هاجم الرئيس
اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، السبت، بشكل غير مسبوق، السعودية التي تقود تحالفا عسكريا ضد
جماعة الحوثيين وقواته المتحالفة معها، متهما إياها بدعم الإرهاب والتورط في اغتيال الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي في سبعينيات القرن الماضي.
ونفى صالح في لقاء تلفزيوني مع قناة "روسيا اليوم" أي تواجد إيراني باليمن، وقال: "أتحدى أن يثبتوا أن إيران موجودة في اليمن أو أن تكون قد مولت أو زودتنا بالأسلحة أو مدتنا بالأفراد"، مؤكدا أن هذا الأمر كله زيف وهو عبارة عن مبررات للعدوان على بلاده. وتمنى أن "يتلقى دعما من إيران".
وقال علي صالح إن العربية السعودية هي تنظيم الدولة و"القاعدة"، موضحا أن من يدير القاعدة هم تجار النفط في اليمن تحت مرأى النظام السعودي المعروف بشرائه للضمائر وافتقاره لأي إيديولوجيا.
واتهم المخلوع صالح للمرة الأولى، النظام السعودي باغتيال الرئيس اليمني الراحل، إبراهيم الحمدي، مؤكدا أن لديه وثائق ورسائل تثبت تورط السعوديين بهذه الحادثة، وبإشراف من الملحق العسكري في سفارة الرياض بصنعاء، صالح الهديان.
وأشار إلى أن اغتيال الرئيس الحمدي ـ في تشرين الأول/ أكتوبر من 1977ـ كان تحت إشراف سعودي وبتنفيذ أطراف يمنية، والذي جاء على خلفية رفضه لطلب سعودي بوقف استيراد الأسلحة السوفيتية والتسلح بصناعة أوروبية وأمريكية، نظرا لأن اليمن بحاجة إلى سلطة وليس إلى جيش في حينها.
وجاء تصريح صالح عن الحمدي في سياق تبادل الاتهامات مع الرياض التي سبق وهددته بكشف وقائع اغتيال الرئيس اليمني الحمدي الذي حكم اليمن لمدة عامين مابين (1974ـ 1977)، إذا استمر في دعم ميليشيات الحوثي الحليفة لطهران، وفقا لمصادر"
عربي21".
ووصف صالح الرئيس عبدربه منصور هادي، بالمجرم الذي يجب عليه تسليم نفسه إلى محكمة الجنائيات الدولية بسبب "عاصفة الحزم" التي قادتها دول التحالف العربي، مبينا أن هادي ليس له أي شرعية.
وأوضح أنه لا مشكلة لديه في عودة خالد بحاح وحكومته إلى صنعاء، وسيجري التعامل معه كرئيس ممنوح الشرعية من البرلمان، كما رحب بتشكيل حكومة جديدة، مشيرا إلى أنه مستعد للتفاهم مع "أنصار الله" الحوثي.
ورفض علي صالح، الاعتراف بنظام الأقاليم التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني مطلع 2014 والذي قسم البلاد إلى ستة أقاليم، مفسرا ذلك بأنهم "شعب يمني موحد، جرى الاستفتاء على الدستور والوحدة التي لا نقاش فيها".
ولفت رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، إلى أنه سيترك السياسية ولن يقبل أن يكون حاكما للبلد بعدما جرى تدميره، متمنيا أن يستعيد اليمن عافيته وأمنه واستقراره.
كما انتقد الدعوات المطالبة بخروجه من اليمن، في الوقت الذي يخضع فيه لعقوبات دولية تحظر عليه السفر خارج البلد.
وردا على انتهاء حصانته الممنوحة في 2011 بالحرب، أجاب: "حصانتي هو الشعب وحزب المؤتمر الشعبي العام، أما المبادرة الخليجية انتهت وكذلك قرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن الدولي".
وذكر أن جماعة الحوثيين هي صاحبة القرار السياسي، مؤكدا تحالفه معها ضد ما أسماه بـ"العدوان" الذي يتحمل مسؤولية قتل أكثر من 8 آلاف من المدنيين و27 ألف جريح.
وفي اللقاء التلفزيوني مع "RT" تطرق رئيس اليمن المخلوع إلى قيمة الهبات التي تلقاها من دول الخليج العربية، أثناء فترة حكمه قائلا: "حصلنا على 500 مليون دولار، كانت أثناء الانتخابات، وهذا المبلغ صودر من قبل البنك المركزي"، غير أنه طالب بتوجيه السؤال إلى السعودية والخليج عن حجم هباتهم لليمن.
وتحدث متهكما عن الأحاديث التي تقول إن لديه 60 مليار دولار في تركيا وقطر، مطالبا بتسليمها للحكومة التي لم يسمها.
وتابع إن حميد الأحمر، وهو رجل أعمال يمني، أودع 60 مليار دولار في تركيا وهو من يديرها، واصفا الحديث عن هذا الملف بـ"الهرطقة الإعلامية الوقحة".
وجدد دعوته إلى إجراء حوار مباشر مع السعودية، حتى يحل السلام في البلاد، لافتا إلى تأييده لزيارات الحوثيين للمملكة.
وأفاد صالح بأن الوفد الذي يمثل الحوثيين وحزب المؤتمر في مشاورات الكويت لديه الصلاحية الكاملة بخصوص مجريات المفاوضات مع الطرف الآخر الذي وصفه بـ"وفد السعودية" وليس بوفد يمني، في إشارة منه إلى وفد الحكومة الشرعية.
ووصف المملكة السعودية بأنها "عدوتهم الكبرى" التي كانت تخطط لشن
الحرب على اليمن مع حلفائها قبل 16 عاما، وتحديدا في 2001 أثناء الاحتفال بالعيد العاشر لتحقيق الوحدة بين الشمال والجنوب.
وفي لهجة تحد، أشار المخلوع صالح إلى أنهم على استعداد لاستخدام خناجرهم الشهيرة لحرب السعودية في حال انتهت أسلحتهم .. فـ"اليمن مقبرة الغزاة".