مع حلول أول أيام شهر
رمضان المبارك، تميزت مدينة
القدس المحتلة بطريقة استعدادها لاستقبال الشهر الفضيل، بالعديد من المبادرات والتجهيزات، حيث يتوقع أن تحتضن بين أسوار مسجدها
الأقصى وأسواقها وأزقتها العريقة، مئات آلاف المصلين الزائرين.
المقدسيون يتكافلون في رمضان
وأوضح الناشط المقدسي فريد الأطرش (39 عاما)، أن استعداد أهل مدينة القدس المحتلة لشهر رمضان "تبدأ أولا على الصعيد النفسي والروحاني. ويبرز هنا عنصر الشباب بشكل قوي، من خلال إقدامه الكبير على الطاعات والتواجد بشكل كبير في المسجد الأقصى؛ خاصة في صلاة التراويح".
وبيّن لـ"
عربي21" أنه رغم ما يعانيه التجار المقدسيون في مدينة القدس المحتلة؛ من مضايقات سلطات وشركات الاحتلال، التي "تعمل على تزويد التجار اليهود بأسعار أقل وتسهيلات وامتيازات أفضل من التجار المقدسيين، إلا أن العديد منهم رضي بالربح القليل، وقاموا بتقديم عروض بأسعار منخفضة غير مألوفة بالقدس، لتسهل على الناس اقتناء احتياجاتهم في شهر رمضان".
وأكد الأطرش أن "مظاهر التكافل" بين كافة فئات المجتمع المقدسي هذا العام؛ شهدت "تميزا كبيرا، حيث بادر العديد من المقدسيين بشكل شخصي، لعمل طرود غذائية جيدة، تم توزيعها على العديد من الأسر المستورة"، منوها إلى أن "هذا العمل يتم بعيدا عن وسائل الإعلام، وبشكل خفي".
وأشار إلى وجود حالة من "التميز في التواصل الأسرى وصلة الأرحام، وتجمع العائلات على مائدة إفطار واحدة؛ وهو ما يعكس قوة الترابط بين المقدسيين رغم محاولات الاحتلال الحثيثة لتدمير هذه القيم".
وحول "التسهيلات" التي يزعم الاحتلال الإسرائيلي تقديمها للفلسطينيين، من أجل الوصول للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، أوضح الناشط المقدسي أن "هذه التسهيلات هي عبارة عن تخفيف بسيط من حدة التضييقات التي تفرضها سلطات الاحتلال على المقدسيين طوال أحد عشر شهرا قبل رمضان، فقط لا غير".
ونوه إلى أن أهل القدس يقومون بتزيين كافة الأبواب والطرق التي تؤدي للمسجد الأقصى، بأشكال مختلفة من التصميمات؛ تعكس عراقة المدينة المقدسة.
الأقصى يستعد لاستقبال رمضان
من جانبه، أكد مدير شؤون المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، أن المسجد الأقصى المبارك، على أتم الاستعداد لاستقبال المصلين، لافتا إلى أن طواقم الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة ومعها العديد من المتطوعين عملت على "تهيئة الأجواء التي تليق بالشهر الفضيل".
وأضاف لـ"
عربي21": "تم تشكيل العديد من اللجان، مثل لجنة النظام والكشافة؛ التي تعمل على تنظيم دخول وخروج المصلين، ومنع الازدحام والتدافع، وهناك اللجنة الصحية التي عملت على توفير العيادات الميدانية التي تنتشر في ساحات الأقصى، وتم تجهيز غرفة عمليات الطوارئ، لإدارة الأزمات التي يمكن أن تقع".
وأوضح الكسواني أن الطواقم المختلفة تعمل منذ أكثر من شهر، حيث "قامت بتنظيف الساحات والأروقة، وفتحت جميع دورات المياه، ونصبت المظلات والشمسيات لحماية المصلين من أشعة الشمس الحارقة"، منوها إلى أن الاحتلال قام "بإغلاق دورات مياه جديدة، عملت الأوقاف على إنشائها بالقرب من باب الغوانمة؛ نظرا للحاجة الكبيرة لها".
ولفت مدير شؤون المسجد الأقصى إلى أن هناك "برنامجا دعويا متكاملا يلبي احتياجات المصلين بشكل يومي، بعد صلاة الفجر وقبل وبعد صلاتي الظهر والعصر"، موضحا أن إدارة الأوقاف "ستبدأ برنامج القيام الليلي من منتصف شهر رمضان المبارك".
وحول تعامل إدارة المسجد الأقصى، التي تتبع الأوقاف الأردنية، مع الاقتحامات شبه اليومية للمتطرفين اليهود لباحات الأقصى، كشف الكسواني أن دائرة الأوقاف "تقدمت بطلب رسمي لسلطات الاحتلال من أجل إغلاق باب المغاربة (هو الباب الذي من خلاله يدخل المتطرفون اليهود للأقصى) لمنع استفزاز المسلمين"، معربا عن أمله في "أن تكون هناك استجابة لهذا الطلب؛ ومنع دخول المتطرفين أو السياح الأجانب".
ودعا الجميع إلى "تكثيف تواجدهم داخل المسجد الأقصى بشكل يومي"، لافتا إلى أنه تم الاتفاق مع العديد من الجمعيات والمؤسسات "لتقديم وجبات الإفطار اليومية للصائمين مهما كان العدد".