ذكرت صحيفة "إندبندنت" أن المحكمة
البريطانية ستصدر يوم غد حكما على ريتشارد هاكل، الذي اعترف باستغلال براءة
الأطفال والقيام بالاعتداء عليهم.
ويشير التقرير إلى أن هاكل، البالغ من العمر 30 عاما، استغل حاجة الأطفال في أفقر حي من أحياء مدينة إسطنبول، واستغلهم جنسيا.
وتورد الصحيفة أن شبكة تلفزيونية أسترالية كشفت عن أكثر من 200 حالة اغتصاب جنسي للأطفال، والتقاط هاكل عشرات الآلاف من الصور التي وضعها على موقع مشفر، أو ما يعرف بـ"الإنترنت المظلم".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن هاكل اعترف بارتكاب 71 حالة اغتصاب جنسي، إلا أن المحققين يعتقدون أن هناك حالات أكثر، خاصة أنه سافر كثيرا، واستغل الدين، وتستر تحت غطاء تدريس اللغة الإنجليزية، حيث ظهر في إعلان ترويجي للمجلس الثقافي البريطاني لتقديم دروس باللغة الإنجليزية للأطفال، مشيرا إلى أن هاكل استغل ثقة العائلات الماليزية وبساطتها، حيث كان يأخذ الأولاد الصغار والبنات الصغيرات في جولات، ويقوم بشراء الحلوى لهم قبل أن يقوم باغتصابهم.
وتذكر الصحيفة أنه في مقابلة أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مع بنت ماليزية، قالت إنه كان يعريها ويقوم باغتصابها لسنوات عديدة، ولم تكن قادرة على فعل شيء؛ لأنها كانت في الثالثة من عمرها، وكل ما كانت تقوله إنها تريد العودة لأمها، لافتة إلى أن المصور غير المتفرغ يواجه 22 تهمة تضعه في السجن مدى الحياة.
وينوه التقرير إلى أن هاكل، الذي ولد في بلدة أشفورد في مقاطعة كينت، اعترف بعدد غير مسبوق من
الجرائم الجنسية ضد الأطفال في أعمار تتراوح من 6 أشهر إلى 12 عاما، حيث ظل يمارس جرائمه بحرية في الفترة ما بين 2006 و2014.
وتقول الصحيفة إن هاكل استطاع الحصول على ثقة العائلات الماليزية، من خلال تقديم نفسه بأنه مدرس لغة إنجليزية مسيحي، وأنه فاعل خير يريد مساعدة أبناء الأحياء الفقيرة، مشيرة إلى أن تقارير صحافية تقول إن هاكل كان يقضي أوقاتا طويلة في الأحياء الفقيرة والمعدمة، يتصيد ضحاياه، حيث تم تحديد أسماء 23 ضحية من عائلات مسيحية في
ماليزيا، رغم أن عدد ضحاياه يتجاوز المئتين، بحسب ما يعتقد المحققون.
ويفيد التقرير بأن هاكل زار ماليزيا أول مرة عندما كان في سن الـ18 أو 19، حيث قرر أخذ سنة تفرغ بين دراسته الثانوية والجامعة، ومنها بدأ يتصيد الأطفال تحت غطاء العمل التطوعي.
وتكشف الصحيفة عن أن هاكل، الملتزم بتعاليم الدين المسيحي، والمواظب على الكنيسة، اعتقل في 19 كانون الأول/ ديسمبر، عند وصوله مطار غاتويك، حيث جاء لحضور احتفالات عيد الميلاد.
وبحسب التقرير، فإن المحققين اكتشفوا صورا فاضحة وأفلام فيديو لهاكل وهو ينتهك الأطفال، حيث عثر المحققون على أكثر من 20 ألف صورة فاضحة على جهاز حاسوبه الخاص.
وتبين الصحيفة أن هاكل كتب دليلا لمنتهكي الأطفال (بيدوفايل)، بعنوان "بيدوفايل والفقر: دليل محبي الأطفال"، ووآخر بعنوان "عرض حساب البيدوبوينتس"، الذي ذكر فيه أنواع الانتهاكات الجنسية للأطفال. ووضع الدليلين على موقع أعده وكان يخطط لنشره على "الشبكة السوداء" في الإنترنت، عبر "هايبر لينك".
ويكشف التقرير عن أن هاكل سجل في دليله الثاني مغامراته الشنيعة مع الأطفال الذين قام بانتهاك أعراضهم، حيث يبدو أنه كان يمارس لعبة على الأطفال الأبرياء، ويعطي لنفسه نقاطا حول كل نشاط، ووضع قاعدة عدم تلقيه نقاطا على ممارسة فعل جنسي مع الطفل ذاته في الأسبوع.
وتورد الصحيفة أن هاكل اعترف في كانون الثاني/ يناير، بارتكاب 91 جريمة، مستدركة بأنه اعترف قبل محاكمته بارتكاب 71 جريمة فقطـ حيث أمضى القاضي في المحكمة ساعة كاملة؛ لقراءة التهم في أول جلسة استماع.
وينقل التقرير عن القاضي بيتر روك، قوله في جلسة: "لقد اعترفت بارتكاب 71 جريمة، وكما تعلم، فإن هذه تصل إلى درجة الجرائم الجنسية ذات الخطورة العالية، ولهذا فإنني أدرس الحكم عليك بالسجن المؤبد"، وأضاف: "كما يعرف الجميع، فإنه لا يوجد فرق بين جرائم ارتكبت هنا وجرائم ارتكبت في الخارج، وينظر إلى الحالتين بدرجة الخطورة ذاتها".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن قائمة الاتهامات تضم 14 حالة اغتصاب، و31 هجوما جنسيا، و 6 حالات تحضير للأطفال وكسب ثقتهم، و12 حالة التقاط صور فاضحة، وواحدة لالتقاط صور والإعلان عنها، وأخرى لكتابة دليل.