تحدث سفير إيطالي سابق عن زيارته التي قام بها إلى
تونس قبل أيام؛ لحضور فعاليات المؤتمر العاشر لحركة
النهضة، حيث رأى في مشاركته واجباً من جهة وأهمية سياسية من جهة أخرى.
وقال السفير الإيطالي السابق، أرماندو سنغيني، في مقال نشره موقع "ليتيرا 43" الإيطالي، وترجمته "
عربي21"، إنه سُعِد كثيراً بهذه الزيارة التي شارك فيها الآلاف من التونسيين وأعضاء هذا الحزب الإسلامي خلال لحظات تاريخية امتزجت بمشاعر الأمل والألفة، خاصةً بعد صعود رئيس الحزب، الشيخ راشد
الغنوشي، ورئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، إلى المنصة، تاركين وراءهما كل الخلافات الحزبية.
وخلال مسيرته المهنية، عمل السفير سنغيني في تونس والمملكة العربية السعودية وتشيلي. كما كان مبعوثا سياسيا للحكومة الإيطالية إلى أفريقيا.
وسلط الكاتب والسفير السابق الضوء على "الوطنية" التي لاحظها من خلال أجواء مؤتمر الحركة والخطابات؛ التي خلقت نوعاً من الانسجام والتناغم سياسياً واجتماعيا في الدولة بعد خمس سنوات من المخاض.
وعبّر سنغيني عن اهتمامه بالتحول الذي حققته حركة النهضة من "حركة إسلامية" إلى "حزب مدني"، وهي النقطة التي قال إنها زادت من رغبته لحضور المؤتمر، حيث إن قرار الفصل بين الدين والسياسة لم يكن مرتجلاً، وإنما هو ثمرة مسيرة تاريخية متأنية وصعبة قرر الحزب من خلالها فصل الدين عن السياسة، رغم أن تونس دولة مسلمة، ولكن الدين يبقى حرية شخصية.
وأضاف الكاتب أن من الأشياء التي أثارت إعجابه في المؤتمر نبذ الحزب والشعب التونسي للعنف. فرغم تاريخ الحركة الصعب، التي عرف أعضاؤها الكثير من العنف والتعذيب على يد النظام السابق، فقد قررت الحركة أن تطور أهدافها إلى أن أصبحت بعد الثورة حزبا؛ يسعى لأن تكون مصلحة تونس وشعبها فوق كل اعتبار، ويعمل وفقاً لأحكام وحدود يضعها الدستور التونسي.
وفي هذا السياق، تطرق الكاتب إلى الحديث عن تاريخ الحركة وعن زعيمها، الشيخ راشد الغنوشي، الذي قال إن حركته شاركت في كتابة دستور يقوم على المساواة بين الرجل والمرأة، وحرية الضمير وممارسة العبادة، وغيرها من المبادئ المكرسة للديمقراطية، كما تحدث عن دعوة الغنوشي للتصدي للإرهاب في تونس.
وسلط السفير السابق الضوء على مستقبل الدولة التونسية؛ الذي سيكون في ظل حزب اختار أن يكون إسلاميا، ثم رغم تعارضه سياسيا مع حزب "نداء تونس" العلماني، قرر أن يقدم نفسه مرة أخرى في تونس خاصةً وفي العالم الإسلامي عامةً؛ على أنه يؤمن بقيم الديمقراطية ومبادئها.
كما رأى سنغيني أن المؤتمر جاء في فترة حساسة جداً بالنسبة لأحزاب الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يجعله بمثابة رسالة قوية لكل الأطراف السياسية في العالم.
وشدد على ضرورة الوقوف مع الأحزاب التونسية ودعمها وتشجيعها، رغم نظرته المستقبلية التي تقول إن هذه الوعود ليست إلا وسيلة لاستعادة السلطة من جديد، ولكنه يرى في مساندتها منافع سياسية ودبلوماسية كبيرة لإيطاليا.