قلل وزير
السياحة المصري، يحيى راشد، من تداعيات أزمة الطائرة التي اختفت ولم يتحدد مصيرها بعد وعلى متنها نحو 66 راكبا بينهم طاقم الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران (حكومية).
الوزير المصري الذي جاء خلفا للوزير السابق هشام زعزوع، الذي تسببت تصريحاته المثيرة لكونها أكثر قربا من الواقع المؤلم للسياحة المصرية، في أن يكون خارج التشكيل الوزاري الجديد، قال إن أوضاع السياحة في مصر ليست سيئة، ولن يكون هناك تداعيات كثيرة لحادث اختفاء
الطائرة المصرية على القطاع.
وسعى الوزير المصري في تصريحات اليوم، إلى التقليل من تأثير حادث الطائرة على صورة مصر، رغم أن كل الدلائل تشير إلى أن كل من كان على متن الطائرة وعددهم 66 شخصا لقوا حتفهم، بينما لم يتضح حتى الآن سبب وقوع الحادث.
وتابع الوزير المصري: "الجهود التي نحتاج أن نقوم بها ربما تكون أكثر مما كنا نخطط له بعشر مرات، لكننا نحتاج أن نركز على قدرتنا لعودة نشاط السياحة إلى مصر من أجل تغيير صورة مصر".
وأضاف: "ما نحتاج أن ندركه هو أن حادث سقوط الطائرة يمكن أن يحدث في أي مكان. حوادث الطيران تقع بكل أسف".
وتواجه صناعة السياحة في مصر صعوبات للانتعاش مرة أخرى حيث لا تزال تترنح تحت تأثير الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي أعقبت انتفاضة 2011، التي أطاحت بحكم الرئيس حسني مبارك الذي دام 30 عاما.
وشهدت مصر أزمة تلو الأخرى في الأشهر القليلة الماضية، ما أضر بقطاع السياحة والاقتصاد بوجه عام.
وتراجعت أعداد السائحين بنسبة 40 في المئة في الربع الأول من عام 2016، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ويعود ذلك في جزء كبير منه إلى تحطم طائرة ركاب روسية بعد قليل من إقلاعها من مطار شرم الشيخ في جنوب سيناء في تشرين الأول/ أكتوبر، ومقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا.
وقال تنظيم الدولة، إنه تمكن من زرع قنبلة على متن الطائرة. ووصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحادث بأنه عمل إرهابي.
وفي آذار/ مارس خطف مصري زعم أنه يرتدي حزاما ناسفا -اتضح أنه غير حقيقي- طائرة تابعة لشركة مصر للطيران، إلى قبرص.
وقال راشد إن الحوادث ليست مرتبطة ببعضها، وأضاف أن إدارة "مصر للطيران" للأزمات عززت الثقة في شركة الطيران المصرية. وأكد أن من السابق لأوانه تقييم تأثير حادث الطائرة الذي وقع الخميس الماضي على السياحة.
وقال: "من المبكر القول بأننا سنشهد إلغاء حجوزات، لكن في نفس الوقت لا يمكن أن نفترض ذلك".
وتابع: "الناس تريد السفر بدرجة أكبر على طائرات مصر للطيران لأنهم يعرفوننا. أقصد أنها واحدة من أقدم شركات الطيران في العالم وتعلمون أن لها تاريخا من السلامة وحسن الضيافة".
وفي أعقاب تحطم الطائرة الروسية، علقت شركات الطيران البريطانية والروسية رحلاتها إلى منتجع شرم الشيخ الذي كان السائحون يتوافدون عليه للاستمتاع بشمس الشتاء. وقالت الشركات إنها لن تتراجع عن القرار إلا بعد الاطمئنان على إدخال تحسينات على الإجراءات الأمنية في المطار. وأعاق الحظر أي انتعاش للسياحة.
ورفض راشد القول بأن تحطم الطائرة التي كانت في رحلة من باريس إلى القاهرة يوم الخميس، قد يزيد من تأخر استئناف تلك الرحلات.
وأضاف: "على العكس، فقد يكون الوقت مناسبا ليعيد البلدان التفكير في موقفيهما.. لم أسمع شيئا (عن استئناف الرحلات) لكنني أتمنى لو أن ذلك قد حدث بالأمس".
واستقبلت مصر أكثر من 14.7 مليون سائح في 2010، لكن هذا العدد تراجع إلى 9.8 مليون في 2011. وقال راشد في مقابلة أجرتها معه "رويترز" الشهر الماضي، إن مصر تأمل في اجتذاب 12 مليون سائح بحلول نهاية 2017، وذلك بموجب خطة من ست نقاط.
وقال اليوم إن الخطة تمضي قدما. وعندما سئل عن الكيفية التي يمكن أن يؤثر بها حادث الطائرة على عائدات السياحة رفض راشد إعطاء أي تكهنات. وقال: "نعمل جاهدين على التعافي وكل يوم سيكون أفضل".