسات الخاطئة والتماهي مع الإرهاب لتحقيق أجندات معينة وتشريعه عبر وصف بعض المجموعات الإرهابية بالمعتدلة وهي في النهاية تفرعات من العقيدة الوهابية التكفيرية".
الهيئة العليا للمفاوضات السورية: على العالم أن يتوحد لمحاربة الإرهاب
وأدانت الهيئة العليا للمفاوضات السورية "الهجمات الإرهابية على العاصمة البلجيكية"، وفق بيان للمتحدث الإعلامي باسمها سالم المسلط.
وأكدت أنه "يجب أن يقف العالم موحدا في حربه ضد الإرهاب من أجل إحلال الأمن والسلم الدوليين".
حزب الله: أوروبا تكتوي بالنار نفسها التي أشعلتها أنظمة بسوريا
ومن جانب آخر، قالت جماعة "حزب الله" اللبنانية إن أوروبا تكتوي بالنار نفسها التي أشعلتها بعض الأنظمة في سوريا والشرق الأوسط، في رد على هجمات وقعت في بلجيكا الثلاثاء.
وجاء في بيان، إن "هذه الجرائم المتنقلة في مدن العالم تقع مسؤوليتها على المفجرين التكفيريين وعلى القوى الإقليمية والدولية التي تقف وراءهم وتمدهم بالدعم العقائدي والمعنوي والمادي، وتؤكد هذه التفجيرات مرة أخرى خطر هذه المجموعات الإرهابية، وتكشف أن النار التي تكتوي بها أوروبا خاصة والعالم عموما هي نفسها النار التي أشعلتها بعض الأنظمة في سوريا وغيرها من دول المنطقة".
ملك المغرب وصف الهجمات بـ"الأفعال الإرهابية الدنيئة"
أجرى ملك المغرب، محمد السادس، مع العاهل البلجيكي الملك فليب، اتصالا هاتفيا على إثر الهجمات التي استهدفت بروكسل.
وعبر محمد السادس، عن إدانة المغرب الشديدة لهذه "الأفعال الإرهابية الدنيئة والتضامن المطلق للمملكة مع الشعب البلجيكي".
كما قدم للعاهل البلجيكي ومن خلاله لأسر الضحايا تعازيه الحارة معبرا عن عميق مواساته.
العدل والإحسان: المستفيد من الهجمات هو التعصب والكراهية بين الأمم
أدانت جماعة العدل والإحسان المغربية (معارضة)، على لسان عضو مجلس إرشادها، محمد حمداوي، الاعتداءات التي تعرضت لها العاصمة البلجيكية بروكسل، وقال في تدوينة له على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "العنف الأعمى" يضرب من جديد، هذه المرة، مدينة بروكسل عبر تفجيرات في محطة الميترو ومطار المدينة، مخلفة عشرات القتلى والجرحى، وأضاف "إدانتنا لهذه الجريمة النكراء وتعازينا لأسر الضحايا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للجرحى".
وتساءل حمداوي عن من المستفيد من مثل هذه الجرائم البشعة، ليجيب بعد بذلك بالقول: "لاشك أن المستفيد هو التعصب والحقد والكراهية بين الأمم والشعوب ليبقى العالم يدور في دوامة من عدم الاستقرار وتتم في كل مرة محاولات لوأد المساعي النبيلة الرامية لبث السلم والسلام والتعايش بين ا?فراد من ملل مختلفة على أرض واحدة وتحت لواء التفاهم والاحتكام لما تعارف عليه العالم المعاصر من مثل وقيم وقوانين ضامنة للحقوق للجميع".
وأضاف "إن لهذا العنف منفذين مباشرين يتم استعمالهم كما تستعمل الآلات لتنفيذ الأعمال القذرة الضارة بمصالح الجميع في الأمن والطمأنينة والتعايش.. وهؤلاء المنفذون هم في نفس الوقت الوجه الصغير الظاهر من هذه المنظومة العنفية التي يختفي في كثير من الأحيان لاعبوها الكبار الماسكون بخيوط اللعب داخل المجموعات الإجرامية العنيفة".
ودعا عضو مجلس إرشاد الجماعة إلى أن يتحلى المجتمع الأمني الدولي بالشجاعة اللازمة "ويكشف عن كل الخيوط والتفاصيل في مثل هذه الجرائم حتى لا يترك المجال للاستمرار في التلاعب بمصير العشرات والمئات وربما الآلاف من أرواح الأبرياء في مواطن متعددة"، وتابع "هذه واحدة من الإجراءات الملحة لمعالجة مسببات هذه الجرائم من الجذور".
واستطرد "المسألة الثانية أنه لابد من إيجاد حل للأزمات الكبرى المحلية ومنها الأزمة السورية التي وفرت بيئات خطيرة ومدعومة من أطراف دولية معلومة تعمل على تفريخ أفكار واتجاهات لا تؤمن بغير العنف سبيلا وتمثل دمى سهلة توظف حسب الطلب الإجرامي الأعمى.. إن القوى الكبرى تتحمل مسؤولية عظمى في إيجاد حل سياسي سريع للأزمة السورية لا أن تكرر نفس الأخطاء وتضاعف القصف فيتضاعف الحقد الأعمى في عالم لم يعد فيه وجود للأمن المطلق مهما استعملت أحدث التقنيات والتعزيزات الأمنية".
وشدد حمداوي على ضرورة أن يقتنع الجميع "أن إجهاض آمال شعوب الجنوب في الديمقراطية واستمرار الاستبداد صنو الظلم والفساد في هذه البلدان سيبقى من الأمور الأساسية لعدم الاستقرار في العالم بما يصنع من تهميش ومن إقصاء ومن الحيلولة دون تعميم العلم والتعليم والمعرفة الحضارية البانية.. وبما يخلف من تخلف وغياب تنمية وتفقير لشرائح واسعة من هذه المجتمعات".
واتهم ما وصفهم بـ"الأنظمة الاستبدادية" بالسبب في ظهور "صانعي العنف والإجرام العابر للقارات" عن طريق تيسير وصول القنابل البشرية الموقوتة إلى بؤر الصراع في العراق وسوريا "لتصبح هذه القنابل البشرية بدورها حاضنا ومدربا ومعلما وموجها لما تستقبل من شباب ضحايا الإيديولوجيات التكفيرية والقادم من كل الآفاق خصوصا من أوروبا".
وختم تدوينته بالقول "إن إقرار الديمقراطية الحقة في دول الجنوب لمن الأسس المهمة لمحاربة التطرف والتعصب والعنف في العالم... فهل يعي العالم، وخاصة منه الغربي، أهمية الشروع فورا في المعالجة الجذرية لظواهر العنف بكل أنواعه ومن كل مصادره ببسط عدل دولي وتراحم إنساني؟! ".
التوحيد والإصلاح: نرفض الجرأة الشنيعة على قتل الأنفس البريئة
قالت حركة التوحيد والإصلاح (حركة إسلامية مغربية)، في بيان لها الثلاثاء، إنها تستنكر بشدة هذا الهجوم الإرهابي، "وتعلن إدانتها المطلقة لهذا الفِعل الإجرامي، ورفضها الجرأة الشنيعة على قتل الأنفس البريئة والاعتداء الظالم على أرواح الناس وأمنهم، وتعبر عن تعازيها ومواساتها وتضامنها مع أسر وعائلات الضحايا ومع الشعب البلجيكي بكل مكوناته".
حزب الأصالة والمعاصرة: لا يجب الخلط بين الإرهاب والدين الإسلامي
عبر حزب الأصالة والمعاصرة المغربي (معارضة) عن إدانته لهذه العمليات الإرهابية الجبانة، وتقدم بتعازيه ومواساته لأسر الضحايا وللحكومة والشعب البلجيكيين معلنا عن تضامنه المطلق واللامشروط معهم في هذه المحنة.
وجدد الحزب، في بيان له الثلاثاء، "التأكيد على نبذه لكل أشكال العنف والتطرف المحرضة على القتل وترهيب الآمنين أينما كانوا"، وعبر عن تضامنه وانخراطه التام في كل المبادرات الرامية إلى مواجهة الإِرهاب ونتائجه وانعكاساته، معلنا عن تشبثه ودفاعه عن قيم السلم والسلام والتعايش والتسامح.
وشدد على "عدم الخلط بين الإرهاب والدين الإسلامي الحنيف المتضمن لقيم التسامح والمبادئ الإنسانية التي تتقاسمها كل الأمم، فالإرهاب ظاهرة منبوذة لا وطن ولا دين ولا جغرافية لها".
ووقع تفجيران في مطار بروكسل وتفجير في محطة مترو في وقت الذروة يوم الثلاثاء، خلف مقتل 34 شخصا، مما استوجب تأهبا أمنيا في أنحاء غرب أوروبا كما توقفت بعض وسائل النقل عبر الحدود.
وأعادت هجمات بروكسل ذكرى دامية لسكان باريس حين شن عناصر من تنظيم الدولة هجمات في أنحاء العاصمة وقتلوا 130 شخصا كما جاءت بعد أربعة أيام من اعتقال السلطات في بروكسل لمشتبه به في هجمات باريس.