شن رئيس اللقاء الديمقراطي
اللبناني وليد جنبلاط هجوما لاذعا على وزير الداخلية
نهاد المشنوق، مشيدا بالأمين العام لحزب الله،
حسن نصر الله، ومعتبرا النظام السياسي اللبناني "أقوى نظام سياسي بالعالم".
وقال جنبلاط في حوار مع الإعلامي مارسيل غانم في برنامج "كلام الناس" الذي يبث على فضائية "إل بي سي إي"، الخميس، إن "الترابط المصلحي بين الطوائف والطبقة السياسية جعل من لبنان أقوى نظام سياسي في العالم"، لكنه استدرك قائلا: "نحن دولة فاشلة، رغم أن الجميع لم يقر بذلك"، وتابع: "السؤال الذي يجب أن يطرح هو إن كنا قادرين على تجميل النظام السياسي الحالي".
وأشار إلى أنه ليس لديه اعتراض على المرشح الرئاسي العماد ميشال عون أو غيره "وإذا اتفقوا عليه لا مشكلة"، وأضاف موجها حديثه إلى رئيس الوزراء الأسبق، سعد الحريري: "أقول لسعد الحريري إن انتخاب الرئيس أهم من الأشخاص"، في حين قال لحسن نصر الله إنه "مسؤول عن بلد لا فقط عن منصات صواريخ"، لافتا إلى أنه "إذا كان علينا اتهام حزب الله بتعطيل (
الانتخابات الرئاسية)، فيجب علينا أن نتهم أنفسنا بالانتظار وموضوع السلاح يُستوعب سلميا".
وأكد جنبلاط أن حزب الله يتحمل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تبعات الفساد اللبناني، وهذا سيترك تداعيات عليه منها المالية "ويجب أن يتنبه الحزب إلى هذا الأمر، وعليه أن يقوم بصفقة من أجل الاستقرار المالي والاقتصادي في لبنان".
وأشار إلى أن "حسن نصر الله شريك في القرار المركزي الإيراني في سوريا والعراق واليمن، واليوم نوجه رسالة له بأننا نريد الوصول إلى تسوية معك بالثوابت التي تريحك، ولا أمانع من لقائه بناء على هذا الكلام"، رافضا "الكلام السعودي عن تخاذل الجيش أمام سلاح حزب الله".
اقرأ أيضا: جنبلاط: أحضر لنهاية مسيرتي.. ووضع سوريا يشبه فيتنام
وأكد جنبلاط رفضه المشاركة في أي جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية لا يشارك فيها حزب الله.
وحول خلافه مع وزير الداخلية نهاد المشنوق، قال رئيس اللقاء الديمقراطي: "أنا لا أفتعل أزمة مع نهاد المشنوق، ولكن أستغرب أن تغريدة جديدة تسبب له هذا الانفعال"، داعيا إلى "طلاق قضائي وشرعي بين المعلومات والشرطة القضائية، على أن يكون ملف الإرهاب من اختصاص المعلومات".
اقرأ أيضا: حرب كلامية بين جنبلاط والمشنوق.. ووهاب يدخل على الخط
وانتقد عمل القضاء اللبناني، وقال إنه في الماضي، بحسب تجربته الشخصية، كان هناك "محاسبة وقضاء وهيبة لقوى الأمن الداخلي، لكن اليوم كل شيء سقط، والجميع "يبل" يده بالقضاء الذي لم يعد يمتلك الحصانة التي كانت لديه".
وأكد أنه لا علاقة لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري "بالأزمة التي حصلت، وهناك إساءة تصرف في وزارة كبرى، وعندما تعود هذه الوزارة إلى أيام أحمد الحاج فليخبروني".
واعتبر المصاريف السرية في كل الجيوش العربية "وسيلة للرشوة من أجل شراء الأمر للمأمور بهدف إسكاته"، مشيرا إلى أن "فرع المعلومات منتج أكثر من الشرطة القضائية بسبب الإمكانات التي لديه".
كما شن هجوما على المدير العام لشركة "أوجيرو"، عبد المنعم يوسف، في ما بات يعرف بـ"ملف الإنترنت غير الشرعي" وقال إن "هناك مصالح سياسية وأمنية واقتصادية كبيرة جدا، جعلت من المدير العام لأوجيرو عبد المنعم يوسف في الواجهة، وهي تؤخر التحقيق".
وكشف أن "يوسف يعرف حقيقة تضارب المصالح بين الحيتان المالية، ولكن هل سيدلي بدلوه، لكن ربما يقتلونه"، معتبرا أنه "من الجيد وجود النائب حسن فضل الله على رأس لجنة الاتصالات النيابية، وإلا كانت قضية الإنترنت غير الشرعي قد دفنت".
وأعرب جنبلاط عن استغرابه من خروج اسم عماد لحود من القضية، وتابع: "وليخبرنا الوزير سمير مقبل بأن ليس لديه علاقة بهذا الموضوع".
ولم يسلم الجيش اللبناني كذلك من هجوم وليد جنبلاط، حيث قال الأخير في برنامج "كلام الناس": "نعم أنا أطلق النار على بعض الفاسدين في الجيش"، وأضاف: "لست مقتنعا بأن تلك الأجهزة دخلت من دون علم الجهات المعنية في الجيش".
كما هاجم الأمنيين بالقول إنهم "كلهم في الزبالة مثلهم مثل السياسيين".
ورأى أن "نفايات الناعمة فجرت النفايات السياسية، وثمة نفايات أمنية والكل داخل في النفايات. وهناك نغمة بأن السياسيين عاطلون وأن الأمنيين هم الحل، لكن فليسمحوا لي كلهم في (الزبالة)".
وقال جنبلاط: "أنا مع محاسبة الجميع ولكن "بدك مين يحاسب"، ولا يهم من يصل إلى رئاسة الحكومة أو السرايا الحكومية وأنا على باب الانسحاب".
وأشار إلى أن "الحرب على اليمن بلا أفق ولا أحد دخل إليها على مر التاريخ ويجب الوصول إلى تسوية".
وحول قضية الانتخابات البلدية، قال رئيس اللقاء الديمقراطي، إن "الانتخابات البلدية ليست تنافسية أو بديلا من الانتخابات النيابية، لكن المعضلة هنا تكمن في غياب الرئيس".
ودعا لأن تبتعد انتخابات بلدية بيروت عن الأحزاب وتركها للعائلات البيروتية "الذين تقليديا لا يحبون الأحزاب".
كما دعا جنبلاط لأن يكون هناك حوار عربي مع إيران، وألا يكون هناك كلام قاس من لبنان ضد الدول الخليجية "لأننا لا نتحمل"، وشدد على أنه "من خلال حوار هادئ مع السعودية، من الممكن إعادة الهبة السعودية إلى الجيش اللبناني ومن مصلحة السعودية دعم الجيش اللبناني".
وعلى صعيد آخر، قال جنبلاط إنه من المستحيل تقسيم لبنان، داعيا إلى الحفاظ على ما أسماه "لبنان الكبير"، مشيرا إلى "أننا حاولنا على مدى سنوات القيام بأي خطوات، لكن الوضع في سوريا مختلف ونحن أصغر من أن تشملنا اتفاقية سايكس بيكو جديدة، وعلى الجيش اللبناني حماية الحدود اللبنانية من أي تهديد إرهابي".