دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرو، من الجزائر، الثلاثاء، إلى الإسراع بتنصيب حكومة الوحدة الوطنية في
ليبيا، مؤكدا أنه لا خيار آخر سوى الحل السياسي للأزمة في هذا البلد.
وبينما دعا الوزير الفرنسي
المغرب والأمم المتحدة إلى الجنوح لتهدئة الأزمة التي اندلعت بينهما مؤخرا بخصوص قضية الصحراء، حث الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على إحياء عملية السلام المجمدة منذ 2014.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري، رمطان لعمامرة، بالعاصمة الجزائر، قال إرو: "بخصوص ليبيا، نرى أنه ليس هناك حل آخر سوى الحل السياسي للأزمة، لأن الوضع هناك خطير".
وأضاف: "فرنسا تدعم حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، وقد التقيت خلال زيارتي الأخيرة إلى تونس رئيسها، فايز
السراج، وأبلغني برغبته في تنصيب (بدء مهام)
الحكومة في طرابلس".
وتابع مؤكدا: "تنصيب هذه الحكومة (حكومة السراج) أمر مستعجل، لكي نتمكن من بناء علاقة مع ليبيا، والمساعدة في السيطرة على الخطر الإرهابي الذي يهدد المنطقة"، ولفت إلى أن بلاده والجزائر "تتقاسمان النظرة نفسها بخصوص حل الأزمة في ليبيا".
وتحدث لعمامرة أيضا، عن موقف بلاده من الأزمة في الجارة ليبيا، قائلا: "نحن ندعم مسار
الأمم المتحدة لحل الأزمة هناك، والحفاظ على وحدة هذا البلد، وإطلاق المصالحة الليبية لإخراج البلاد من الأزمة، ومن أجل أن تتمكن المجموعة الدولية من تقديم مساعدتها".
وتشكلت الشهر الماضي حكومة وحدة وطنية ومجلس رئاسي في ليبيا بموجب خطة تدعمها الأمم المتحدة لإنهاء حالة الفوضى والصراع التي تعاني منها ليبيا منذ الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي، قبل خمس سنوات.
ولم تتمكن الحكومة والمجلس الرئاسي من الانتقال من تونس إلى طرابلس لممارسة مهامهما، بسبب معارضة أطراف في حكومتي طرابلس (غربا) والحكومة المنبثقة عن مجلس نواب طبرق (شرقا).
وتسعى حكومات غربية وعربية لأن تبدأ حكومة الوفاق عملها، وتقول إنها أفضل أملا لإنهاء الاضطراب في البلاد والتصدي لتهديد تنظيم الدولة.
تجديد مهمة "مينورسو" بالمغرب
وتطرق وزير الخارجية الفرنسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع لعمامرة، اليوم، إلى ملفات أخرى؛ حيث دعا "إلى التهدئة بين الأمم المتحدة والمغرب، وتجديد مهمة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو) التي تنتهي قريبا".
وكان المغرب طلب من الأمم المتحدة، في وقت سابق من الشهر الجاري، سحب 84 موظفا مدنيا دوليا من بعثة "مينورسو"، حيث اتهمت المملكة البعثة بأنها "لم تعد محايدة" بعدما استخدمت مصطلح "الاحتلال" لوصف ضم المغرب لمنطقة الصحراء عام 1975، وغادر غالبية هؤلاء الموظفين بالفعل الأراضي المغربية.
وكانت بعثة "مينورسو" تضم 242 عسكريا و84 موظفا مدنيا دوليا و157 موظفا محليا و12 متطوعا.
إحياء مسار السلام بالشرق الأوسط
وبالنسبة للقضية الفلسطينية، أكد المسؤول الفرنسي أن "باريس لن تقبل حالة الجمود الحالية في المنطقة، والتي تولد اليأس، ومعه خطر الانفجار".
وقال: "فرنسا أطلقت سابقا مبادرة لبعث (إحياء) مسار السلام في الشرق الأوسط، وحظيت بدعم عدة أطراف، ونحن نريد من القوى إحياء هذا المسار، كما ندعم حل دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب في أمان".
وفي رده على سؤال بخصوص انتشار ظاهرة معاداة المسلمين في فرنسا بعد العمليات الإرهابية الأخيرة، وخاصة تفجيرات بروكسل، أوضح إرو بالقول: "فرنسا متمسكة بالحرية الدينية، ونريد ضمان ذلك للجميع، وهذا دور الدولة".
وأضاف: "العمليات الإرهابية ينفذها أشخاص يستغلون الإسلام للقتل، لكن أغلبية المسلمين في فرنسا ليست لهم علاقة بالإرهاب، كما أن هناك ضحايا للتفجيرات الإرهابية من المسلمين أيضا".
وأشار إلى أن "وزارة الداخلية الفرنسية اتخذت إجراءات لحماية أماكن العبادة على اختلافها".
ووصل وزير الخارجية الفرنسي الجديد، جان مارك إرو، إلى الجزائر، في وقت سابق من صباح اليوم، في زيارة تدوم يومين، يبحث خلالها مع المسؤولين الجزائريين التعاون الثنائي، إضافة إلى قضايا إقليمية ودولية.
وتعد زيارة إرو إلى الجزائر الأولى منذ توليه منصبه في شباط/ فبراير الماضي.