ذكرت صحيفة "التايمز" أن طريقة تربية
تنظيم الدولة للأطفال، أو من يطلق عليهم "
أشبال الخلافة"، تقوم على غسيل أدمغتهم، ودفعهم إلى التجسس على عائلاتهم، بل ممارسة القتل ضدها.
ويقول توم كوغلان في تقرير له في الصحيفة إن ناشطين من داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم، نقلوا صورة عن عمليات التدريب، حيث نقل عن ناشط اسمه محمد، قوله: "يقوم (داعش) بتربية جهاديين جديين، حيث ينشأ الأطفال ويتعلمون ما يتم تلقينه لهم"، ويضيف محمد أن "خطر (داعش) ليس اليوم، لكنه يظهر في المستقبل".
ويشير التقرير إلى أن آخرين عبروا عن المخاوف ذاتها، حيث تقول الناشطة بادية أبو جنة: "يشعر الآباء بالعجز من تورط أبنائهم، وبشكل عميق، في أيديولوجية تنظيم الدولة وفكره"، ويقول الناشط محمد وهو من دير الزور: "يصبح الأطفال عنيفين وأكثر قسوة من عناصر التنظيم أنفسهم، فالأطفال هم صفحات بيضاء تكتب فيها وتنسخ ما تشاء".
وتذكر الصحيفة أن الناشطين زعموا أن هناك ما يزيد على ألفي طفل، يتدربون في المعسكرات في الميادين، التي تبعد 15 ميلا عن دير الزور، ويزعم الناشطون أن تنظيم الدولة درب أطفالا من الطائفة الأزيدية، حيث تقول والدة طفل اسمه مراد: "لقد تغير عقل ابني"، فقد استطاعت المرأة الهرب مع ابنها من مناطق التنظيم إلى مناطق كردستان.
ويلفت الكاتب إلى أن والدة مراد تعرضت للاغتصاب من مقاتلي التنظيم؛ لأنها أزيدية، أما والده فقد قتل، مستدركا بأنه عندما استطاعت تأمين طريق للهروب رفض مراد الهرب معها، حيث تقول إن معظم الأطفال يقولون لعائلاتهم: "اذهبوا ونريد البقاء"، وظل مراد يرفض الهروب مع أمه حتى اللحظة الأخيرة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن الذين يعيشون في مناطق التنظيم قولهم إن الجهاديين كرسوا جهودهم ومصادرهم لتدريب وتثقيف الأطفال من عمر السادسة، حيث تزعم والدة مراد، التي تعيش في مخيم للاجئين، أن ابنها لم يستطع التكيف مع حياته الجديدة، ويظهر أنه يعاني من مشكلات، ويقاتل دائما من حوله.
وتورد الصحيفة عن والدة مراد قولها: "كانوا يعلمون الأطفال كيفية القتال والذهاب إلى المعارك ضد الكفار"، وتضيف أنها وعددا من النساء الأزيديات شاهدن فيديو يشارك فيه الأطفال بقتل سجناء من
النظام السوري، حيث تم إعطاء كل طفل مسدسا، وطلب منه ملاحقة سجين وقتله، وظهر أربعة وهم يطلقون النار من مسدساتهم على سجناء مقيدين، فيما حمل خامس سكينا، وتقول والدة مراد: "يقوم التنظيم بامتحان تأثير الدروس عليهم".
وينوه كوغلان إلى أن تقريرا بريطانيا تحدث عن طريقة تربية الأطفال وتعليمهم في مناطق تنظيم الدولة، وكيف لم يستطع الأطفال العيش بشكل طبيعي في مجتمعاتهم، بل ذكرت مصادر كيف تم تدريب الأطفال كي يتجسسوا على آبائهم.
ويفيد التقرير بأن شخصا يدعى علاو يقول إن أحد أقاربه، اسمه أحمد وعمره 7 سنوات، تم التغرير به وأصبح متطرفا، وصار يردد هتاف "باقية وتتمدد" كلما مر بعناصر التنظيم في الشوارع، حيث طلب منه عناصر التنظيم، الذين اشتروا له حلويات، الذهاب إلى المسجد وإخبارهم إن كان والده يعارض هذا الأمر، ووعدوه بالسلاح.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول علاو إن أحمد "الآن يتهم والديه وأقاربه بالكفر، فهو العنصر المثالي الذي لا يتردد بوصف عائلته بالكفر".