ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن
تنظيم الدولة منح عشرات من المقاتلين الأوروبيين تأشيرات "خروج عودة" إلى بلادهم، ما يثير الكثير من القلق داخل الدول الأوروبية.
وكتبت مراسلة الصحيفة في بيروت جوزي إينسور تقريرا تقول فيه إن عشرات الجهاديين الأوروبيين حصلوا على تأشيرات عودة إلى بلادهم، بحسب ما كشفت سجلات مسربة.
ويشير التقرير إلى أن السجلات تكشف أن المقاتلين الأجانب، بينهم بريطانيون، يتنقلون من وإلى ما تدعى "الدولة الإسلامية" بسهولة، لافتا إلى أن هناك الكثير من الأسماء التي وردت في سجلات الخروج، أكثر من حالات الاعتقال، وهو ما يثير مخاوف الخدمات الاستخباراتية الغربية.
وشاهدت مراسلة الصحيفة مئات من "
بطاقات الخروج"، التي عبأها حراس لتنظيم الدولة، أو قادة وجهاديون طلبوا مغادرة مناطق التنظيم في الفترة ما بين 2013-2014، مشيرة إلى أن هذه البطاقات تكشف عن أسماء المقاتلين، ودورهم في التنظيم، بالإضافة إلى كافليهم وتاريخ الدخول والخروج، والمعبر الذي استخدموه للمغادرة.
وتكشف الصحيفة عن أن قياديا يوصي في موافقته على خروج جهادي فرنسي، قائلا إن "لديه مهمة لإنجازها"، فيما منح جهادي عراقي، لقبه أبو بكر العراقي، إذن خروج تحت ذريعة "القيام بعمل"، حيث ترك وراءه جواز سفره البريطاني.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أحدهم قوله إنه "سيذهب إلى ليبيا من أجل تعبيد الطريق لتنظيم الدولة"، فيما ذكرت بطاقة خروج آخر أن "أبا عمر الشيشاني وكله بمهمة في تركيا"، مشيرا إلى أن أبا عمر الشيشاني هو وزير الحرب في التنظيم، الذي قتل في غارة أمريكية داخل سوريا الشهر الماضي.
وتقول إينسور إن "البريطانيين هم الأعلى نسبة بين المقاتلين الأوروبيين الراغبين بالمغادرة، وقد ترك الكثيرون وراءهم وثائقهم الخاصة، مثل رخص القيادة، ما يشير إلى أنهم سافروا بوثائق مزورة، حيث ظهر في
الوثائق جهادي لم يذكر اسمه سابقا، وهو سعيد حميد (21 عاما) من مدينة برمنغهام في
بريطانيا، ووصف على أنه مقاتل متدرب، ويستخدم لقب أبي داوود البريطاني، ويقول عن نفسه إنه مدرس لغة إنجليزية، ولديه مهارات إعلامية جيدة، بالإضافة إلى خبرة في الحاسوب، وكتب على بطاقة الخروج أنه يرغب بالمغادرة (لظروف عائلية)، ولا يعرف إن كانت هناك صلة تربط حميد بالخلية التي اعتقلت الأسبوع الماضي في بيرمنغهام أم لا".
وتفيد الصحيفة بأن الوثائق المسربة تعد جزءا من عدد من الوثائق التي نشرها موقع للمعارضة السورية يدعى "زمان الوصل"، وحصل عليها من منشق عن التنظيم، وتكشف عن الطريقة السهلة التي استطاع فيها مقاتلو التنظيم الخروج من سوريا بسهولة.
وينوه التقرير إلى أن هناك الكثير ممن خرجوا عادوا بعد شهر أو عام، مستدركا بأن نسبة منهم لم تعد إلى مناطق التنظيم أبدا، حيث عاد المهاجمون في باريس وبروكسل كلهم للتدريب، وتظهر أسماؤهم في سجلات الخروج والدخول.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن نائب مدير مركز مواجهة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية "ويست بوينت"، بريان دودويل، الذي اطلع على الوثائق، قال: "تم التركيز في التغطية الصحافية على مصاعب الخروج من الدولة الإسلامية"، مضيفا أن المعلومات "لا تناقض هذا النوع من التجارب، لكنها تظهر أنها سمحت للكثير بالمغادرة؛ لأنهم ليسوا على وئام مع التنظيم".