هاجم المرشد
الإيراني علي
خامنئي رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني بشدة، لانتقاده تجارب إيران الصاروخية الباليستية، كما اتهم خامنئي الرئيس حسن روحاني وحكومته بالعجز عن حل المشاكل الاقتصادية رغم رفع الحظر عن إيران.
وكان رفسنجاني قال إن "عالم الغد هو عالم الحوار وعالم المفاوضات وليس عالم الصواريخ"، ردا على تصريحات قادة الحرس الثوري الذين تحدثوا عن عدم تراجعهم عن برنامج تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وتابع خامنئي في كلمة له: "مستقبل إيران مرتبط بالصواريخ الإيرانية لأن هذا العصر هو عصر الصواريخ".
وأضاف المرشد الإيراني: "أعداء الثورة استخدموا كافة الأدوات القديمة والحديثة في حربهم ضد إيران وهددوا إيران بالمواجهة العسكرية والعقوبات الاقتصادية، وعلينا أن نكون مستعدين للمواجهة والدفاع".
واستطرد: "أصبحت دول الاستبكار تمارس ضغوطا شديدة على إيران بقوتها العسكرية، ولو كانت إيران تريد الذهاب للمفاوضات من أجل رفع العقوبات الاقتصادية وإعادة التبادل التجاري مع العالم فقط، دون أن نطورالقوة الدفاعية العسكرية الصاروخية لتجرأت علينا حتى الدول الصغيرة وأصبحت تهددنا، أليس هذا صحيحا؟".
وتابع كلمته موضحا: "الذين يقولون بأن عالم الغد هو عالم الحوار والمفاوضات وليس عالم الصواريخ مخطئون جدا، لأن هذا العصر هو عصر المفاوضات والصواريخ وليس المفاوضات وحدها".
وقال: "من يقول بأن هذا العصر هو عصر المفاوضات فقط وليس عصر الصواريخ بدون علم، تبقى مسألة أخرى وممكن أن نتجاوز عنه، ولكن من يقولها عن علم فهو خائن وهذه تعتبر خيانة عظمى بحق الثورة والشعب الإيراني"، في إشارة إلى كلام رفسنجاني.
وأردف خامنئي قائلا: "عدونا منشغل بتطوير قدراته الصاروخية والعسكرية فكيف لنا نحن أن نقول اليوم بأن هذا العصر هو عصر المفاوضات فقط وليس عصر الصواريخ؟".
وانتقد المرشد الإيراني الإصلاحيين وقال إنهم يشوهون صورة المرشد في أعين الشعب الإيراني بشكل ممنهج، ويظهرونه بأنه يعارض المفاوضات مع الدول الغربية لرفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد، قائلا: "يروجون لأمر مفاده أني أنا شخصيا أعارض المفاوضات مع الدول الغربية، وبأنني ضد الحوار.. لكن هذا غير صحيح تماما".
وانتقل من الهجوم على رفسنجاني إلى انتقاد حكومة روحاني وقال إنها فشلت في إنهاء المشاكل الاقتصادية التي يعانيها الشعب الإيراني رغم رفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد.
وقال خامنئي: "مللنا من تكرار الشعارات الاقتصادية وأصبحت البرامج الاقتصادية تتحرك بكسل، ولم تتحقق الأهداف المطلوبة التي نريدها ونحن اليوم بحاجة إلى التحرك والتقدم والعمل لتحسين الأوضاع المعيشية للشعب الإيراني".
ويرى رفسنجاني بأن هناك "مؤامرة كبرى" تحاك من قبل الحرس الثوري الإيراني لإجهاض الاتفاق النووي الإيراني بموافقة المرشد عن طريق استمرار إيران بإطلاقها
الصواريخ البالستية الجديدة والمطورة حيث تستطيع هذه الصواريخ حمل رؤوس نووية".
ويرى مراقبون للشأن الإيراني بأن تصاعد الهجوم بين أجنحة الحكم والنظام في إيران ينذر بتطور الأزمة في الأشهر المقبلة بعدما نجح
الإصلاحيون في تكريس وتثبيت قواهم ونفوذهم بين أوساط الشعب الإيراني عن طريق نجاح المفاوضات النووية ونجاحهم في الانتخابات البرلمانية الإيرانية، التي كانت مرتبطة أيضا بالملف النووي الإيراني.