اشتكى عدد من الفلسطينيين في قطاع
غزة من تكرار رفض السلطات الأردنية السماح لهم بالمرور المؤقت في أراضيها للسفر إلى الخارج لغايات العلاج أو الدراسة في دول أخرى.
وتعد المعابر الأردنية المتنفس الوحيد لسكان القطاع بعد إحكام مصر إغلاق
معبر رفح ورفض فتحه سوى يوم أو يومين كل عدة أشهر، ويلجأ الفلسطينيون بعد حصولهم على
التصاريح الأمنية اللازمة من الأردن إلى المرور بمعبر بيت حانون (إيرز) في إسرائيل ثم منها إلى جسر الملك حسين للعبور إلى مطار عمان الدولي.
ومن بين الذين رفضت السلطات الأردنية منحهم تصاريح
السفر، الشاب الفلسطيني "إبراهيم. س" الذي قال لـ"
عربي21" إنه تقدم مرارا بطلب الحصول على تصريح للسفر إلى بريطانيا لإكمال دراسته، لكن الجهات المعنية بإصدار هذا التصريح كانت ترفض دائما دون إبداء الأسباب.
وقال إنه فقد منحته الدراسية في بريطانيا بعد بدء العام الدراسي بسبب رفض الأردن منحه تصريح المرور، ما يلزمه البدء في إجراءات التقدم لمنحة أخرى ومراسلة السفارة البريطانية في عمان من أجل الحصول على تأشيرة جديدة، وهو الأمر الذي وصفه بـ"الصعب".
والرفض ذاته واجهه محمد صيام المقيم في تركيا بعد تقديم والدته طلبا للحصول على تصريح للسفر إلى تركيا للعلاج من مرض السرطان بشكل عاجل بسبب استمرار السلطات المصرية بإغلاق معبر رفح.
وقال صيام لـ"
عربي21" إنه حاول مرارا الحصول على التصريح من الأردن لكنه فشل، لافتا إلى أن المرة الوحيدة التي نجح فيها بالحصول على تصريح حددت السلطات الأردنية وجهة هذا التصريح بمعبر رفح الذي لا تعرف مواعيد افتتاحه وليس معبر إيرز الإسرائيلي الذي كان يسعى لأن تكون موافقة السفر عبره.
وقال إن صلاحية التصريح محددة بثلاثة شهور، وبعد تجاوز هذه المدة يستلزم التقدم بتصريح جديد، و"هذا ما حصل، فالسلطات المصرية لم تفتح معبر رفح أكثر من أربعة أشهر في إحدى المرات وانتهت مدة التصريح ولم تسافر والدتي للعلاج".
بدورها قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن السلطات الأردنية شددت من شروطها لمنح سكان قطاع غزة تصاريح المرور بأراضيها إلى الخارج عبر مطار عمان الدولي.
وقالت المنظمة في بيان صدر عنها اليوم واطلعت عليه "
عربي21" إن هذه الإجراءات حرمت العديد من سكان غزة من السفر إلى الخارج في ظل استمرار السلطات المصرية بإغلاق معبر رفح البري.
ولفتت "رايتس ووتش" إلى وجود إجراءات مشددة على مسافري الترانزيت، ما أدى إلى حرمانهم من فرص مهنية وتعليمية في الخارج في ظل الحصار المفروض من قبل سلطات الاحتلال على سكان القطاع.
وأشارت المنظمة إلى قيامها بمخاطبة رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور وحثه على التدخل لحل مشكلة تصاريح العبور لمواطني غزة.
وأوضحت أنها لم تتلق أي رد من الحكومة الأردنية على مناشدتها.
وقالت المنظمة إنه على مدار العقد الماضي، على الأقل، كان قطاع غزة مغلقا في أغلب الأوقات، فسلطات الاحتلال لا تسمح للفلسطينيين بفتح المطار أو الميناء بالإضافة لوجود تحديات بالسفر عبر معبر إريز الواقع بين غزة وإسرائيل واقتصاره على الحالات الإنسانية الاستثنائية.
وأشارت إلى أن مصر تقوم بفتح معبر رفح مرات قليلة سنويا وتسمح مصر لنحو 9 % فحسب من سكان القطاع بعبوره للسفر إلى الخارج أو الأراضي المصرية.