قال المستشار النفسي لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، ورئيس الجمعية
المصرية للطب النفسي، الدكتور
أحمد عكاشة، إن الرئيس محمد مرسي كان لديه ورمان في الفص الأمامي للمخ، بحسب الملف الطبي الخاص به بجامعة الزقازيق، الذي سرق منها، وإنه عولج منهما على نفقة الجامعة.
وزعم أن "مرسي" كان يقول كلاما غير متزن، و"طالع على منطق العقلانية"، بحسب تعبيره.
لكن "عكاشة" وقع في تناقض عندما أشار إلى أنه كان من ضمن من قاموا بفحص وظائف الفص الأمامي للمخ للأربعة عشر (مرشحا) "اللي تقدموا (للرئاسة).. كنا بنحط ليهم هذا الكلام، ونشوف اللي حصل".
وعندما سأله المذيع: "لكن الأمور عدت على خير؟".. ردَّ عكاشة: "فيه ناس ما قدروش، وناس قدروا.. مثلا "السيسي" كان منهم".
واستدرك بالقول إن هذا الفص هو الذي يجعلك تفترق عن الحيوان، وهو الذي يؤثر فيك حال عدم وجود القانون، مضيفا: "الجماعات دي (يقصد "الإخوان" والمتحالفين معها) لما جاءت ضربوا الشرطة والعدل والقضاء، وكل واحد كان يشتغل لوحده بس بيشتغل للجماعة، وما يهمهوش الوطن".
ويذكر أن السيسي ترشح ضد حمدين صباحي، في تنافس شبه مغلق عليهما في
الانتخابات الرئاسية عام 2014، ولم يكن ضمن من ترشح في الانتخابات الرئاسية الأولى عام 2012، التي ترشح لها مرسي ضمن 13 مرشحا (وليس 14)، وتقدم على الاثني عشر مرشحا المنافسين له في جولتيها الأولى والثانية.
وقال مراقبون إنه لو صح ما زعمه "عكاشة" من أنه فحص فص المخ الأمامي لكل منهم، ومن بينهم مرسي بالطبع، فإنه يكون قد سمح بتمرير أوراقه الصحية وهو غير صالح للرئاسة مما يستدعي محاكمته جنائيا، أو أن "مرسي" كان سليما بالفعل مما سمح باستمراره في المعركة الرئاسية، وبالتالي يكون قد أقر به عكاشة.
جاء ذلك في حوار أجراه في برنامج "90 دقيقة"، عبر فضائية "المحور"، مساء الجمعة، مع الإعلامي الموالي للسيسي، معتز عبد الفتاح، أوضح فيه أن الفص الأمامي للمخ هو المسؤول عن كل النواحي المعرفية، وحل المشكلات، والمرونة في التفكير، ومعالجة المعلومات من خلال اختبارات نفسية عدة بأجهزة الكمبيوتر.
الشعب المصري "مجنون"
وفي الحوار، أهان عكاشة المصريين عندما طالب الحكومة برفع مستوى تعليمهم وثقافتهم قبل إعطائهم حق ممارسة الديمقراطية، مؤكدا أن "إعطاء الحرية والديمقراطية لجاهل مثل إعطاء السلاح لمجنون"، وذلك في إشارة إلى المطالب المتصاعدة بمنح المصريين مزيدا من الديمقراطية.
وأضاف عكاشة أن الشعب المصري لم تتكون لديه ديمقراطية حتى الآن، حتى إن الانتخابات ما زالت تجري بمنطق القبيلة، مطالبا بالعمل على رفع مستوى التعليم لدى المواطنين من أجل التنوير، وإتاحة أكثر من بديل لعقل المتلقي، مؤكدا أن الانتخابات مازالت تُجرى بمنطق القبلية حتى الآن.
دفاعا عن السيسي
وعن رأيه في تصريحات السيسي التي قال فيها للمواطنين "ما تسمعوش غير كلامي أنا بس"، قال: "هذا يرجع إلى خلفيته العسكرية، فالرئيس ظل يخدم في القوات المسلحة على مدار 40 عاما، والمؤسسة العسكرية تعتمد على احترام الكبير والقيادات".
وتابع: "مفيش طبطبة، ولا حنية في الجيش، عشان كده فيه إنجازات، لأن هناك وسائل عدة للثواب والعقاب".
وذكر عكاشة أن حرية التعبير وإبداء الرأي تحقق 30% من الصحة النفسية، مدعيا أن الحكومة الحالية أعطت قدرا كبيرا من حرية الصحافة والتعبير وإبداء الرأي، ولكن لا تستطيع تسويق ما تقوم به من إنجازات.
وبين أن مشاهد العنف التي تعرض على وسائل الإعلام تصيب المواطنين بالبلادة النفسية..
وادعى أن أحد سلبيات ثورة يناير هو عدم احترام الغير، واستطرد: "الناس اللي شافت أحداث ليبيا، ووفاة المصريين.. إحساس المصريين بالمصريين اللي ماتوا في ليبيا مش زي إحساسهم من سنة، إحنا حصلنا بلادة من الدم".
تسييس الصحة النفسية
وأحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، وعضو المجلس الاستشاري للسيسي، الذي يضم 16 من العلماء، ويفخر دائما بأنه للمرة الأولى في تاريخ العالم، أن يكون للرئيس (السيسي) مستشار للصحة النفسية، في إشارة إلى نفسه، إذ عين ضمن المجلس الرئاسي الاستشاري للعلماء عام 2014، واختص بملف الصحة النفسية والتوافق المجتمعي.
وولد عكاشة في القاهرة عام 1935، في أسرة سياسية عسكرية، إذ كان والده محمود باشا عكاشة مديرا عاما لسلاح حرس الحدود، وحاكما للصحراء الغربية، وأخوه ثروت عكاشة، وهو أحد الضباط الذين أسهموا في حركة 23 تموز/ يوليو 1952، والذي شغل منصب وزير ثقافة، ونائب رئيس الوزراء.
تصريحات مثيرة للجدل
ويعرف عن عكاشة تصريحاته المثيرة للجدل مثل قوله إن ثورة 25 يناير أبرزت أسباب انحطاط نفسية المصريين.
وقوله إن الشعب المصري "مدلع"، وكل رغباته مجابة، مضيفا: "مش عايزين يشتغلوا وطول الوقت في اعتصامات.. يعمل إيه الرئيس السيسي؟".
وكذلك قال إن الدولة في مرحلة "الحبو الديمقراطي"، وإن ثقة المصريين في السيسي 75%، وإن الكبت الجنسي وراء عزوف الشباب عن الانتخابات، وإنه لا يوجد بديل للسيسي بحجة أنه من مؤسسة عسكرية تتمتع بالإتقان والانضباط وإنهاء المهام في وقتها، وهو ما لا يتوافر في أي شخص مدني.
ومن تصريحاته المثيرة للجدل أيضا تصريحه بأن البلد في حرب، وأن المصريين يجلسون في التكييف، وأن أخلاقهم تغيرت، مخضعا حكمه على أخلاق المصريين إيجابا أو سلبا وفق مواقفهم من الحكومة والدولة، بحسب مراقبين.
وحول جزيرتي
تيران وصنافير قال إنه شعر بالغضب والضيق عندما سمع خبر نقل ملكية الجزيرتين للسعودية، مستطردا: "استمر هذا الشعور الحزين حتى بحثت وقرأت وتأكدت من أن الجزيرتين ملك للسعودية".