يعدّ إقليم
ناغورني قره باغ منطقة انفصالية تعيش فيها غالبية أرمينية ترفض سلطة أذربيجان، وقد تجددت فيه المعارك ليلة الجمعة السبت، ما أوقع نحو ثلاثين قتيلا في صفوف الطرفين.
وأعلن هذا الإقليم في نهاية العام 1991 استقلاله عن أذربيجان، من دون أن يحظى باعتراف أي دولة، ولا حتى
أرمينيا.
وبين العامين 1988 و1994، شهد إقليم ناغورني قره باغ حربا بين أرمينيا وأذربيجان، أوقعت نحو ثلاثين ألف قتيل، وأدت إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص غالبيتهم من الأذربيجانيين.
ويقع إقليم ناغورني قره باغ بين إيران وروسيا وتركيا، وهو لا يزال تابعا بنظر المجتمع الدولي لأذربيجان.
عام 1805 أصبحت هذه المنطقة جزءا لا يتجزأ من روسيا القيصرية، وشهدت معارك خلال الحرب الأهلية التي أعقبت الثورة البلشفية عام 1917.
وخلال الحكم السوفياتي، ألحقت منطقة ناغورني قره باغ بجمهورية أذربيجان السوفياتية. إلا أن سكان هذه المنطقة صوتوا في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر 1991، بعيد سقوط الاتحاد السوفياتي، في استفتاء بشكل كاسح لصالح الاستقلال عن أذربيجان.
وفي عام 1993، بعد خمس سنوات من الحرب، سيطر الأرمن على "منطقة آمنة" داخل أذربيجان تقع بين ناغورني قره باغ وأرمينيا، وتبلغ مساحتها نحو ثمانية آلاف كيلومتر مربع، أي نحو عشرين بالمئة من مساحة أذربيجان.
وتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أيار/ مايو 1994 بعد انتصار الطرف الأرمني، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام. ورغم المفاوضات التي جرت تحت إشراف مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا)، لم تتوصل باكو ويريفان إلى اتفاق حول الوضع الذي ستكون عليه منطقة ناغورني قره باغ.
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2008، وقعت أرمينيا وأذربيجان إعلانا يدعو إلى "تسوية سلمية" للنزاع، إلا أن المعارك بين القوات الأرمينية والأذربيجانية تواصلت.
وفي عام 2012، أعيد انتخاب باهو ساهاكيان "رئيسا" لناغورني قره باغ لخمس سنوات جديدة.
في آب/ أغسطس 2014، قتل عدد من الجنود الأذربيجانيين في اشتباكات مع الأرمن.
وفي 12 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه، أسقطت القوات الأذربيجانية مروحية عسكرية أرمينية، ما أدى إلى مقتل أفراد طاقمها الثلاثة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن هذه المروحية حاولت مهاجمة مواقع للجيش الأذربيجاني قرب منطقة اغدام.
وخلال ليلة الأول والثاني من نيسان/ أبريل 2016، أوقعت مواجهات بين الطرفين 18 قتيلا في صفوف القوات الأرمينية، و12 لدى القوات الأذربيجانية، بحسب ما أعلن الطرفان اللذان تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن التوتر.
وتبلغ موازنة الدفاع في أذربيجان أضعاف الموازنة الكاملة لأرمينيا، وسبق أن توعدت باكو مرارا باستعادة منطقة ناغورني قره باغ بالقوة.
في المقابل، تؤكد أرمينيا المدعومة من روسيا بأنها جاهزة لصد أي هجوم أذربيجاني.