ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء أن
الإيرانيين لن يتمكنوا من أداء مناسك الحج هذا العام لعدم اتفاق الرياض وطهران على التفاصيل التنظيمية بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في كانون الثاني/ يناير.
وقالت الوكالة الإيرانية الرسمية، الخميس، إن وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، علي جنتي، حمّل الرياض مسؤولية فشل المحادثات.
ووقع خلال
موسم الحج الماضي حادث تدافع أسفر عن مقتل أكثر من ألفي شخص 464 منهم إيرانيون.
وقال جنتي الذي تشرف وزارته على ترتيبات حج الإيرانيين "لم نتوصل إلى ترتيبات والآن تأخر الوقت"، مضيفا أن "تخريب (هذا الأمر) جاء من الجانب السعودي".
من جانبه، قال بيان لوزارة الحج والعمرة
السعودية نشره موقع "سبق" الإخباري المرتبط بالحكومة إن "وفد شؤون الحج الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام... وأبدى إصرارا شديدا على تلبية مطالبهم المتمثلة في عدد من الأمور وهي: أن تمنح
التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي مما يعد مخالفة للمعمول به دوليا".
وقال وزير الحج والعمرة، محمد بنتن، لقناة الإخبارية السعودية "إيران هي الدولة الوحيدة التي رفضت توقيع اتفاقية الحج.. وأصرت على عدد من الطلبات المخالفة للأنظمة".
ودفع التوتر بين الخصمين الإقليميين الرياض إلى قطع علاقتها الدبلوماسية بطهران في كانون الثاني/ يناير بعد تعرض بعثاتها الدبلوماسية هناك إلى هجوم من جانب إيرانيين كانوا يحتجون على إعدام السعودية لرجل دين شيعي بارز.
ونأى الرئيس الإيراني حسن روحاني بنفسه عن الهجوم على السفارة السعودية، وألمح إلى أن عناصر أجنبية نظمته.
وقال مسؤولون إيرانيون إن المسؤولين الإيرانيين والسعوديين أجروا محادثات لحل القضية، لكنهم فشلوا حتى الآن في إحراز أي تقدم.
وقال جنتي إن السعوديين "لم يقبلوا اقتراحاتنا بشأن الأمن والنقل وإصدار التأشيرات للحجاج الإيرانيين".
ورفضت الرياض طلب إيران بأن تصدر التأشيرات لحجاجها عبر السفارة السويسرية في طهران التي تتولى رعاية المصالح السعودية هناك.
وقال جنتي "يقول المسؤولون السعوديون إنه يتعين على الحجاج الإيرانيين الحصول على التأشيرات السعودية من دولة ثالثة طالما أن بعثات الرياض الدبلوماسية مغلقة في طهران".
وقال مسؤول في وزارة الثقافة إن إيران "قلقة للغاية على أمن الإيرانيين خلال المناسك المقدسة".
وعبرت طهران عن غضبها الشديد مما حدث في موسم الحج العام الماضي. ويؤدي مناسك الحج سنويا نحو مليوني شخص من جميع أنحاء العالم، وألمح سياسيون في طهران إلى أن الرياض عاجزة عن إدارة هذه المناسك.