هاجم قائد
الحرس الثوري الإيراني،
اللواء محمد علي جعفري،
السعودية والبحرين بشدة في الاجتماع السنوي الأول للمجلس الأعلى لقيادات الحرس الثوري الإيراني.
واستعرض محمد علي جعفري، في كلمته في اجتماع قيادات الحرس الثوري، بطهران الثلاثاء، وفي الجلسة الأولى في هذا الاجتماع سبل بقاء النظام الإيراني واستمرارية مشروعه الإقليمي.
وقال جعفري إن "الحفاظ على قدرة النظام والثورة في داخل إيران مرتبط بشكل مباشر بالظروف الإقليمية وظروف المنطقة التي يساهم الحرس الثوري الإيراني في تطويرها لصالح الثورة الإيرانية".
وأضاف جعفري أن "النظام الإيراني يعتبر نظاما مؤسساتيا قانونيا، ويمتلك سلطة قضائية وبرلمانا منتخبا وحكومة ومؤسسات أخرى ومن واجبنا الحفاظ على هذه المؤسسات الرسمية ولكن هذا ليس كافيا لنجاح للثورة".
وتابع جعفري موضحا موقفه من مؤسسات الحكم في إيران، قائلا: "نحتاج في قلب النظام الحقوقي إلى بناء داخلي حقيقي يحمل مبادئ الثورة الإيرانية كالعدالة والحرية والاستقلال والكرامة الإنسانية والدفاع عن المظلومين في العالم خصوصا في المظلومين في العالم الإسلامي".
وأضاف جعفري أن "نظرية الثورة الإيرانية أصبحت اليوم عظيمة جدا وتخطت الحدود وانتشرت في العالم وتحولت الثورة الإيرانية إلى قوة إقليمية ودولية فاعلة والحرس الثوري يعمل على تمرير المرحلة الثالثة بشكل ذكي ويرعى هذه المرحلة ويدعهما بدون أي تخوف أو تحفظ".
هذا، ولم يتوسع جعفري ماذا يقصد بالمرحلة الثالثة من الثورة الإيرانية والذي يتبنى الحرس الثوري دعمها.
وتابع جعفري كلمته بحضور قادة الحرس الثوري: "قوة الثورة الإيرانية على احتواء الأزمات والتحديات أكبر من الأزمات التي فرضت عليها في السنوات الماضية من قبل قوى الاستعمار كالحروب والاغتيالات وفرض العقوبات الاقتصادية أو الثورة الخضراء أو مجيء حكومة إصلاحية أو برلمان إصلاحي لأن تاريخ الثورة الإيرانية أثبت بأن من يريد أن يقف بوجه مسير الثورة الإيرانية ويبعث بمكتسباتها سوف ينهار أمام قوة الثورة الإيرانية ويفقد سمعته ومكانته في إيران".
وأردف جعفري: "في مسير الثورة الإيرانية واجهنا مشاكل وتحديات صعبة جدا ولدينا تجربة قاسية مع هذه المشاكل ولكن كلمة السر لتخطي كل هذه التحديات هي الروح الثورية بقيادة الخميني وبعدها وبعد أن استلم قيادتها المرشد الأعلى خامنئي الذي انتصر على أعظم قوة في التاريخ".
وناشد جعفري قادة الحرس الثوري أن "لا يصيبهم أي تشاؤم ولا يتخوفوا من سلوك بعض الشخصيات الإيرانية التي تنسب نفسها إلى الثورة الإيرانية"، في إشارة إلى مواقف
رفسنجاني الأخيرة.
وأوضح جعفري: "مع الأسف في مسير الثورة الإيرانية هناك شخصيات كبيرة بسبب عدم الفهم والإدراك وعدم إيمانهم بقوة الثورة الإيرانية، بالنظر إلى موقعها في النظام، وبتحريض من العناصر الخارجية، انحرفت عن المسار الصحيح للثورة الإيرانية".
وشدد جعفري على أن "الثورة الإيرانية أصبحت أقوى مما كانت عليه سابقا واستمرت حتى اليوم، وسوف تستمر لأنها غير مرتبطة بالأشخاص ووصلت إنجازات الثورة الإيرانية وتوسعت إلى مناطق خارج الحدود الإيرانية".
وهدد جعفري حكومة روحاني بطريقة مباشرة، قائلا: "المشاريع والنظريات السياسية التي تتعارض مع مسير الثورة الإيرانية سوف تتفكك وتنهار في طريقها وإن كانت هذه المشاريع والنظريات شكلت على أساسها حكومة وبرلمان، لأن الشعب الإيراني سوف يسقط هذه الحكومة والبرلمان في أي انتخابات قادمة وسيتم حذفهم من الخارطة السياسية في إيران".
وحذر جعفري الشعب الإيراني من التيارات السياسية الإيرانية، مؤكدا أن "مشاريع الغرب للتدخل والنفوذ في الشأن الداخلي الإيراني تغيرت كثيرا عن السابق وفي هذه المرحلة الجديدة من الثورة الإيرانية ظهرت لنا بعض العناصر والتيارات التي تروج للدول الغربية".
واستطرد قائلا: "إنهم يمثلون الاستراتيجية الأمريكية والآن هم يتحركون وفي طريقهم إلى العمل داخل إيران وعلى الشباب الإيراني المؤمن والثوري أن لا يسمح لمثل هؤلاء ولهذا التيار السياسي بالنشاط والعمل وأن يقطع براعم الخيانة المرتبطة بهؤلاء من جذورها".
وهاجم جعفري
الاتفاق النووي الإيراني بشدة وسماه بالاتفاق العار والذل، وسجل: "من يعتبرون أن الاتفاق النووي نموذج لحل الأزمات الداخلية الاقتصادية للبلد مخطئون جدا ولا يمتلكون قراءة صحيحة للأبعاد الخطيرة لهذا الاتفاق لأن لديهم قصر نظر، ومع الأسف الذين يتحدثون ويدافعون عن الاتفاق النووي اليوم أصبحوا يسيرون على خط الثورة المضادة للثورة الإيرانية وأنهم يريدون تحقير الشعب الإيراني من خلال ترويجهم لهذه الإتفاقية".
وتابع جعفري هجومه على الاتفاق النووي وقال: "لن يمكن اعتبار الاتفاق النووي بأنه وثيقة شرف للعزة والكرامة الإيرانية قط، ونتائج الاتفاق النووي جاءت مغايرة تماما لتضحيات الشعب الإيراني في سبيل برنامجه النووي".
وحول الصراع السعودي - الإيراني بالمنطقة قال جعفري، إن "النظام السعودي والنظام البحريني وما شابه ذلك من الأنظمة العربية تعتبر مثال التخلف السياسي الحديث في المنطقة ونحن في الحرس الثوري الإيراني وضعنا الخطط اللازمة وتهيأنا للرد على سلوك السعودية بالمنطقة في حال صدرت الأوامر".
وجدد جعفري دعم إيران لبشار الأسد ونظامه فـ"حتى هذه اللحظة موقفنا لم يتغير من النظام السوري كما وما زلنا مستمرين أيضا بدعم هذا النظام ولن نسمح أبدا بتقسيم سوريا لأننا نعتقد بأن أي خطة لتقسيم أي بلد إسلامي استراتيجية بريطانية - أمريكية ولذا لن نسمح بتضعيف المسلمين في المنطقة".
وتطرق جعفري إلى وضع حزب الله والحوثيين حيث قال: "سوف ندافع عن حزب الله في لبنان بقوة ولن نتراجع عن دعم الحوثيين في اليمن ونعد بأن ترجع قوة الحوثيين أكثر مما كانت عليه سابقا".
ويعقد اجتماع قادة الحرس الثوري الإيراني في كل سنة مرة واحد يبحث كافة الملفات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية الخارجية والداخلية المرتبطة بالنظام والحرس في إيران.