نشرت صحيفة "سلايت" الفرنسية؛ تقريرا حول مساندة برلمانيين فرنسيين لبشار
الأسد، والسعي لإعادة العلاقات
الدبلوماسية معه الأسد، ضمن نسق جديد من التحالفات.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن النائب تييري مارياني، يعتبر مسألة إعادة تحالفات
فرنسا تتماشى مع الآراء السائدة في الأوساط السياسية والمثقفة.
وقال تييري مارييني، إنه في تموز/ يوليو 2015، كان على رأس الوفد
البرلماني المبعوث إلى شبه جزيرة القرم، للمرة الثانية منذ ضمّ هذه الجزيرة إلى روسيا، معتبرا فرنسا تجهل قوة بوتين الحقيقية.
وذكرت الصحيفة أن هذه الزيارات تتعارض مع قرارات الدبلوماسية الفرنسية، ولكن وزارة الخارجية تحت مبدأ الفصل بين السلطات، تعترف بحرية النواب في التعبير عن توجهاتهم السياسية، مع العلم بأن هذا النائب له علاقة قرابة بعائلة بوتين، ولهذا فإن مساندته للنظام الروسي تبدو معقولة نسبيا، وفق الصحيفة.
وتحدثت الصحيفة عن تواصل بث هذه "المسرحية" الفرنسية حتّى يوم عيد الفصح، حيث توجّه جمعٌ من البرلمانيين إلى دمشق للاحتفال مع الأسد.
وقالت الصحيفة إن إعجاب فرنسا، والعديد من الدول الأوروبية، بالسياسة التي ينتهجها بشار الأسد في الشرق الأوسط يبدو واضحا.
وكان رئيس لجنة الصداقة الفرنسية السورية في البرلمان الفرنسي، النائب الاشتراكي جيرار بابت، الذي كان من ضمن الوفد البرلماني الذي قام بزيارة دمشق، قد قال في شباط/ فبراير 2015، إنه "يطمح إلى إعادة بناء علاقات جديدة مع الدولة السورية"، لكنه لم يذكر اسم بشار الأسد في حديثه.
وفي المقابل، كان رئيس الوزراء الفرنسي السابق، مانويل فالس، يصف بشار الأسد بـ"الجزار".
واعتبرت الصحيفة أن التقرب من بشار الأسد خطأ فادح يرتكبه العديد من النواب الفرنسيين. واعتبر الرئيس السابق نيكولا ساركوزي؛ أن المبادرة البرلمانية التي قام بها تييري مارياني وجناح "المهرجين" الذي يتبعه، هي مبادرة لأقلية تعارض السياسة الرسمية لفرنسا.
وأضافت أن النائب فاليري ديبور أثناء رثائه لانهيار العلاقات مع نظام الأسد في جلسة برلمانية، طرح مسألة إعادة تنظيم التحالفات الفرنسية السورية، التي اعتبر أنها تعبير عن الآراء السائدة في بعض الأوساط السياسية والفكرية.
وذكرت الصحيفة أن هذه الوفود السياسية تعارض مدرسة كاملة من الدبلوماسيين والباحثين، الذين وضعوا آمالهم في الاحتجاجات المعارضة في
سوريا وفي "الربيع العربي".
وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري في عام 2012، بعد قرار فرنسا بإغلاق سفارتها في دمشق احتجاجا على قمع النظام ضد المتظاهرين السلميين. ومنذ ذلك الحين تشدد فرنسا على رحيل الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى المنتقدين لقرار قطع العلاقات مع النظام السوري؛ يرون أنه سيعرقل عملية التعاون الوثيق بين أجهزة الاستخبارات في البلدين، لا سيما لتبادل المعلومات بشأن "الإرهابيين".
وقالت الصحيفة إن المجموعة المؤيدة للأسد هم أنفسهم من نددوا بالعقوبات التي فُرضت على روسيا، بعد ضم شبه جزيرة القرم، وهم يرون في بوتين حليفا في محاربة الإرهاب وتنظيم الدولة، حيث أشادوا بالقصف الروسي في سوريا، الذي ساعد أخيرا؛ قوات النظام السوري، ومعها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والمليشيات الشيعية، في استعادة تدمر من يد تنظيم الدولة.
لكن الصحيفة رأت أن هذا التوجه لليمين المؤيد للأسد لن يصمد طويلا، وسيكتشفون أنهم حالمون. فهم يتحدثون عن فشل الاسترتيجية الغربية التي تديرها أمريكا، ويدعون بدلا من ذلك للتحالف مع روسيا والأسد. ويقولون أيضا إن بشار الأسد ربما لا يكون حملا وديعا، لكنه "يمثل الدولة السورية".