نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن انضمام عناصر من المخابرات الهولندية إلى صفوف
تنظيم الدولة، وتطرقت للمخاوف التي أثارها ذلك حول مواصلة استهداف تنظيم الدولة للدول الأوروبية.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن ظاهرة
التطرف طالت العسكريين، وهو ما أكده المتحدث باسم وزارة الدفاع الهولندي، مارتين هيلبرندي، الذي ذكر أن "هناك عمليات استقطاب استهدفت عديد الجنود الهولنديين من قبل مجموعات متطرفة، بما في ذلك عناصر انضموا لتنظيم الدولة".
وأشارت الصحيفة إلى أن المعطيات الرسمية أثبتت توجه حوالي 20 جنديا هولنديا للمشاركة في الحرب في سوريا والعراق، حيث انضم بعضهم إلى صفوف تنظيم الدولة، بينما انضم جزء آخر منهم للقتال في صفوف المليشيات الكردية أو المسيحية.
وذكرت الصحيفة أن العديد من هؤلاء الجنود يمتلكون خبرة عسكرية كبيرة ومعرفة بخفايا أجهزة الاستخبارات، وبالتالي فإن انضمام أشخاص مدربين مثلهم لتنظيم الدولة، قد يعزز قدراته على استهداف
أوروبا.
ونقلت الصحيفة قول المتحدث باسم وزارة الدفاع الهولندية أنّ المعلومات التي يمتلكها الجنود الهولنديون "يمكن أن يستغلها تنظيم الدولة لمصلحته، من خلال تهديد أمن
هولندا".
وذكرت الصحيفة أنه وفقا لتقرير وزارة الدفاع الهولندية حول "التهديد المتزايد" الذي تشكله تقنيات التجسس الرقمية التي تمتلكها منظمات متطرفة، فإن هولندا "تسجل كل أسبوع تقريبا محاولة للتجسس الرقمي ضدّ مصالحها".
ورجّحت الصحيفة أنه من الممكن تمتلك المجموعات "الإرهابية"، بما في ذلك تنظيم الدولة، معلومات استخباراتية بالغة الأهمية، وتكتيكات وخبرات تشكل تهديدا حقيقيا على أمن أوروبا. ويرجع ذلك إلى نشاط هذه العناصر ضمن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية قبل التوجه نحو معاقل التنظيم.
ويقول بيبي فان جينكل، الخبير في مركز الأبحاث الهولندي "كلينغندايل"، إن هولندا محظوظة لأنها لم تتعرض لأي هجمات إرهابية إلى الآن، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أهمية المعلومات التي يمتلكها مسؤولون سابقون في المخابرات ضمن الجماعات الإرهابية.
وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء الهولندي مارك روت، كشف عن حالتين لجنود انضموا إلى هذه الجماعات؛ تتعلق الحالة الأولى بعضو ناشط في الاستخبارات العسكرية، انضم إلى صفوف تنظيم الدولة في سوريا، منذ أشهر.
أما الحالة الثانية فقد سُجلت في منتصف شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، لجندي قاتل ضمن صفوف المليشيات الكردية المعادية لتنظيم الدولة في سوريا، حيث سجل مغامراته عبر مواقع التواصل الاجتماعي عند عودته. وقد تلقى هذا الجندي تهديدات من طرف مؤيدين لتنظيم الدولة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "ليس من السهل تحديد الأسباب التي تدفع بجندي للقتال في صفوف جماعة مثل تنظيم الدولة"، وفقا لخبير مكافحة الإرهاب فان جينكل، "لكن من المؤكد أن عملية التطرف تتسارع أكثر فأكثر، فقد أصبح من السهل أن يقتنع عدد من الأفراد بتفجير أنفسهم في غضون شهرين".
وذكرت الصحيفة أن دراسة حالات عديدة من الشباب الذين انضموا لصفوف تنظيم الدولة سابقا، كشفت عن ارتباط مثل هذه القرارات بالظروف الاجتماعية، التي تدفع بالعديد من الأشخاص إلى الانضمام لمثل هذه الجماعات، ومن بينها عدم الاندماج في المجتمع وارتفاع نسبة البطالة. أما بالنسبة لعناصر
الجيش، فإن ذلك يتعلق بالتجارب السابقة التي ترتبط بمشاهد القتل والدمار في الحروب.
وأضافت الصحيفة، أن هولندا تتشارك الخطر ذاته مع ألمانيا، حيث أكدت مصادر رسمية أن حوالي 29 جنديا ألمانيا سافروا إلى سوريا والعراق خلال العامين الماضيين، كما أشارت السلطات الألمانية إلى أن 65 جنديا آخرين هم حاليا قيد التحقيق للاشتباه في مناصرتهم للإرهابيين.
ونقلت الصحيفة عن هانز بيتر بارتلز، المفوض البرلماني للجيش الألماني، قوله إن "الإسلام السياسي ليس المشكلة الرئيسية في الجيش الألماني، ولكنه يمثل خطرا حقيقيا يجب أن نأخذه على محمل الجدّ".
كما اعترف هذا المسؤول أن "الجيش الألماني، يمكن أن يكون مثل باقي القوى، ضمن مركز اهتمام المتطرفين الذين يرغبون في الحصول على التدريب والأسلحة".
وقالت الصحيفة إن إحدى الدراسات لأكاديمية لاهاي للقانون الدولي؛ ذكرت في مطلع نيسان/ أبريل، أنّ حوالي 4 آلاف أوروبي انضموا إلى صفوف تنظيم الدولة، عاد من بينهم 30 في المئة إلى أوروبا، وقتل منهم حوالي 14 في المئة في ساحة القتال.