قال محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي
برئيل، الخميس، إن
تنظيم الدولة مفيد لإسرائيل، رابطا بين هجمات إسطنبول الأخيرة التي قام بها التنظيم، وبين التقارب التركي
الإسرائيلي.
وقال برئيل، في مقال له مع "هآرتس"، الخميس، إن هذا سيدفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتعزيز العلاقة مع إسرائيل، مقابل تخفيف الحصار عن قطاع غزة.
وادعى برئيل أن تنظيم الدولة قد يكون أملا لسكان قطاع غزة، إذ إنه "قد يقنع عدوهم اللدود برفع الحصار الخانق عنهم. فعندما نفذ داعش عملية في إسطنبول وقتل ثلاثة إسرائيليين، فقد بعث الرئيس التركي برقية عزاء دافئة لرئيس الحكومة، وضجت وسائل الإعلام الإسرائيلية متحدثة عن فرصة استئناف العلاقات، وعندها توافق إسرائيل على تخفيف الحصار من أجل استغلال العملية لتحقيق إنجاز سياسي، ومن ثم تسمح بدخول خبراء أتراك ومواد بناء بكميات ملائمة، وهكذا يزول الحصار".
وقال محلل الشؤون العربية، إن هذا أدى لردود الفعل المعتادة، وهي: "هل نمنح أردوغان فرصة قطف الثمار السياسية من العملية التي لم يستطع منعها؟ وماذا عن إمكانية حدوث عمليات في العلاقة بين إسرائيل ومصر التي تدخل إلى حالة من الفوضى بسبب التقارب المحتمل؟"، مشيرا إلى أن هذا يحول سكان غزة مرة أخرى إلى "رهائن"، بسبب الاعتبارات الدولية التي ستقرر مصير حرية حركتهم وقدرتهم على إعمار منازلهم.
واعتبر برئيل أن سكان غزة يعرفون جيدا موقف جيش الاحتلال الذي يدفع باتجاه إعطاء المزيد من التسهيلات وتصاريح العمل، موضحا أنهم "يريدون تصديق أن ضائقتهم يمكنها التأثير بالفعل على القلب اليهودي الرحيم".
وتابع: "يريد سكان غزة أن تفهم إسرائيل أخيرا أن عشر سنوات من الحصار لم تمنع إطلاق الصواريخ والعمليات والمصابين، وكانوا سيفرحون لانتهاء المفارقة"، موضحا أن هذه المفارقة تكمن بإرادة "إسرائيل أن تكون حماس الجهة المسؤولة عن الهدوء في غزة، ومن جهة أخرى لا تعطيها الأدوات المدنية للحفاظ على هذا الهدوء الثمين، فهي تتعاون مع مصر في الحرب ضد الإرهاب في غزة، لكنها تستمر في تغذية براميل المتفجرات القابلة للاشتعال في غزة".
واعتبر المحلل الإسرائيلي أن سكان غزة "لا يفهمون المفارقة الاسرائيلية في كل ما يتعلق بتركيا، فإذا كانت إسرائيل مستعدة للتخفيف وعدم رفع الحصار بشكل كامل كثمن للعلاقة الدبلوماسية مع
تركيا، فلماذا لا تبادر إلى رفع هذا الحصار كي لا تبدو كمن يدفع ثمن تلك العلاقة؟".
وأكد برئيل، أن أردوغان لن يغضب من مبادرة حسن نية كهذه، وزعيم الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي لن يتهم إسرائيل بالخيانة، لأنه عمليا لن تتنازل إسرائيل من أجل تركيا بل من أجل نفسها.
وهاجم المحلل السياسة الإسرائيلية، قائلا، بسخرية إن "لدى سكان غزة الكثير من وقت الفراغ للتفكير بالمفارقات التي تشوه السياسة الإسرائيلية، إذ إن أكثر من 38 في المئة منهم عاطلون عن العمل، وفي أوساط الشباب تصل نسبة البطالة إلى 53 في المئة، وهم أيضا لا يعملون بشكل زائد في إعمار منازلهم لأن مواد البناء التي تصل إلى القطاع تبلغ فقط 14 في المئة مما يحتاجون إليه".
واختتم بقوله: "لا توجد لإسرائيل سياسة واضحة تجاه غزة باستثناء الحصار، ولا توجد لها أهداف واضحة أو خطط عمل باستثناء العقاب الجماعي الذي لا يقول ما يريد تحقيقه، وكل ما بقي للغزيين ليفعلوه هو الرهان على أردوغان، وخصوصا على تنظيم الدولة أو أي منظمة إرهابية أخرى في تركيا، بأن تصيب إسرائيليين بالصدفة، الأمر الذي سيحرك العلاقات بين تركيا وإسرائيل لإحداث المعجزة".