ثار جدل واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول تصريحات أدلى بها رجل الأعمال، نجيب
ساويرس، في المؤتمر الدولي لمنظمة
التضامن القبطي بالولايات المتحدة الأمريكية، التي اتهم فيها الحكومة
المصرية بأنها تخشى إعلان عدد الأقباط في مصر، خوفا من المطالبة بحصة في المناصب العليا بمصر.
وقال ساويرس في المؤتمر الذي كان بعنوان "مستقبل الأقليات الدينية في مصر: حالة الأقباط بعد ثورتين"، مساء الخميس، في مبنى الكابيتول بالعاصمة الأمريكية واشنطن: إن "الدولة لا تريد أن تعلن العدد الحقيقي للأقباط في مصر، خوفا من إمكان تأثير ذلك على مطالبة الأقباط بحصة في المناصب العليا".
ونقلت صحيفة "المصري اليوم"، في عدد السبت، عن ساويرس قوله: "ما زال الأقباط غير متواجدين بالشكل الكافي داخل الحكومة فهناك وزيرة واحدة فقط قبطية، وهي وزيرة الهجرة، وهذه الأوضاع إذا ما قارناها بمراحل تاريخية سابقة سنجد اختلافا كبيرا".
وأضاف: "مما لا شك فيه أن السادات أول من فتح الباب للتطرف الذي ظل يستشرى في مصر، فنأمل أن نرى رئيس حكومة مسيحيا، وأكثر من وزير بالحكومة قبطيا، وهم يستحقون، فالأقباط لم يؤذوا مصر قط، ولا تسببوا في أي مشكلات لها".
وكشف ساويرس أن شيخ الأزهر، أحمد الطيب، أبدى له اعتراضه على هجوم إبراهيم عيسى المستمر عليه وعلى الأزهر من خلال قناة "أون تى في"، وسأله في وجود عدد من الوزراء والمسؤولين: "هل كنت ستترك عيسى إذا كان يهاجم البابا؟".
وأضاف أنه استجاب لرغبة شيخ الأزهر وقتها، وتحدث بشكل ودي مع عيسى لتخفيف حدة هجومه، مؤكدا أن استجابته جاءت لشعوره بالحرج لأن شيخ الأزهر ظن أن مالك القناة بما أنه مسيحي فإنه سيغض النظر عن الهجوم على الأزهر.
وأكد أنه "لو كان عيسى أو أي إعلامي آخر في "أون تي في" يهاجم البابا لما تدخل على الإطلاق".
ونبه ساويرس إلى أن "المصريين يلقون دائما باللوم في أي كارثة على أمريكا وإسرائيل، بينما لا توجد أي مسؤولية على المصريين أنفسهم"، متسائلا: "ألم يقم مصريون بتعرية سيدة المنيا؟".
وشدد على أنه لو كان الأمر بيده لأسس جيشا خاصا، وقام بمطاردة كل الإرهابيين في منطقة الشرق الأوسط برمتها، ومحاولة إعادة فرض النظام، ملقيا باللوم في تفاقم الأمور بالشرق الأوسط على الولايات المتحدة الأمريكية، "حيث شاهدت آلافا من الإزيديين يتعرضون للاغتصاب، والقتل بدم بارد، ولم تتدخل".
واتهم ساويرس أوباما وهيلاري كلينتون بالمسؤولية المباشرة عن تفاقم الأمور بالشرق الأوسط لما وصلت إليه الآن، مؤكدا أن كليهما ينتمي إلى الحزب الديمقراطي، وسبق أن دعما مشروع جماعة الإخوان في مصر، وقال: "أنا شخصيا لا يمكنني أن أغفر لهما ذلك".
وكرر ساويرس الزعم بأنه تلقى تهديدات بقتله في أثناء حكم الإخوان، وأنه تلقى اتصالا هاتفيا في أثناء قيامه بإحدى السفريات، التي كانت لبضعة أيام، من الشخصيات المسيحية البارزة تحذره من العودة لمصر، وأنها طلبت منه البقاء خارج البلاد لكنه رفض، وأصر على العودة مهما حدث.
اتهامات لساويرس بالتعصب
وأثارت تصريحات ساويرس غضبا واسعا بين قطاع عريض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال محمد شكري من جامعة المنصورة: "كل كلمة قالها ساويرس لها معنى كبير"، مشيرا إلى أن "أكبر مشكلة هي أن فيه ناس كتير بتظهر شيئا وتبطن شيئا".
وأضاف شكري: "أقسم بالله يا نجيب أنك أكثر تطرفا من أبي بكر البغدادي.. بس هو صريح لكن أنت خبيث".
وقال أحمد إبراهيم: "واضح أن ساويرس مصري حتى النخاع والمناخير كمان.. وأنصح مؤيديه بالاشتراك في الجيش اللي هيعمله علشان يعيد النظام".
وأضاف: "ساويرس عايز يقلبها ميليشيات وحربا أهلية، وبيستقوي بالغرب على مصر".
وقال صفوت عفيفي: "لما "نجيب" شايف أن الأقباط ليسوا أقلية في مصر.. بيحضر ليه مؤتمر في الولايات المتحدة عن الأقليات الدينية في مصر؟".
وأضاف: "يا ساويرس.. ليس هناك أي داع لإطلاق مثل هذه التصريحات؛ لأنها تأتي دائما بنتائج عكسية، وغير مرغوب فيها بالنسبة لك، بالإضافة إلى أنها تثير البلبلة لدى إخواننا المسيحيين".
وقال سعيد السيد: "مهما يخفي بعض الأشخاص عنصريتهم فسوف تفضحهم ألسنتهم يوما ما، وسؤال أوجهه للمهتمين بقضية تعرية سيدة الكرم: ما معنى أن يكون من بين المتهمين شخص متوفى منذ سنوات، وشخص آخر مصاب بشلل؟".
وأضاف: "أتمنى أن نكون موضوعيين ومنصفين في تناولنا للأحداث الجارية".
ووصف أحمد بكر تصريحات ساويرس بأنها "كلها تطرف".
وقال محمد عباس (معاون قضائي في وزارة العدل): "بجد.. كلامك مش عاجبني يوجد كلام بين السطور كثير ما كنتش أتوقع منك الكلام ده".
وفي المقابل ردت "هنا كرم" على التعليقات السابقة بالقول: "كمية حقد من المعلقين لا أول لها ولا آخر.. نحن مصريون حتى النخاع، وجذورنا ممتدة لآلاف السنين، ولسنا عربا أو غزاة".
وأضافت: "نحن لنا حقوق مثلكم بالضبط.. تقدر تقول لي فيه كم وزير مسيحي، وكم مدير أمن، وكم محافظ، وكم وكيل وزارة، وكم وكم حاجة أخرى.. كم قاض، وكم وكيل نيابة، وكم مستشارا".
ويذكر أن منظمة "التضامن القبطي" أقامت مؤتمرها السنوي السابع في العاصمة الأمريكية "واشنطن" يومي التاسع والعاشر من حزيران/ يونيو الجاري.