سياسة عربية

17 مليشيا تحتشد لاقتحام الفلوجة.. وأمريكا تضع شروطها

ناشطون عراقيون يحذرون من مجاز قد ترتكبها المليشيات بحق سكان الفلوجة- أرشيفية
احتشدت قوات عراقية من تشكيلات الجيش وقوات الرد السريع ومكافحة الإرهاب (الفرقة الذهبية) مصحوبة بـ17 مليشيا شيعية، من أجل اقتحام مدينة الفلوجة واستعادتها من سيطرة تنظيم الدولة، فيما وضعت القوات الأمريكية شروطا على مشاركة مليشيات الحشد الشعبي في العملية.

وقال التلفزيون العراقي الرسمي، الأحد، إن الجيش العراقي طلب من أهالي مدينة الفلوجة الاستعداد لمغادرة المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في مؤشر محتمل على شن هجوم.

ونقل التلفزيون عن الجيش نداءه: "نهيب بكافة المواطنين الذين ما زالوا داخل الفلوجة التهيؤ للخروج من المدينة عبر طرق مؤمنة ستوضح لكم لاحقا".

 وقالت مواقع محلية، إن 17 مليشيا شيعية احتشدت على أسوار الفلوجة استعدادا لاقتحامها، وهي: "لواء أنصار المرجعية، ولواء علي الأكبر، وفرقة العباس القتالية، وفرقة الإمام علي، وقوة أبي الأحرار الجهادية، وبدر، وسرايا عاشوراء، وسرايا أنصار العقيدة".

وبجانب ذلك ستشارك أيضا مليشيات: "كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، وسرايا الجهاد، وسرايا الخراساني، وفيلق الكرار، ولواء المنتظر، ولواء مجاهدي الأهوار، وكتائب سيد الشهداء، وسرايا السلام"، وفقا لموقع "الغد برس" العراقي.

وذكرت خلية الإعلام الحربي، الأحد، أن "معركة تحرير الفلوجة سيكون اسمها (كسر الإرهاب)، وستكون بقيادة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي"، مبينة أنها "ستكون بغطاء صاروخي مؤثر وقصف جوي عراقي ودولي".

أمريكا تستبعد "الحشد"

إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ"عربي21" إن "مليشيات الحشد الشعبي كانت ولا تزال تريد أن يكون لها دور في اقتحام المدينة، ولكن الأمريكان يرفضون ذلك".

وكشفت المصادر عن اتفاق أولي بين الأمريكان والحشد الشعبي، مضمونه أن "الحشد يحشد جنوده عند حدود بغداد الغربية ولا يشارك في معارك الفلوجة". وبحسب المصادر، فإن هذا الاتفاق تم وفق طلب ورؤية أمريكية.

وأشارت إلى أن "مليشيات الحشد ستقدم جهدا مساندا دون تدخل في المعارك الرئيسة التي سيخوضها حشد العشائر (عشائر السنة)"، لافتة إلى أن "هذا الترتيب من الممكن أن يرضي الحشد لأنه يريد المشاركة ولو بمحاصرة المدينة".

نشطاء يحذرون من مجازر

من جهتهم أطلق ناشطون عراقيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "#مليشيات_إيران_تتوعد_الفلوجة"، للتحذير من مجازر محتملة، قد ترتكبها مليشيات الحشد الشعبي بحق أبناء المدينة ذات الغالبية السنية أثناء عملية الاقتحام.

وقال الناشط محمد الجميلي في تغريدة له: "بعد حصار وتجويع وقصف وحشي يشارك فيه خونة مارقون فلا أقل من كلمة حق في وجه السفاحين".


أما الصحفي العراقي في قناة الجزيرة حامد حديد، فقد كتب على حسابه في "تويتر" قائلا: "تريد إيران أن تكون الفلوجة الفريسة التي تجتمع عليها كلابها قبل أن تتقاتل فيما بينها".

وغرّد المحلل السياسي العراقي الدكتور لقاء مكي، على الحملة بالقول: "لأنها (المليشيات) تريد أن تقدم سببا لاستمرار وجودها بعد انحسار دورها، ولأن المدينة تمثل رمزا مناهضا للمشروع الإيراني".

وفي تدوينة له، قال الناشط "محمد عبد الحميد عبد": "الفلوجة راية سُنية، رأس النفيضة للأمة، تكالبت عليها الأعداء من كل جانب لا تنتظر إذنا من أحد للمشاركة في نصرتها".

وكان زعيم مليشيا بدر هادي العامري، طالب الخميس الماضي، العائلات المتواجدة داخل الفلوجة بترك المدينة فورا، لافتا إلى أن معركة الفلوجة أصبحت قريبة جدا، وأن الحكومة المركزية ورئيس الوزراء قد حسموا أمرهم في هذا الاتجاه.

ونقلت مواقع محلية عن العامري، قوله إن "العاصمة بغداد والمناطق المحيطة بها لن تعرف الأمن والاستقرار إلا بعد إنهاء سيطرة تنظيم الدولة على الفلوجة".

وتتهم منظمات حقوقية دولية مليشيات عراقية منضوية تحت مسمى "مليشيات الحشد الشعبي"، بارتكابها جرائم قتل واختطاف وحرق للمنازل ودور العبادة، في المناطق التي يتم استعادتها من تنظيم الدولة.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع