أعلن محمد عبد السلام الناطق الرسمي باسم جماعة "أنصار الله" (
الحوثي) ورئيس وفدها المشترك مع حزب الرئيس
اليمني السابق علي عبد الله صالح، إلى مشاورات السلام اليمنية، عودته، صباح الإثنين، إلى دولة الكويت، والتي غادرها قبل ثلاثة أيام في زيارة إلى
السعودية.
وقال محمد عبدالسلام، في تدوينه مقتضبة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "وصلنا صباح اليوم (الإثنين) إلى الكويت لمواصلة المشاورات".
ولم يكشف عبد السلام عن أي تفاصيل أخرى بشأن الوجهة التي قدم منها، اليوم، وما إذا كانت الأيام الثلاثة الماضية قضاها كلها في السعودية، أم ذهب إلى أماكن أخرى خلالها.
كما لم يكشف تفاصيل عن زيارته إلى السعودية، والتي يبقى الكثير من تفاصيلها غامضا، خاصة مع عدم إعلان السلطات السعودية بشكل رسمي عنها.
وكان عبد السلام أعلن، مساء الجمعة الماضي، أنه توجه إلى السعودية في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، وتعد الثانية من نوعها منذ اندلاع الحرب في اليمن في الربع الأخير من العام 2014.
وآنذاك، قال، في تصريح مقتضب عبر صفحته على "فيسبوك": "في سياق التفاهمات القائمة في الحدود، وترتيبا لعمل اللجان (في إشارة للجان التهدئة المنبثقة عن اتفاق وقف الأعمال القتالية، الذي دخل حيز التنفيد 11 في أبريل/نيسان الماضي) وبعد التنسيق مع الأمم المتحدة، والاستفادة من عطلة الأسبوع، قمنا بزيارة ظهران الجنوب (محافظة جنوب غربي السعودية)، لهذا الغرض ومقابلة القيادات الميدانية".
ومنذ ذلك التصريح لم يعد الرجل إلى الكويت، كما لم يدل بأي تصريحات توضح تفاصيل زيارته إلى السعودية، والنتائج التي أسفرت عنها.
ويقول الحوثيون إن التفاهمات مع السعودية هي الأساس للوصول لأي تسوية للملف اليمني في مشاورات الكويت الحالية.
وكان الحوثيون توصلوا، في أوائل آذار/ مارس الماضي، إلى تفاهمات مباشرة مع الجانب السعودي، أفضت إلى اتفاق على وقف الحرب في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، وأسهمت في اتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى إقراره في اليمن، بإشراف الأمم المتحدة، منذ 11 نيسان/ أبريل الماضي.
لكن الجماعة اتهمت
التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، في اليمن بخرق اتفاق الهدنة، وأطلقت خلال الأسابيع الأخيرة صاروخين باليستيين على السعودية، وتصدت الدفاعات الجوية في الأخيرة لهما.
ودخلت المشاورات بين وفدي
الحكومة اليمنية من جهة، والحوثيين وحزب صالح، من جهة أخرى، أسبوعها السابع، الخميس الماضي، دون إحراز أي اختراق حقيقي لجدار الأزمة، فيما لجأ المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى عقد جلسات غير مباشرة بين الوفدين، منذ 24 أيار/ مايو الماضي، من أجل ردم الهوة وتقريب وجهات النظر.
وكان الإنجاز اليتيم لهذه المشاروات، منذ انطلاقتها في 21 نيسان/ أبريل الماضي، هو الاتفاق على تشكيل اللجان الثلاث (الأمنية، السياسية، الإنسانية)، والتي أوكل إليها مناقشة النقاط الخمس المنبثقة من القرار الدولي 2216 (صادر عام 2015).
وتنص النقاط الخمس على انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الأخير من العام 2014، وبينها العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف الأسرى والمعتقلين.