نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا، قالت فيه إن رجال
شرطة المطار، الذي هاجمه انتحاريان في
بروكسل الأسبوع الماضي، غاضبون؛ لأنه تم تجاهل تحذيرات منهم حول احتمال وقوع
الهجمات.
ويشير التقرير إلى أن أكثر من ربع ضباط الشرطة العاملين في المطار، والبالغ عددهم 391 شرطيا، وقعوا رسالة قالوا فيها إنهم كانوا يتوقعون هجوما، وإن رئيس اتحاد الشرطة اتهم حمالي الأمتعة "من فئة معينة من الشعب" بـ"تأييد" الإرهاب.
وتذكر الصحيفة أن ضباط الشرطة اشتكوا لقيادتهم في تلك الرسالة، التي خرجت أمس للعلن، من وجود ثغرات أمنية تسمح لتنظيم الدولة بحرية التحضير للتفجيرات، مشيرة إلى أن الكشف عن هذه الرسالة شكل ضربة لجهود إعادة فتح المطار نهاية هذا الأسبوع، بعد عشرة أيام من الهجمات الإرهابية في بروكسل، التي تسببت بمقتل 32 شخصا.
ويلفت التقرير إلى أن رئيس اتحاد الشرطة (SLFP) فينسنت غيلز، اتهم عناصر يعملون في نقل الحقائب في المطار بالاحتفال بهجمات
باريس، التي تسببت بمقتل 130 شخصا العام الماضي، حيث قال لإذاعة (RTL): "كثير من الموظفين هللوا (لدى السماع عن) هجمات باريس، وقد شهد ذلك الزملاء"، وألمح إلى أن المحتفين بالهجمات كانوا من أصل عربي، بحسب الصحيفة.
وتبين الصحيفة أن ضباط الشرطة الميدانيين المئة، الذين وقعوا على الرسالة، اشتكوا من سوء إدارة المطار، وقالوا إن "قلة الإجراءات الأمنية قد تكون استغلت من أولئك الذين استطلعوا الميدان للإرهابيين". وجاء في الرسالة أيضا: "بعض من يشتبه بأنهم قاتلوا في سوريا جاؤوا للمطار على أنهم سياح زائفون، وقمنا بالإعلام بوجودهم، لكن لا ندري إن تمت الاستفادة من تلك المعلومات أم لا".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن ضباط الشرطة أشاروا في رسالتهم إلى غياب الرقابة عن منطقة توصيل الركاب، حيث تقترب السيارات من بناية المطار دون أي رقابة، كما اشتكوا من قدم الأسلحة التي يضطرون لاستخدامها، والبنية التحتية السيئة جدا، التي تمنع القيام بالتحقق الصحيح من هوية الركاب والزوار.
وتنوه الصحيفة إلى أن مسؤولي المطار رفضوا التعليق ليلة أمس، بعد أن صرح قسم خدمات الإطفاء والهيئة البلجيكية العامة للطيران المدني بالسماح للمطار باستئناف عمله بشكل جزئي لطائرات المسافرين.
ويورد التقرير نقلا عن سلطات المطار قولها في تصريح لها: "إن المطار جاهز فنيا لإعادة التشغيل، ولكن على السلطات أن تأخذ قرارا رسميا بتاريخ إعادة فتح المطار، ولن يكون هناك أي رحلات مدنية من مطار بروكسل قبل مساء الجمعة".
وتقول الصحيفة إن محكمة صلح بلجيكية قامت أمس بالمصادقة على ترحيل صلاح عبد السلام، المتهم بالمساعدة في التخطيط لهجمات باريس، إلى فرنسا، حيث يواجه عبد السلام أيضا أسئلة في بلجيكا حول علاقته بمهاجمي بروكسل، وسط وجود إشاعات بأنه أخبر عن مشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة.
ويكشف التقرير عن أنه في عملية مشتركة بين فرنسا وبلجيكا، قامت الشرطة بتفتيش منطقة حرجية في ماركي بالقرب من بلدة كورتراي في غرب بلجيكا لعدة ساعات، في مداهمة يعتقد أنها متعلقة بمخطط مشتبه لتنظيم الدولة لمهاجمة فرنسا، حيث تم توجيه التهمة في فرنسا للمشتبه به الرئيسي في تلك القضية رضا كريكيت (34 عاما) لانتمائه لتنظيم إرهابي، بعد أن اكتشفت الشرطة كمية من الأسلحة والمتفجرات في بيته.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول المدعي العام البلجيكي: "العملية انتهت ولم يعثر على متفجرات أو أسلحة، ولم تؤد العملية إلى أي اعتقالات".