أكد قادة
الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة، أنهم يمتلكون القدرات "الأكثر تطورا" في العالم لمواجهة
أنفاق المقاومة الفلسطينية، إلا أن الأنفاق ما زالت تمثل "تحديا جديا" لهم، بحسب اعتراف قائد هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غادي أيزنكوت.
وقال أيزنكوت خلال مقابلة له مع "إذاعة الجيش الإسرائيلي" الجمعة: "نحن مصممون على إيجاد وتدمير جميع الأنفاق الهجومية التي تخترق الحدود مع غزة باتجاه إسرائيل"، بحسب ما نقله موقع "I24NEWS" الإسرائيلي.
وأضاف أن "لدينا أكثر القدرات تطورا في العالم لمواجهة هذا التهديد"، مؤكدا أنه "في الأسابيع الأخيرة؛ حققنا إنجازات مهمة، ولكن الأمر ما زال يشكل تحديا جديا لنا".
وتعليقا على أجواء التوتر التي تسود بين الإسرائيليين المقيمين بالقرب من الحدود الشرقية لقطاع غزة؛ شدد أيزنكوت على أهمية ثقة الإسرائيليين في قدرات جيش الاحتلال، وقال: "أدرك جيدا أن ثقة الجمهور بالجيش؛ هي العامل الرئيس الذي يمنح الجيش القدرة على تحقيق أهدافه التي قام من أجلها، وهي الدفاع عن الدولة، وضمان وجودها، والانتصار في الحروب".
وأعلن الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، عن اكتشافه نفقا هجوميا للمقاومة الفلسطينية بعمق 40 مترا، بمساعدة تقنية جديدة أطلق عليها الاحتلال "القبة الحديدية الخاصة بالأنفاق"، وذلك في منطقة معبر "كرم أبو سالم" (كيبوتس حولوت)، الذي يقع بالقرب من حدود قطاع غزة جنوبا، ويمتد داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
وعلقت كتائب الشهيد عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" على إعلان الاحتلال؛ بتأكيدها أن النفق ما هو إلا "نقطة في بحر ما أعدته المقاومة".
سلاح الأنفاق
وقال الخبير العسكري اللواء واصف عريقات، إن المقاومة الفلسطينية "تستخدم ما لديها من إمكانات متواضعة بعقلية ثورية، وتجعل منها قوة دفاعية إيجابية، كما هو حاصل مع الأنفاق"، مشيرا إلى أن "سلاح الأنفاق يستخدم للتعويض عن نقص الإمكانات الهجومية والدفاعية، كأي جيش في العالم".
وأكد لـ"
عربي21" أن "إسرائيل تخشى هذه الأنفاق؛ لأنها غير قادرة على مواجهتها، أو اكتشافها، أو صد من يستخدمها في السلم والحرب"، لافتا إلى أن "إسرائيل دائما ما تعد نفسها للعدوان على الشعب الفلسطيني ومقاومته، وبالتالي من الطبيعي أن يستعد الفلسطينيون للدفاع عن أنفسهم بما يمتلكون من إمكانات متواضعة، مقابل القدرات التدميرية الهائلة التي تملكها قوات الاحتلال".
وأرجع عريقات تضخيم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لقدرات قواته في الكشف عن الأنفاق، لـ"ضعف حكومته التي تعاني من أزمات كثيرة، وخاصة بين المستوى العسكري والسياسي، وبين السياسيين أنفسهم، الذين يعانون من انقسامات مختلفة، ويتهمون نتنياهو بعدم القدرة على حماية جبهتم الداخلية ووقف الانتفاضة الفلسطينية".
وأضاف: "كل هذه العوامل تدفع بعض قادة الاحتلال لاستخدام لغة التهديد والتهويل، وتحفيز الجبهة الداخلية الإسرائيلية، واستعدائها للشعب الفلسطيني، حتى إذا ما قام الاحتلال بشن عدوان على الفلسطينيين؛ تكون جبهته الداخلية مهيئة لذلك".
الاستثمار الأمثل
وأكد الخبير العسكري أن هناك "خشية إسرائيلية من وجود إمكانية فلسطينية للتحول من الدفاع السلبي أو الإيجابي إلى الهجوم، حتى وإن كان ذلك محدودا؛ مثل تنفيذ عمليات خلف خطوط العدو، وهو ما أشارت إليه الدراسات والصحف الإسرائيلية الجمعة".
وحول الشروط الواجب توفرها لتحقق المقاومة الفلسطينية الاستثمار الأمثل لسلاح الأنفاق؛ شدد عريقات على أهمية أن تكون الأنفاق "بعيدة عن أعين العدو"، مشددا على أهمية "عامل المفاجأة والضربة الاستباقية؛ لأنها تحرز مزيدا من النجاحات لأي عمل عسكري".
وأضاف أن "أي ضربة استباقية في الحالة الفلسطينية؛ ستكون محدودة، وربما تستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية، وذلك لمحدودية إمكانات المقاومة الفلسطينية".