خصص رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي قرابة 14 دقيقة، من خطابه الذي استغرق 22 دقيقة، الثلاثاء، في افتتاح محطة كهرباء غرب أسيوط، للحديث عن
الإسرائيليين، وضرورة قيامهم بمنح الأمل (دولة) للفلسطنيين، مقابل الأمن لهم، على أن تكون بضمانات.
واعتبر السيسي أن الإسرائيليين قوم يبحثون عن الأمن والطمأنينة، وطالبهم بالتوافق من أجل الاتفاق على حل للقضية
الفلسطينية، مدعيا أن الحالة بين مصر و"إسرائيل" هي الأمن والسلام.
وبعد أن توجه السيسي بالشكر لوزير
الكهرباء وللحكومة، مشيدا بتجاوز أزمة انقطاع الكهرباء في البلاد، ممتنا على المصريين بذلك، قال السيسي: "سأتكلم من خلال هذا اللقاء في موضوع ربما يكون غير متوقع خالص، هو ليس موضوعا بسيطا، وأرجو من كل من يسمعني، هنا في مصر، وفي المنطقة العربية، والفلسطينين والإسرائيليين أن ينتبهوا جدا لما سأقوله".
وأضاف: "أنا التقيت من كام يوم بالرئيس أبو مازن، الرئيس الفلسطيني، وكانت شواغل الرئيس، وشواغلنا القضية الفلسطينية، وإحياء عملية
السلام، وأن يكون هناك أمل علشان نحارب الإحباط واليأس اللي ممكن يكون الفلسطينيون بيعيشوا فيه".
وأردف السيسي: "كمان.. من كام يوم كان فيه ناس تحتفل بالانتصار والاستقلال، (يقصد الإسرائيليين)، وناس تحتفل بالانكسار والانهزام (يقصد الفلسطينيين).. الاتنين في مكان واحد".
وأضاف: "أتكلم من تجربتنا.. تجرية إنسان عاش تجربة ما قبل 67 و73 و77.. وعايش لحد دلوقتي (يقصد نفسه).. وأقول لكن من يسمعني: تقريبا نصف المصريين ونصف العالم اللي موجود دلوقتي ما يعرفش الأحاسيس اللي كانت موجودة في الفترات دي كانت عاملة إزاي.. ما حدش كان يقدر يعرف حجم الكراهية، وحجم الغضب والعداء اللي كان موجود قبل أن تعمل مصر قفزة نوعية علشان الفجوة الموجودة من العداء والكراهية والحروب والقتال تنتهي".
وتابع السيسي: "فيه كتير مننا ممكن يقرؤوا عنها بس لكن يعيشوها، ويحسوا بيها مش كثير مننا.. أنا أقولها علشان نفكر بيها، وأسجلها لكل من يسمعني".
واستطرد: "ألتقي برؤساء دول كثيرين، ووفود من كل دول العالم، وأعضاء من الكونجرس الأمريكي، ومن أوروبا الغربية، وأشقاء عرب، وحتى رؤساء وفود للجاليات اليهودية في العالم، ودائما أقول لهم: خللي بالكم.. الخطوة اللي اتعملت من أكثر من 40 سنة (يقصد اتفاقية كامب ديفيد)، الخطوة دي هي التي عملت سلاما حقيقيا، وكتبت في تاريخ المنطقة صفحة جديدة من السلام بين الشعوب، وبعضها البعض".
وواصل السيسي حديثه: "ما حدش كان في الوقت ده كان شايف أنه ممكن يوجد سلام حقيقي مستقر بالشكل الموجود بين مصر وإسرائيل بعد معاهدة السلام.. ما حدش كان شايفه.. لكن الواقع ومرور الزمن أكد أن هذا أمر كان ممكن يتحقق بشكل جيد".
واستدرك: "ممكن حد يقول إن السلام ده مش دافئ.. لكن لهؤلاء أقول: سيتحقق سلام أكثر دفئا لو قدرنا نحل المسألة بتاعت أشقائنا الفلسطنيين، لو قدرنا نحل المسألة دي، وندي أمل للفلسطيين في إقامة دولة، ويبقى فيه ضمانات لكلا الدولتين، وإحنا مستعدين نقدمها لآمال وأمن وأمان كلا الشعبين في الحياة والأمن والاستقرار".
وتابع: "لو قدرنا نعمل ده إحنا هنعبر مرحلة صعبة جدا.. المرحلة دي مكتوبة في التاريخ بأسلوب قاسي جدا، ومؤلم.. وهنعطي أملا حقيقيا، وهنقضي على إحباط ويأس حقيقي".
وأردف: "أطرح هذا الكلام الآن.. وزي ما بأقول كده: الحالة اللي موجودة دي.. لو تم حل هذه المسألة.. أقول.. لا أعرف، ولا أحب أناور، ولا أخادع، ولا أتآمر.. لكن ما أقوله: لو قدرنا نحقق كلنا مع بعض، بجهد وإرادة حقيقية وإخلاص حقيقي، وإيجاد أمل للفسطينيين، وأمان للإسرائيليين، ستكتب صفحة أخرى جديدة لا تقل، ويمكن تزيد، عما تم إنجازه في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل اللي مر عليها أكثر من أربعين سنة دلوقتي".
وشدد السيسي على أن "الزمان والوقت كفيل بتجاوز كثير من المسائل.. وأرجو أن يكون كلامي مسموعا من كل الأشقاء الأصدقاء، وكل من يسمعوني دلوقتي".
وتابع: "أقول لأشقائنا الفلسطينيين: مطلوب منكم توحيد الفصائل المختلفة مع بعضها البعض.. مطلوب نحقق مصالحة حقيقية وبسرعة.. ومستعدون في مصر بأن نقوم بهذا الدور، لا لشيء إلا لكي نضع - بإخلاص، ومسؤولية - فرصة حقيقية لإيجاد حل لهذه القضية..التي طال انتظار إيجاد حل لها".
وأضاف: "أقول للإسرائيليين، وهم بيسمعوني وأرجو من القيادة الإسرائيلية أن تسمح بأن خطابي يتم إذاعته في إسرائيل مرة ومرتين.. فيه فرصة حقيقية.. ربما لا تكون هناك مبررات من وجهة نظر كثيرين أن يتعمل سلام.. الظروف التي تمر بالمنطقة يمكن ما تنفعش".
واستدرك: "لكن أقول لهم (الإسرائيليون): إنه هيبقى عندنا فرصة حقيقية.. وإذا كنتم تثقون في كلمتي.. ومسيرة التجرية التي رأيتها كإنسان خلال عمري اللي فات كله.. شفت حالة كنا موجودين فيها وحالة إحنا بقينا موجودين فيها دلوقتي.. الحالة دي حققت الأمان لكم، وحققت الأمان لينا.. حققت السلام لكم، وحققت السلام لينا".
وعلق السيسي: "نستطيع من خلال.. مش بس إرادة بل من خلال إرادة، ورأي عام.. والرأي العام زي ما قلت كده: جزء كبير منه، لم يعش التجربة التي تكلمت عنها، وهي تجربة ما قبل اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل".
وتابع: "فيه مبادرة عربية ومبادرة حاليا فرنسية وجهود أمريكية ولجنة الرباعية، وكلام كثير يبذل من أجل حل هذه القضية.. نحن في مصر لا نستهدف أن نلعب دور رياديا أو أن نقود.. بل نقول إننا مستعدون أن نبذل كل الجهود لإيجاد حل لهذه المشكلة".
وخاطب السيسي الإسرائيليين بالقول: "من فضلكم.. الأحزاب والقيادة الإسرائيلية.. من فضلكم.. توافقوا من أجل إيجاد حل لهذه الأزمة.. ولو يكون ده مقابله كل أمر جيد وعظيم للأجيال الحالية وللأجيال والأحفاد القادمين".
وأردف: "أنا شايف ده.. لو تحقق الأمل ده بإيجاد حل لهذه القضية.. وبقت فيه دولة فلسطينية بضماناتنا كلنا.. اللي هي تبقى أمنا وأمانا للجانبين.. سلام للجانبين.. استقرار للجانبين.. لو تحقق هذ الأمر.. إحنا بندخل مرحلة جديدة جدا يمكن يكون ما حدش مصدقها".
وأشار إلى أن المبادرة العربية وضعت اتفاق القادة العرب على شكل جيدا جدا للعلاقة بين هذه الدول وبين إسرائيل لو تم إيجاد حل لهذه المسألة"، على حد وصفه.
وتابع السيسي خطابه: "أقول لكل من استمع لي من الفلسطينيين والإسرائيليين.. من فضلكم.. هناك فرصة عظيمة لمستقبل أفضل.. لحياة أفضل.. لأمل أعظم.. لاستقرار أكبر.. لتعاون حقيقي.. هل نغتنهم الفرصة، ونتحرك في هذا الإطار؟".
وتابع: "أرجو من القيادة الإسرائيلية والأحزاب الإسرائيلية أن تتفق على أن هذا الموضوع في منتهى الأهمية، ولو تحقق فسنرى في المنطقة العجب.. حاسين.. خايفين من بكرة.. لا.. لو تحقق ده هيبقى واقعا جديدا جدا جدا".
وواصل حديثه: "هأقول حاجة صغيرة: المفاوض اللي كان موجودا بين الشهيد الرئيس أنور السادات لما كان يتفاوض في الموضوع ده.. وعلى الجانب الآخر فيه تركيز وحرص شديد جدا على المنطقة (جيم وب)، وما يبقاش فيها قوات".
وأضاف: "أتصور لو المفاوض ده طل هناك الآن، وشاف، ورأى حجم القوات المصرية الموجودة التي تعمل لمحاربة الإرهاب في المنطقة جيم وب.. من مدرعات وعربيات مدرعة وطائرات كان هيقول: ياه.. معقول ده اللي حصل".
وعلق السيسي بسرعة: "أيوه ده اللي حصل.. لما بقي فيه حالة من الثقة، وحالة من الاطمئنان.. وأنه ليس هناك هدف غير الأمن والأمان والاستقرار والبناء".
واختتم كلامه بالقول: "علشان كده بأقول للمرة الثانية: لدينا فرصة أن نكرر ونكتب صفحة جديدة في تاريخ منطقتنا في ظروف في منتهى الصعوبة.. إحنا بنعيشها دلوقتي".