تداول النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي نبأ مقتل مواطن سعودي على يد سبعة من أفراد
الشرطة بمدينة
مكة المكرمة، بعدما أوسعوه ضربا عقب مشادة كلامية.
واكتفت الصحف المحلية بوصف الأحداث بأن المواطن "لقي حتفه" عقب "اعتراضه رجال الأمن أثناء أداء مهماتهم الأمنية"، وهو ما لم يؤيده المغردون في تعليقاتهم على الواقعة.
وطبقا لما تناقله النشطاء، فإن الضحية هو المواطن "ماجد برمنده"، الذي خدم في الدفاع الجوي السعودي لمدة 16 عاما، كما أن عددا من أشقائه يعملون في الأمن العام، فيما ذكر مستخدمو التواصل الاجتماعي أن رجال الشرطة وصفوا برمنده بـ"العبد" نظرا لبشرته السمراء.
وقد نشر نواف برمنده، شقيق الضحية، عدة صور توضح
الاعتداء على شقيقه، وقال في إحدى تغريداته: "تعرض أخي ماجد لضرب مبرح من قبل عدد من أفراد الدوريات الأمنية حتى الموت، والآن يرقد بثلاجة مستشفى الزاهر، بمكة".
وأردف: "الله يصبرنا ويجبر خاطرنا ويجبر خاطر أطفاله القاصرين الذين لا زالوا ينتظروا أباهم حتى يعود، حسبي الله ونعم والوكيل، سبق له الخدمة في المجال العسكري لأكثر من 16 عاما، وهناك أيضا من أشقائه من يعملون في الأمن العام".
ونشر نواف مجموعة من الصور للاعتداء على شقيقه، وقال: "قيل إنه تم التعامل معه حسب الموقف، وهذا هو الموقف لما لم تظهر تلك الصور في الصحيفة".
كما نشر نواف برمنده المادة الثانية من القانون السعودي والتي تقول: "لا يجوز القبض على أي إنسان أو تفتيشه أو توقيفه أو سجنه إلا في الأحوال المنصوص عليها نظاما، ولا يكون التوقيف أو السجن إلا في الأماكن المخصصة لكل منهما وللمدة التي تحددها السلطة المختصة. ويحظر إيذاء المقبوض عليه جسديا أو معنويا ويحظر كذلك تعريضه للتعذيب أو المعاملة المهينة للكرامة".
وعلق قائلا: "أليس هذا النظام حسب المادة الثانية؟ وما الذي يستطيع فعله أمام سبعة أفراد وهو أعزل؟!! الرجل تعرض لضرب مبرح وصعق كهربائي وأيضا استخدام بخاخ حجب الرؤية".
وقال: "
#ماجد_برمنده_قتل_بضرب_الشرطة هذا فقط ما أستطيع أن أقول لأبنائه القاصرين اليوم".
واختتم تغريداته قائلا: "نحن من أبناء الوطن والعديد منا يعمل لوزارة الداخلية وأيضا لوزارة الدفاع وهذا شرف لنا، موضوعنا حق ماجد!".
وعبر "تويتر" دشن النشطاء، وسم
#ماجد_برمنده_قتل_بضرب_الشرطة، وطالبوا بإجراء تحقيق عادل وشفاف مع الأفراد المتورطين في وفاة برمنده.
وتساءلت حنان الشهري قائلة: "إذا الدولة تتعامل مع السود بعنصرية ليش استقبلتهم ومنحتهم الجنسيه؟! وأيضاً سمح للقبايل أن تمنحهم اسم القبيله؟!".
وغردت سعاد الشمري: "حسبنا الله خبر عوار قلب وكلاهما من جهاز الداخلية يجب أن يوقفوا جميعا على ذمة التحقيق ويعمل تحقيق شامل ويدان المخطي".
وتساءل الحقوقي الكويتي ثروي المفلح: "أين هيئة حقوق الإنسان وجمعية حقوق الإنسان!!؟ إن صدقت الرواية فيجب المحاسبة وبشفافية".
بينما علق المحامي علي آل خطاب على الحادث قائلا: "ليس عيبا ولا نهاية المطاف، تحدث مثل هذه الأخطاء في كل الدول، ولكن المطلوب الشفافية والاحترافية والإنصاف والعقوبة".
وغرد حساب "كشكول" عبر "تويتر": "إن كان هذا الوضع في الشارع، فكيف هو وضع من في سجون المباحث خلف الأسوار. وما زالت الأيام تخفي ما هو أسوء".
وقال ماجد الأسمر: "إذا كانت بسبب عنصري كما ذكر أخوه فهي مصيبة، وإذا كان بدافع التسلط فالمصيبة أعظم، اليوم ماجد وغدا أنا أو أنت".
كما تناقل النشطاء أيضا مقطعا مسجلا نسب إلى شقيق الضحية يروي فيه ملابسات مقتله.
وفي المقابل، حمّلت صحيفة عكاظ
السعودية المواطن برمنده مسؤولية ما جرى، حيث قالت: "لقي مواطن حتفه أمس الأول (الاثنين) في مكة المكرمة، بعد اعتراضه رجال الأمن أثناء أداء مهماتهم الأمنية في العاصمة المقدسة".
وأردفت الصحيفة: "وحسب المتحدث باسم شرطة منطقة مكة المكرمة العقيد عاطي القرشي، فإنه أثناء قيام فرق دوريات الأمن بعملها في إحدى نقاط التفتيش في حي الرصيفة، اشتبهت في مركبة واستوقفتها للتأكد من نظامية وضعها، وخلال ذلك حضرت مركبة أخرى يستقلها شخص ونزل منها معترضا عمل رجال الأمن، بحجة أن أصحاب المركبة الأولى جيرانه في الحي، وطلب منه رجال الأمن المغادرة إلا أنه رفض واستمر في اعتراضهم وشتمهم"، وفق الصحيفة.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن القرشي، أن "المواطن لم يكتف بذلك بل شرع في الاعتداء على رجال الأمن ومقاومتهم، وتم التعامل معه بما يقتضيه الموقف والقبض عليه تمهيدا لإحالته لمركز الشرطة المختص، وأثناء ذلك تعرض لحالة إعياء، فنقل بواسطة الهلال الأحمر للمستشفى إلا أنه فارق الحياة، واستكملت إجراءات الواقعة وأحيلت كامل الأوراق لهيئة التحقيق والادعاء العام بحكم الاختصاص"، بحسب الصحيفة.