ذكر تقرير أصدرته مؤسسة "رينيوابل إنيرجي وورلد"، أن القارة الأفريقية ما زالت تعاني من أزمة فقر طاحنة وشبكة كهرباء سيئة جدا.
وقال التقرير وفقا لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية، إنه رغم جذب دول القارة السمراء لاستثمارات بمليارات الدولارات خلال السنوات الماضية، لكنها تفتقر للبنية التحتية السليمة لشبكات الكهرباء، ويقف النقص في سعة الكهرباء، حائلا دون تقليص معدل
الفقر، ما يهدد تطوير مسيرة التعليم ويعرقل عجلة النمو الاقتصادي.
ويكمن السؤال في مدى مقدرة
أفريقيا على التصدي لهذه التحديات في الوقت الذي تتمكن فيه من توفير مصادر مستدامة من
الطاقة المتجددة.
وفي حين من الممكن لأفريقيا حل مشكلة الطاقة، يترتب عليها أولا مواجهة حقائق قاسية على صعيدها الداخلي. وأفريقيا لا تتسبب في ظاهرة التغير المناخي، بل تتأثر بها جراء تصرفات دول الغرب الغنية وأمريكا. لكن القارة غير محقة في السماح ببيع مواردها الطبيعية، وهو النشاط الذي استمر لعدد من العقود.
وينبغي للشركات التي ترغب في الاستثمار في أفريقيا أمريكية كانت أم صينية خلال العام الجاري، التحلي بالمبادئ والأخلاق وتوفير فرص العمل للمحليين وتدريب الكوادر، بجانب العمل في بيئة لا تخلو من المسؤولية.
والمساعدات العالمية التي ترد لأفريقيا، لا تصب في معظم الأحيان في المرافق المطلوبة، ما يستدعي ضرورة توفر نوع من الحوكمة والشفافية.
وتقدمت فرنسا التي تتطلع لدور ريادي في هذا الصدد، بمساعدات قدرها 6 مليارات يورو خلال الفترة بين 2016 إلى 2020 بهدف تطوير حلول الطاقة المتجددة في أفريقيا.
ومن المرجح، مساهمة الطاقة المتجددة في إرساء طريق تتمكن القارة عبره من توفير الأمن من خلال خفض تكلفة الطاقة وإنعاش الاقتصادات الوطنية.
ويكمن التحدي الآخر، في إمكانية استغلال أفريقيا لاستثماراتها الأجنبية، سواء كانت في شكل مساعدات أو استثمارات مؤسسات، للتأكد من إنفاق كل دولار في مجالات البحث والتطوير والابتكار.
وتوجد بالفعل مؤسسات فاعلة بأفريقيا في الوقت الحالي تستغل مخرجات الابتكار في الحلول الذكية في مجالات الزراعة والطاقة المتجددة، بهدف تقليص الآثار الناجمة عن التغير المناخي. ومن ضمن هذه الابتكارات، حلول مثل المحاصيل المقاومة للجفاف وتقنيات للاحتفاظ بمستويات عالية من رطوبة التربة.
ولا تخلو الحكومات من لعب دور مهم على المستويين المحلي والإقليمي وذلك بتطوير شبكة الكهرباء الإقليمية لتتخطى الحدود بين دول القارة. وبينما يبدو ذلك تحديا كبيرا فيما يتعلق بالبنية التحتية، تكمن الحقيقة في امتلاك أفريقيا للمقدرة بالفعل للاستغناء عن المحطات التي تعمل بالديزل وتبني تلك التي تعتمد على الغاز الطبيعي وفي وقت وجيز.
ويتميز الغاز بصداقة البيئة وقلة التكلفة، ما يؤهل القارة للعب الدور المنوط بها. وفي حالة تعاون شركات التعدين والحكومات، من المتوقع انتشار أعداد كبيرة من المحطات التي تعمل بالغاز في غضون سنتين فقط.