تخشى شخصيات يمنية من عودة ظاهرة "
التصفيات المناطقية" التي جرت خلال فترات سابقة في إطار محافظات جنوب
اليمن، بعدما تنامت لغة هذه الظاهرة في الأوساط
الجنوبية، كان آخرها قيام قوات
الأمن في مدينة
عدن التي يقودها شلال علي شائع المنتمي لمحافظة الضالع، باقتحام منزل وكيل جهاز الأمن القومي، لواء ركن، محمد جميح باهميل الذي ينتمي لمحافظة شبوة، الثلاثاء.
وقال الناطق الرسمي باسم
الحراك الوطني الجنوبي، سالم العولقي، إن اقتحام منزل اللواء باهميل، وكيل جهاز الأمن القومي من قبل قوة تابعة لشرطة محافظة عدن بطريقة تعسفية ولا أخلاقية، يثير الفتنة المناطقية، كون العملية الأمنية غير قانونية ضد مسؤول في جهاز المخابرات (الأمن القومي)، فضلا عن عدم مراعاتها لحرمة المنزل المليء بالنساء والأطفال.
وأكد سالم العولقي في تصريح خاص لـ"
عربي21" أن "المنزل تعرض لأعمال نهب وعبث مفرط دون الاكتراث لتداعيات هذا الإجراء".
وأضاف أن "عملية الاقتحام من قبل شرطة عدن، لمنزل باهميل، لا تستند لأي مسوغ قانوني، بل جرى اعتقال أبناء اللواء وإيداعهم في سجن المنصورة دون توجيه أي تهمة لهم".
وحذر الناطق باسم الحراك الوطني "من خطورة هذه الإجراءات التي تؤسس لإثارة الفتنة المناطقية بين أبناء المحافظات الجنوبية، خصوصا بين الضالع التي ينتمي إليها مدير أمن عدن، وبين شائع وشبوة مسقط رأس اللواء باهميل".
وأوضح العولقي أن سياسة أمنية من هذا النوع، تعتبر "مدخلا للتصفيات المناطقية في إطار الجنوب".
وبدأ سياسيون جنوبيون بتشكيل كيان سياسي جديد اسمه "الحراك الوطني الجنوبي"، وفق رؤية مغايرة لقيادات الحراك المطالبة بالانفصال عن الشمال.
ووصف الحراك الوطني الجنوبي القياديان البارزان، عيدروس الزبيدي، محافظ عدن، وشلال علي شائع، مدير أمن المحافظة بـ"أتباع إيران".
الجدير ذكره أن محافظات جنوب اليمن، شهدت أحداثا دامية قبل اتحادها مع الشمال، أشعلتها "تصفيات مناطقية"، عقب انقسام تلك المحافظات إلى قسمين الأول تابع للزمرة ويضم "أبين وشبوة"، والآخر تابع للطغمة ويضم "لحج والضالع".
ومصطلحا "الزمرة والطغمة" وصف سياسي، دأب الجنوب الاشتراكي على فرزها بناء على الانتماء المناطقي لأبنائها، التي انتهت بحرب طاحنة في 1986 خلفت 15 ألف قتيل.