تشهد منطقة
السيدة زينب، الواقعة على أطراف القسم الجنوب الشرقي من العاصمة
دمشق، منذ أيام سبقت تفجير سيارة مفخخة بإحدى النقاط العسكرية للنظام السوري الاثنين الماضي، توافد عائلات ومقاتلين شيعة قادمين من دول عربية وإقليمية عدة؛ لإحياء ذكرى وفاة السيدة زينب، وحماية المرقد من "الفكر التكفيري"، على حد وصف المصادر الإعلامية المشرفة على متابعة قدوم الوفود الشيعية.
من جهتها، أشارت قناة العالم
الإيرانية؛ إلى ازدياد كبير في نسبة العائلات الشيعية القادمة من الدول الخليجية، وخاصة الكويت والبحرين، وعزت ذلك إلى "درجة الأمان" التي توسعت في محيط المرقد الشيعي، على حد وصفها.
ونقلت القناة عن جواد أسعد، رئيس الحملة البحرينية التي وصلت إلى السيدة زينب: "يجب أن نقول عبر الإعلام لكافة العالم بأن هذه المنطقة أصبحت مفتوحة أمام جميع الزوار
الشيعة، والذين تضاعفت أعدادهم خلال العام"، وقال إن رسالته هذه تأتي بعد "عودة الأمن والأمان" إلى المنطقة ومحيطها.
وتعتبر هذه هي الزيارة هي الثانية من نوعها لشيعة البحرين إلى منطقة السيدة زينب في
سوريا، إذ كانت أولى الرحلات قد جاءت في العام الماضي، ولكن بأعداد قليلة مقارنة بالعام الحالي.
من جانبه، تحدث رئيس الحملة الكويتية، محمود شيرازي، عن ارتفاع أعداد الشيعة القادمين من دولة الكويت هذا العام، بعد حالة الخوف التي سادت أجواء منطقة السيدة زينب، وعزا ذلك، هو الآخر، إلى ما قال إنه "تحسن الأحوال الأمنية".
وأوردت حسابات لمقاتلين شيعة على مواقع التواصل الاجتماعي أن الوضع في منطقة السيدة زينب عاد لطبيعته بعد التفجير الذي تبناه تنظيم الدولة، وأن الاستعداد للاحتفال الكبير يسير على قدم وساق، لكن الصعوبة الوحيدة تكمن فقط في تضاعف أسعار المواد الغذائية والسلع إلى ستة أضعاف عن العام السابق، بحسب قولهم.
وأضافت المصادر الشيعية أن إجراءات الأمن لهذا العام مختلفة كليا عن العام الفائت، حيث سيتولى الحرس الثوري الإيراني حماية الاحتفال المزمع عقده مطلع الشهر القادم، بالإضافة إلى تواجد حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس العراقي.
ونوهت المصادر ذاتها إلى أن النظام السوري "أعد ملحقا أمنيا لحماية أطراف كامل منطقة السيدة زينب ومكان إقامة الزوار الشيعة"، وأنه سيتم إبلاغ السفارة الإيرانية في دمشق بتفاصيل ملحق حماية الزوار الشيعة، ليصار إلى تسليم الملحق الأمني إلى "الأجهزة المعنية"، وفي حال عدم موافقة الجانب الإيراني على الخطة الأمنية سيتم إرجاعها لتفادي "الثغرات".
وكان الانفجار الذي هز مدخل منطقة السيدة زينب، وتبناه تنظيم الدولة، قد استهدف حاجزاً مشتركا لمخابرات النظام السوري وحزب الله اللبناني. وأدى الانفجار إلى مقتل 18 شخصا وإصابة 40 آخرين.