دعا عبد الله جاب الله، زعيم "جبهة العدالة والتنمية"، المعارضة بالجزائر، إلى إطلاق ترتيبات لاستخلاف الرئيس عبد العزيز
بوتفليقة "نظرا لعجزه"، في وقت تتبادل فيه المعارضة والسلطة الاتهامات بـ"العمالة لفرنسا".
وبلغ الصدام بين السلطة والمعارضة السياسية بالجزائر، حدا ينذر بالخطورة، وكانت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى
الجزائر، السبت والأحد الماضيين، القطرة التي أفاضت كأس الصدام بين الطرفين.
ويستمر جدال الصورة التي نشرها الوزير الأول الفرنسي، على حسابه بـ"توتير"، بمعية الرئيس بوتفليقة والتي تظهر هذا الأخير شديد العياء، فبينما تدافع أحزاب الموالاة وأعضاء حكومة الوزير الأول عبد المالك سلال عن الرئيس وتتهم فالس بالخيانة، وجدت المعارضة الجزائرية، في تلك الصورة، مبررا كافيا للمطالبة باستخلاف الرئيس بوتفليقة من خلال انتخابات رئاسة مبكرة.
وأفاد مجلس شورى "جبهة العدالة والتنمية"، المعارضة بالجزائر، الأحد: "لقد صار يحكم الجزائر شخص في مستوى متقدم جدا من العجز، مما يستدعي التعجيل بتطبيق المادة الدستورية المرتبطة بالموضوع"، في إشارة إلى المادة 102 التي تتحدث عن المانع الصحي والخطير للرئيس، وإطلاق ترتيبات استخلافه.
وشدد بيان لحزب عبد الله جاب الله، على "الذهاب إلى انتخابات حرة ونزيهة، تفرز مؤسسات قوية تعبر بصدق عن المكانة الحقيقية التي تليق بوطننا الجزائر".
وعلق جاب الله، بمؤتمر صحفي، الجمعة الماضي، على صورة بوتفليقة مع فالس بالقول: "هي دليل على الهوان الذي وصلت إليه مؤسسات الدولة، وقد تأكد ذلك جليا لدى استقبال مستعمر الأمس (زيارة مانويل فالس الاسبوع الماضي)، وأمام هذا يدعو مجلس الشورى الطبقة السياسية والقوى الوطنية، إلى عدم السكوت عن الحالة التي وصلت إليها الجزائر".
وتسببت تلك الصورة، في جدل سياسي كبير بالجزائر، حيث اتهم أحمد أويحيي، مدير ديوان الرئيس بوتفليقة، المعارضة بالبلاد بـ"العمالة لفرنسا"، ردا على اتخاذ أحزاب المعارضة، صورة بوتفليقة وفالس، مبررا للمطالبة بانتخابات رئاسة مبكرة.
وقال أويحيى بمؤتمر صحفي، السبت الماضي عن
فرنسا: "لم تتقبل بعد، خروجها من الجزائر عام 1962، كما أن لها أذنابا بالداخل وعملاء"، في إشارة إلى أطراف بالمعارضة السياسية.
وأوضح الصديق شهاب الناطق الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، الموالي للسلطة، الذي يترأسه أحمد أويحيى، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الاثنين: "إن أويحيى يقصد
عملاء الداخل عنوانا كبيرا لطالما تجاهلناه كثيرا في الجزائر، ويعلم كل الجزائريين أن فرنسا حضرت خروجها من الجزائر بما يسمى بضباط فرنسا، فلغمت الأوضاع، ولما تعالت أصوات جزائريين تنديدا بهؤلاء، تجاهلتهم السلطة لدواعي سياسية وحفاظا على الاستقرار".
وأوضح شهاب: "هناك العديد من المجنسين بالجنسية الفرنسية، وترتب عن ذلك أشياء كثيرة لما حازت فرنسا على الأفضلية في التعامل، بحكم لغتها وثقافتها وإرثها الاستعماري، ولما بدأت تخسر موقعها في الجزائر انقلبت وجندت عملاءها".
واعتبرت المعارضة السياسية في الجزائر، أن اتهامها بالعمالة لفرنسا، من قبل الموالين للسلطة، ليس اتهاما جديدا، بل إن الأمر "يتعلق بقالب جاهز يستخدم ضد المعارضين متى تطلب الأمر ذلك".
وقال جيلالي سفيان، رئيس حزب "جيل جديد" المعارض، في تصريح لصحيفة "
عربي21" الاثنين: "عن عملاء فرنسا، هم ما باع البلد إلى فرنسا"، في إشارة إلى حجم الاتفاقيات التي أبرمها الوزير الأول الفرنسي،
مانويل فالس، لدى زيارته للجزائر ووصل عددها 38 اتفاقية.
وتابع جيلالي: "الجزائريون يعلمون أن النظام هو الذي خان العهد وأهدى الجزائر للخارج".