وقع انفجار ضخم في فرع بنك لبنان والمهجر التابع لمصرف لبنان في منطقة فردان بالقرب من مبنى المونكورد، مساء الأحد بسبب سيارة مفخخة.
وسمعت على الفور صفارات سيارات الإسعاف قرب شارع الحمراء، وردا على سؤال لوكالة "فرانس برس"، قالت الشرطة إنها لا تملك بعد أي معلومات حول مصدر الانفجار.
وقالت وكالة أنباء لبنانية إن الانفجار نتج عن عبوة موضوعة تحت سيارة خلف مبنى بنك لبنان والمهجر، وأكدت أن الأضرار طالت السيارات ومبنى بنك لبنان والمهجر.
وذكرت مصادر طبية خاصة لـ"عربي21" عن وقوع إصابتين وأضرار مادية كبيرة، فيما تشير المصادر الأمنية إلى أن العبوة كانت شديدة الانفجار، مؤكدة أنها ليست ناتجة عن عمل "انتحاري" بحسب ما أوردته.
وقال مدير عام قوى الأمن الداخلي
اللبناني، اللواء إبراهيم بصبوص، في تصريح، إن "زنة العبوة الأولية تقدر بين 10 و15 كلغ من المواد المتفجرة".
وكان الجيش اللبناني، قال في بيان مقتضب، الأحد، إن دورية من الجيش تحركت إلى موقع
الانفجار "وعملت على عزله بالتعاون مع القوى الأمنية الأخرى، وحضر الخبير العسكري للكشف وتحديد نوعية الانفجار وطبيعته".
ودعا وزير الصحة العامة، وائل أبو فاعور، المستشفيات لاستقبال أي جريح من انفجار فردان مؤكدا أن مصاريف علاج المصابين ستكون على نفقة الوزارة.
وحضر إلى مكان التفجير وزير التربية اللبناني، إلياس بوصعب، وأكد أنه "سيتم استبدال مدرسة رينيه معوض الموجودة في المنطقة بثانوية شكيب أرسلان لاستكمال إجراء الامتحانات الرسمية".
وفي سياق متصل، قال مدير عام بنك لبنان والمهجر، سعد الأزهري، إنه لا يحمل أي جهة مسؤولية الحادث، وأضاف "ننتظر التحقيقات، ولا نحمل أي طرف مسؤولية التفجير".
من جهته، أدان رئيس "حركة الشعب" في لبنان، نجاح واكيم، تفجير فردان، وقال في تصريح لقناة "المنار" التابعة لحزب الله، إن "اليد الإجرامية الإرهابية أرادت إرهاب الناس في وقت الافطار".
بدوره، اعتبر نائب رئيس مجلس النواب اللبناني السابق، إيلي الفرزلي، في تصريح تلفزي، الهدف من انفجار فردان، "تسميم الأجواء في لبنان".
في حين قال رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط "دخلنا في مسلسل تفجيرات"، مشددا على أن "هذا المسلسل إسرائيل هي المستفيدة منه وحزب الله متضرر".
كما شجب الوزير السابق عدنان منصور، في تصريح لقناة "المنار"، تفجير فردان، ورأى أن "ما حصل في فردان تفجير إرهابي هدفه ضرب الأمن والاستقرار في لبنان"، وطالب مواجهته بـ"التماسك والوحدة".
وتزامن وقوع الانفجار مع وقت الإفطار، ما يدل، بحسب مصادر أمنية خاصة لـ"عربي21"، أن الهدف من الانفجار ليس إحداث أضرار مباشرة أو اغتيال شخصية ما، وإنما ربما رسالة أمنية.
يشار إلى أن مصرف لبنان تلقى اتهامات بالتخوين من قيادات من حزب الله على خلفية تنفيذه العقوبات المصرفية، والحظر على حزب الله وفقا للأصول المتبعة في النظام المصرفي الدولي.
وأدرج النظام التطبيقي الخاص بالقانون الأمريكي الذي صدر عن وزارة الخزانة الأمريكية في 15 نيسان/ أبريل الماضي، نحو 100 اسم في لائحة العقوبات الأمريكية.
ويتخوف اقتصاديون في لبنان من إدراج المصارف اللبنانية في لائحة العقوبات"SDN" الصادرة عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية"OFAC" في وزارة الخزانة الأميركية، وتاليا إقفال المصارف الأمريكية والأوروبية المراسلة حساباته لديها وقطع التعامل معه.
بدوره أعلن وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، في تصريحات تلفزيونية، الأحد، أنه بخير، نافيا أن تكون هناك أي إصابات في صفوف المواطنين، وأكد أن التفجير استهدف مصرفا.
واعتبر المشنوق أن التفجير "خارج إطار الانفجارات التقليدية"، لكن سياسيين وناشطين لبنانيين معارضين لحزب الله لم يترددوا في اتهام حزب الله بالتفجير، مستعيدين تهديداته السابقة للمصارف.
على صعيد آخر، حملت شخصيات في المعارضة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي حزب الله اللبناني مسؤولية الانفجار، وقال المعارض بسام جعارة في تغريدة على "تويتر" إن "عناصر الحزب نفذت هذا التفجير ردا على الحصار الذي تفرضه بنوك لبنانية على تعاملاته".