كشف سلطان هاشم أحمد،
وزير دفاع العراق الأسبق في نظام
صدام حسين، في أول مقابله صحفية من معتقله في مدينة الناصرية جنوب العراق، عن تفاصيل جديدة تتعلق بحياته وطبيعة ارتباطه بحزب البعث الذي حكم العراق للفترة من 1969 وحتى سقوط بغداد بالغزو الأمريكي في 2003.
وقال وزير الدفاع الأسبق في مقابلة مع صحيفة "الزمان" العراقية نشرت، الثلاثاء، جزءها الأول: "إنني لم أكن أميل للحياة الحزبية، لذا بقيت حتى عام 1975 قبل أن انتمي للحزب بتأثير شخصي وإلحاح من عدنان خير الله طلفاح (وزير الدفاع العراقي إبان الحرب العراقية-
الإيرانية). وكذلك، لم أنل العضوية في حزب البعث الاشتراكي إلا عام 1982".
وأضاف: "بعد حصولي على أنواط شجاعة، جاءت ترقيتي إلى عضو قيادة فرقة عام 1989 دون المرور بالترشيح كما هو المعتاد، ثم في 1996- 1997 أصبحت عضو شعبة بعدما عينت وزيرا للدفاع، لأنني أساسا لم أكن أميل إلى أن أكون حزبيا، وكانت ميولي تتمحور حول الجيش والعمل العسكري وحسب، وإن أقصى طموحي كان أن أنجح في الجانب العسكري، ولولا الحياء من عدنان خير الله طلفاح فلربما لم أصبح عضوا حزبيا".
وعن علاقته برجالات الحزب والشخصيات المقربة من صدام حسين وابنيه عدي وقصي، قال سلطان هاشم: "كانت معرفتي بالسياسيين تكاد تكون معدومة، فليس هناك ما يمكن وصفه عن علاقتي برجال السياسة بمقدار علاقتي بالقادة العسكريين التي تكاد تقتصر عليهم".
ولم يصف الوزير الأسبق انتماءه لحزب البعث بالخطأ، لكنه قال: "ليس هناك إنسان من دون أخطاء، لكن معظمها كانت أخطاء ميدانية، ربما كان خطئي الأبرز أنني لم أستمع إلى نصيحة والدي الذي لم يكن راغبا في دخولي العسكرية، وإلا لما كنت تعرضت لما أنا فيه الآن".
وفي سؤال وجهته الصحيفة العراقية لوزير الدفاع الأسبق (هل كانت رؤيتك للرئيس تثير في نفسك الخوف؟)، أجاب قائلا: "ليس خوفا بل حذرا، كنت حذرا على سمعتي الشخصية والعسكرية أن تمس من خلال اتهامي بالخيانة أو ما شابه".
ولفت سلطان هاشم إلى أنه لا ستطيع أحد البوح بتذمره أمام شخص آخر في سنوات الحرب الطويلة مع إيران، وقال إن "هذا الشيء لم يكن من الوارد أن يبدي أحد منا تذمره أو انتقاده أمام أي كان. تلك حالات لم تكن مأمونة، لذا كان الحذر واجبا في كل حال".
وذكر وزير الدفاع المحكوم عليه بالإعدام: "في سنوات الحرب العراقية-الإيرانية، تمكنت من إنقاذ حياة العشرات من الإعدام، يومها وجدت أضابير لما يقرب من 60 عسكريا برتب مختلفة بين ملازم أول وملازم وضباط صف، سجل عليهم الهروب من الجيش فأحيلوا إلى المحاكم وحكم عليهم بالإعدام، ثم جاء الأمر بتنفيذ الحكم".
وأضاف أنه "بعد التحقق من قضاياهم بتقرير قدم إلي تبين أن أكثرهم لديه شهيد أو معاق من ذويه، يومها كنا نخوض معركة (بنجوين) وكانت النتائج جيدة بالنسبة لقواتنا، لذا فقد اتصلت بعدنان خير الله طلفاح بشكل خاص، ورجوته التدخل مع الرئيس لإيقاف التنفيذ أو إصدار عفو بعدما شرحت له أحوالهم، وبعد ساعتين تقريبا، جاء الرد بأن العفو قد تم"، بحسب قوله.
يذكر أن الأمريكان اتهموه بأنه متعاون معهم، لكنّ ضباط الجيش العراقي السابق ومؤيديه رفضوا التهم. وتمت فيما بعد محاكمته على تهم نفاها سلطان هاشم أحمد، بالكلية أثناء جلسات المحاكمة، وقد تم إصدار حكم الإعدام بحقه.