نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا لسراج شارما من اسطنبول، قال فيه إن أحزاب وقيادات المعارضة
المصرية تتوجه نحو الاتحاد في وجه قمع الدولة المتزايد خلال "سنة مصيرية" بالنسبة لمستقبل
الديمقراطية في البلد، بحسب ما قاله أحد قيادات المعارضة المصرية.
وفي مقابلة مطولة، قال زعيم حزب غد
الثورة الليبرالي أيمن نور للموقع إن قيادة الرئيس عبد الفتاح
السيسي كانت فاشلة تماما، إلا في ناحية واحدة: "فالشيء الوحيد الذي نجح فيه (السيسي) أنه استطاع توحيد المعارضة المصرية المتباينة كلها لأبعد الحدود".
ويشير التقرير إلى أن حقيقة كون أيمن نور رئيسا للمجلس التنفيذي لفضائية "الشرق"، التي تعمل من اسطنبول، والمعروفة بميولها الإخوانية، دليل قوي على أن المعارضة التي كانت مفتتة بدأت تتوحد.
ويورد الكاتب أن نور، الذي استلم موقعه قبل سبعة أشهر، يصر على أن "الشرق" ليست مرتبطة بأية جماعة، وأنها قناة تمثل الشعب المصري والمعارضة والقوى الثورية بشكل عام، ويقول: "نمثل الليبراليين والإخوان المسلمين ووجهات النظر الأخرى، وكان لي أسهم في هذه القناة منذ أن بدأت في العمل عام 2014".
ويذكر الموقع أنه من الأسرار المعروفة أن الإخوان المسلمين قاموا بإنشاء أكثر من وسيلة إعلامية في تركيا بعد
انقلاب 2013، الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد
مرسي، لافتا إلى أن تلفزيون "الشرق" يعد واحدا من هذه القنوات، بحسب الخبراء في الإعلام المصري، حيث يقول مديرون في المحطة إن هناك اهتماما قويا فيما تبثه القناة في مصر بين قطاعات المجتمع كلها، ولكنهم كانوا مترددين في الكشف عن أي معلومات حول القناة، بما في ذلك عدد الموظفين فيها، واكتفو بالقول إن العدد "كاف للتشغيل".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن نور، السياسي المخضرم والذكي، لم يكشف عن تفاصيل التعاون بين قوى المعارضة المختلفة، لكنه أكد أن المعارضة المصرية تعلمت أهمية الاتحاد في وجه قمع حكومة السيسي للأصوات المعارضة، ويقول: "نعم، نتعاون اليوم جميعا لمستقبل أفضل لمصر دون السيسي، الكل، من الليبراليين إلى الإخوان المسلمين إلى جميع المعارضين، أدرك ضرورة العمل معا".
وينوه شارما إلى أن نور نافس الرئيس الأسبق حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية عام 2005، وتم اعتقاله بعد الانتخابات الرئاسية بعدة أيام لمدة أربع سنوات ونصف، وبعد أن قام السيسي بانقلابه ضد الرئيس محمد مرسي عام 2013، سافر نور إلى لبنان، وبقي هناك حتى وصلته معلومات من المخابرات اللبنانية اضطرته للهرب من لبنان.
ويقول نور للموقع: "سافرت إلى تركيا في تموز/ يوليو من العام الماضي، بعد أن أخبرني مصدر عالي المستوى في المخابرات اللبنانية حول مخطط لاغتيالي، ولم تكن هناك تفاصيل حول ما إذا كان نظام السيسي هو من يقف خلف الخطة أم لا، لكن ليس من الصعب التخمين، وعلى أي حال، وحتى قبل ذلك، كنت قد أخبرت بأن علي اتخاذ ترتيبات أمنية قصوى، بما في ذلك السفر في سيارات مصفحة، وليس ذلك جيدا".
ويضيف نور أنه حتى في تركيا، التي تعد من المعارضين العلنيين لما قام به السيسي هي وقطر، فإن المضايقات مستمرة، حيث ترفض حكومة السيسي تجديد جواز سفره، مشيرا إلى أن المسؤولين المصريين هددوه هو وغيره من المعارضين العام الماضي بعدم تجديد جوازات سفرهم، والآن وقد انتهى جواز سفره، فإنه وغيره من المعارضين الذين هم في الوضع ذاته يواجهون مشكلة أن يصبحوا عديمي الجنسية.
ويتابع نور قائلا للموقع: "ليس الأمر عائدا لحكومة السيسي ليمنع جوازات السفر المصرية، وقد رفعت قضايا سابقا، وأعتزم رفع قضية ضد القنصلية المصرية في اسطنبول ووزارة الخارجية المصرية مرة أخرى، وليس لأن ذلك سيأتي بنتيجة في ظل غياب حكم القانون والعدالة"، لافتا إلى أن السؤال الأساسي الذي تحتاج المعارضة المصرية للتعامل معه هو كيف تتخلص من حكومة السيسي.
ويواصل نور قائلا: "أهم الأمور أننا نحتاج إلى تحديد ما إذا كان يمكن أن يذهب السيسي من خلال ثورة شعبية أخرى، أو انقلاب آخر، أو أسلوب آخر، وحتى دائرة المقربين منه فقدت ثقتها به، ولم تعد تدعمه".
ويفيد التقرير بأن نور حذر المعارضة من النظر إلى بعيد، والوقوع في شباك السياسة، بالتركيز مثلا على من سيقود المرحلة القادمة، وهو ما من شأنه إبقاء السيسي في السلطة، ويعلق نور قائلا: "البعض يحب أن يراني القائد المستقبلي، وآخرون يحبون رؤية مرسي قائدا مرة أخرى، وآخرون يحبون أن يرون أشخاصا آخرين، لكن ليست هذه القضية التي يجب أن نركز عليها ونضيع عليها طاقتنا، دعونا نركز على التخلص من السيسي أولا؛ لأنه هو من يؤذي الشعب المصري كله".
وبحسب الكاتب، فإن نور يعتقد أن حكومة السيسي خسرت مصداقيتها دوليا بشكل مطرد، وحتى لدى أشد مؤيديها، مثل السعودية والغرب، ويقول: "على عكس ما يظهر، فإن المساعدات التي تقدم الآن كلها تقدم للشعب المصري وليس السيسي ودائرته المقربة في البال، والغرب قام بالتصرف بناء على مصالحه كما يراها، وبناء على مصالح إسرائيل، لكن حتى هؤلاء يرون أن مصالحهم تكمن في أن تكون مصر حرة ديمقراطية مستقرة".
ويجد نور أن زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر هذا الأسبوع وهي الثانية من نوعها منذ الإطاحة بمرسي، لا تعني بالضرورة تأييدا كاملا ودون قيود للسيسي، ويقول للموقع: "حتى السعوديون لا يؤيدون السيسي بشكل مباشر، وأي دعم فهو دعم للشعب المصري، وإن لم تكن تركيا وقطر ليستا بالقوة ذاتها في معارضتهما للسيسي فليس ذلك لأنهما استسلمتا، لكن لعلمهما بأن التوجه الدولي ينقلب ضده".
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن نور يصر على أن هذا العام سيجلب نجاحا مهما وكبيرا للديمقراطية في مصر، ويعتقد بأن الديمقراطية المصرية ستتقوى وتكسب الخبرة.