كيف تمكن الصحفي الإسرائيلي
جدعون كوتس من التسلل إلى قائمة الصحفيين الذين رافقوا الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس إلى
الجزائر يومي 9 و10 نيسان/ أبريل الماضي؟
سؤال يطرحه كل من قرأ تقرير جدعون كوتس، الكاتب بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الاثنين، وترجمه الكاتب عبد الباري عطوان، ونشره على موقعه "الرأي اليوم".
لم يذكر الجزائريون، قبل جدعون كوتس، أن صحفيا إسرائيليا دخل البلاد وكتب تقارير عنها، لذلك اعتبر دخول كوتس بمثابة صدمة كبيرة لهم، فلا توجد علاقات بين الجزائر وإسرائيل، ونصرة القضية الفلسطينية بالنسبة للجزائريين من ثوابتهم الوطنية، بل من المقدسات.
يقول جدعون كوتس في تقريره بجريدة "معاريف" وهو يتحدث عن الجزائر: "يسيطر على الدولة رئيس على كرسي متحرك وغير قادر على قول أي كلمة، هذا عدا التهديد الأمني".
ومعروف أن الرئيس الجزائري عبد العزيز
بوتفليقة، تحادث مع الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس، خلال تلك الزيارة حول آفاق التعاون بين البلدين، وكان بوتفليقة يتحدث بصعوبة، لكنه كان يتحدث بعكس ما قاله كوتس.
ويضيف كوتس: "صحيح أن الوضع لا يشبه التسعينيات، حيث فتح رجال الجبهة الإسلامية الحرب الأهلية بعد منعهم من الفوز في الانتخابات التي استمرت خمس سنوات وكانت نتيجتها نحو 100 ألف قتيل. وتم قطع رؤوس الكثير منهم، لم يخترع تنظيم الدولة "داعش" تقنية التخويف هذه".
ويتحدث كوتس عن سبب تحاشي الجزائر ربيعا عربيا رغم المشاكل السياسية والاقتصادية التي تمر بها، خاصة بعد تهاوي أسعار النفط، ويقول: "هذا الماضي النازف هو السبب الرئيس في أن الربيع العربي لم يحدث في الجزائر. وأن هذا المصطلح يتم التعاطي معه هنا بسخرية وخوف".
كما يقول إن "قادة المعارضة يستمرون في المطالبة بدمقرطة أجهزة السلطة، لكنهم يمتنعون بحذر عن الدفع باتجاه الثورة من أجل عدم ردع السكان. ورغم هذا الردع فإن الجزائر اليوم لا تشبه الجزائر قبل عقد، فالنساء المحجبات يوجدن في كل زاوية إلى جانب أولئك الذين حافظوا على صورة المرأة الجزائرية الحرة".
ويرى الصحفي الإسرائيلي أن "الأجهزة الأمنية الجزائرية حصلت على مدى السنوات الطويلة على سمعة دولية"، وأضاف: "فقد أنشئت ودُربت من قبل خبراء "الكي.جي.بي" السوفييتي، بعد انسحاب
فرنسا في 1962".
لكن كوتس أخطأ بتسمية وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، وقدمه على أنه وزيرا للخارجية، وكتب في تقريره "وزير الخارجية الجزائري، نور الدين بدوي، وهو رقم 2 في
الحكومة حسب البروتوكول، قال لي إن هناك حاجة الآن إلى معركة دولية تشارك فيها جميع الدول دون استثناء ضد الإرهاب".
ولم يهتم قطاع واسع من الإعلاميين بالجزائر لمضمون ما كتبه كوتس، ولكن تساؤلاتهم انصبت حول "كيف تمكن الصحفي الإسرائيلي من دخول الجزائر؟".
ويتحدث إعلاميون جزائريون عن احتمال أن تعرف قضية كوتس تطورات تصعيدية، إذ لا يمكن للحكومة الجزائرية أن تصرف النظر عن تضمين الفرنسيين اسما إسرائيليا ضمن قائمة الصحفيين الذين منحت لهم تأشيرة الدخول للجزائر بمناسبة زيارة الوزير الأول الفرنسي، البلاد الشهر الماضي.
ونشبت أزمة بين الجزائر وباريس عقب رفض الحكومة الجزائرية منح التأشيرة لصحفيين من جريدة "لوموند" وقناة "لو بتي جورنال"، لنشر الأولى صورة للرئيس بوتفليقة مع وزراء جزائريين وردت أسمائهم ضمن فضائح "أوراق بنما"، بينما الثانية لبثها برامج ساخرة تناولت الرئيس الجزائري ووضعه الصحي.